توابع قضية عبد الرحمن يوسف القرضاوي.. هل يتم تسليمه إلى مصر ؟ جدل حول رسائل القبض عليه وترحيله إلى ” أبو ظبي” وهل كان من بينها إعلان جديد عن وأد ” الربيع العربي “؟
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
من يتابع ردود الأفعال على القبض على الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي وترحيله إلى الإمارات، لن يجد مشقة في ملاحظة الاختلاف الكبير بين قوم أبدوا شماتة كبيرة فيه، وآخرين لم يخفوا أساهم عليه.
الجدل حول الحادثة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها لم ينته، ويبدو أنه سيكون وراءها ما وراءها.
د.عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية قال إن الإمارات تسلمت عبدالرحمن يوسف القرضاوي المتهم بارتكاب أعمال من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام في الإمارات التي أكدت أنها تقف بحزم ضد كل من يستهدف أمنها واستقرارها، وأنها لن تتوانى عن ملاحقة المطلوبين واتخاذ الإجراءات القضائية في حقهم.
ورصد “عبد الله” عدة أمور من وحي تسليم لبنان القرضاوي إلى الإمارات، منها: تفاعل لبنان بسرعة مع طلب الإمارات.
وقال إن جميع الأحزاب اللبنانية لم تمانع التسليم، لافتا إلى أن لبنان بجميع طوائفه وأطيافه. أظهر تقديره وحبه للإمارات.
واختتم “عبد الله” مشيدا بالدبلوماسية الإماراتية المهمة بجدارة، موجها الشكر للبنان على هذا الوفاء.
على الجانب الآخر قال الكاتب الصحفي جمال سلطان إن الإمارات تدرك أن قضية عبد الرحمن يوسف جمرة ملتهبة في يدها، ولن تتحمل عبئها السياسي والأمني والقانوني والإعلامي طويلا.
وأضاف أن الاتفاق هو أن تكون أبو ظبي جسرا لتوصيل الشاعر المتمرد إلى سجون مصر.
في ذات السياق يرى الباحث المصري هشام جعفر أن القبض والترحيل لعبدالرحمن يوسف القرضاوي هدفه هو القضاء علي كل ما تحمله لحظة هروب الأسد من دلالة لاستعادة روح الربيع العربي في المنطقة.
ويضيف أن سؤال التغيير في المنطقة لايزال مطروحا ولم يتقدم أحد لتقديم إجابة عليه، مؤكدا أن أول العاجزين هي الثورات المضادة.
اللافت في ردود الأفعال المصرية على واقعة ترحيل عبد الرحمن يوسف القرضاوي – أحد المبشرين بالربيع العربي المحتفين به – إحجام الكثيرين من النخبة العلمانية عن إعلان التضامن معه والدعم له إلا في استثناءات قليلة، ربما كان منها عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق الذي ذكّر بمقولة يوسف إدريس “إن كل الحرية المتاحة في العالم العربي لاتكفي كاتبا واحدا”.
وأضاف حماد متسائلا: “فماذا نقول نحن بعد مأساة الشاعر الشاب عبد الرحمن يوسف؟”.
الرأي العام المصري والعربي بات مترقبا الجديد الذي ستكشف عنه الأيام القليلة القادمة حول هذه القضية، وهل يتم تسليمه إلى مصر أم يبقى في الإمارات؟ وهل المفاجآت واردة؟ وماذا عساها أن تكون؟!
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم: