حرب تكسير عظام بين شركات السيارات الكهربائية الصينية.. ولا عزاء للصغار – الطاقة

تستمر موجة حرب الأسعار التي تشنّها شركات السيارات الكهربائية الصينية من أجل دعم المبيعات، مستغلةً زيادة الطلب على المركبات منخفضة الانبعاثات.

لكن من المتوقع أن ينتُج عن حرب أسعار السيارات الكهربائية المذكورة خروج صغار اللاعبين من أكبر سوق سيارات في العالم؛ لعدم قدرتهم على مواكبة المنافسة مع عمالقة الصناعة المحلية أمثال “بي واي دي”.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لامست مبيعات “بي واي دي” من السيارات الكهربائية والهجينة مستويات قياسية في عام 2024، مسجلة 24.27 مليون وحدة، صعودًا من 41.26 مليون وحدة عن العام السابق (2023) بأكمله.

وبينما تتمكّن شركات سيارات كهربائية صغيرة من مواكبة المنافسة الشرسة مع “بي واي دي”، تشهد شركات أخرى أمثال نيو (Nio) وإكس بينغ (Xpeng)، تعثرًا في هذا السباق نتيجة التراجع الحاد في مبيعاتها.

ولم تتوقف الحكومة عن تقديم الدعم السخي إلى شركات السيارات الكهربائية الصينية، لتعزيز الاستهلاك محليًا بدلًا من الاعتماد على العلامات التجارية الأجنبية؛ ما يتيح لشركات البلد الآسيوي بيع منتجاتها بأسعار مخفضة جدًا في الاتحاد الأوروبي، وأسواق عالمية أخرى.

خروج الصغار

خفّض مصنعو السيارات الكهربائية الصينيون الأسعار بنسبة 10% في المتوسط خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المنصرم، لرفع إجمالي مبيعاتها السنوية؛ ما أثار جولة جديدة من المنافسة السعرية التي من المرجح أن تُخرج مزيدًا من اللاعبين المتعثرين من السباق خلال العام الجاري (2025).

وقال الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية (China Passenger Car Association)، وانغ يي، إن متوسط سعر بيع السيارة الكهربائية بالكامل قد هبط بواقع 24 ألف يوان (3.275 دولارًا) ليصل إلى 225 ألف يوان (31 ألف دولار أميركي) الشهر الفائت، وفق ما ورد في تقرير نُشر مؤخرًا.

*(اليوان = 0.14 دولارًا أميركيًا)

وأوضح يي أنه نادرًا ما يُتخذ هذا الإجراء الخاص بحسومات الأسعار من قِبل القائمين على أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.

وتابع: “طُرح عدد كبير من طُرز السيارات الكهربائية الجديدة كذلك بأسعار مخفضة؛ ما تسبّب بإعادة تسعير جميع السيارات الكهربائية تقريبًا”، مردفًا: “خفض الأسعار جرى بطريقة عدائية”.

وأسهمت حسومات الأسعار الكبيرة، في مقدمتها دعم حكومي بقيمة 20 ألف يوان (3 آلاف دولار أميركي) لكل سيارة، في دفع مبيعات السيارات الكهربائية خلال ديسمبر/كانون الأول الفائت، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأعلنت 6 شركات كبرى وهي: “بي واي دي”، ونيو وإكس بينغ، ولي أوتو (Li Auto)، وجيلي (Geely)، وزيكر (Zeekr)، وليب موتور (Leapmotor)، مبيعات قياسية شهرية.

واستمر دعم استبدال السيارات الكهربائية بنظيراتها العاملة بالبنزين خلال المدة من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول؛ ما دفع العملاء إلى الاندفاع لإبرام الصفقات قبل نهاية العام المنصرم.

حوافز جديدة

من المرجح أن تكشف بكين النقاب عن حوافز جديدة خلال عام 2025 لتشجيع مبيعات السيارات الصديقة للبيئة، غير أنه لا يُتوقع أن تأتي تلك الحوافز قبل ختام الدورة السنوية للمؤتمر الشعبي الوطني المقرر انعقادها في مارس/آذار المقبل.

وبحسب بيانات جمعية مصنّعي السيارات في الصين، جرى خفض أسعار 227 طرازًا، بما في ذلك السيارات الكهربائية ونظيراتها العاملة بالبنزين في عام 2024، مقارنةً بـ148 طرازًا في عام 2023.

يُشار إلى أنه في عام 2022 لم يُبع سوى 95 سيارة فقط بأسعار مخفضة، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت شركات السيارات الكهربائية، أمثال نينو وليو أوتو قد حذت حذو “بي واي دي”، وتيسلا الأميركية في تمديد حوافز شراء المركبات منخفضة الانبعاثات في بداية عام 2025، في حين تتواصل حرب الأسعار في البلد الآسيوي للعام الثالث.

وفي 2 يناير/كانون الثاني الجاري أعلنت ليو أوتو دعمًا نقديًا بقيمة 15 ألف يوان (0.055 دولارًا أميركيًا) لكل سيارة، بالإضافة إلى خطة تمويل مشابهة لمدة 3 سنوات دون سعر فائدة.

وقبل ذلك التاريخ بيوم واحد طرحت شركة نيو خطة مماثلة لقروض دون فوائد لمشتري السيارات الكهربائية التي تحمل علامتي نيو وأونفو (Onvo).

وتستهدف شركات السيارات الكهربائية الصينية من تلك التحفيزات تشجيع مبيعات المركبات منخفضة الانبعاثات قبل طرح خطط الدعم الحكومي في بداية العام الجديد.

وبدءًا من أواسط ديسمبر/كانون الأول المنصرم استفاد أكثر من 5.2 مليون سيارة مبيعة من الدعم الحكومي بشكل أو بآخر.

وتطرح شركة بي واي دي -التي كان لديها فرصة لأن تتجاوز مبيعات فورد وهوندا عالميًا خلال عام 2024- حسومات أسعار تصل إلى 11.5% على طرازين، أحدهما هجين والآخر كهربائي، منذ ديسمبر/كانون الأول الفائت.

حرب تيسلا

مدّدت شركة تيسلا التي أشعلت حرب أسعار خلال عام 2024، حسومات الأسعار البالغة 10 آلاف يوان (1.4 ألف دولار أميركي)، على القروض المستحقة على طرازها الأكثر مبيعًا طراز واي (Model Y) في الصين حتى نهاية يناير/كانون الثاني الحالي.

وفي الصين تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، والمعروفة باسم مركبات الطاقة الجديدة، 10 ملايين وحدة في العام الماضي، بفضل عمليات الاستبدال المدعومة من الحكومة بما يصل إلى 20 ألف يوان (2.8 ألف دولار أميركي) لكل سيارة من هذا النوع.

ومع ذلك انكمشت مبيعات تجزئة السيارات بنسبة 0.7% على أساس سنوي خلال الشهور الـ11 الأولى من عام 2024، مقابل زيادة 3.5% في مبيعات التجزئة الإجمالية في الصين؛ ما يسلط الضوء على تأثيرات خفض الأسعار، وفق بيانات رسمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.شركات السيارات الكهربائية الصينية تطلق حرب أسعار جديدة هذا العام من “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.
1.تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة في الصين 10 ملايين وحدة في 2024 من رويترز.