«أبوالمكارم»: تحسن الصادرات خلال الربع الأخير من العام
تترقب شركات الأسمدة تحقيق أرباح قياسية بنهاية العام الجارى، بدعم من عودة تدفقات الغاز الطبيعى إلى معدلاتها الطبيعية، والتى أسهمت فى زيادة الإنتاج، ونمو المبيعات فى السوقين المحلى والتصديرى، خلال الربع الأخير من العام الجارى، مقارنة بأول 9 أشهر من العام الجارى.
وقال خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إنَّ شركات القطاع شهدت تحسناً فى المبيعات بالسوق التصديرى مع نهاية العام، ما يبشر بتحقيق نتائج إيجابية على مستوى الكميات والقيمة خلال الربع الرابع من عام 2024.
أشار إلى أن صادرات مصر من الأسمدة تراجعت بنسبة 17.1% خلال أول 9 أشهر من العام الجارى لتسجل 1.64 مليار دولار، مقابل 1.98 مليار دولار خلال الفترة ذاتها من 2023، بانخفاض قيمته 341.1 مليون دولار.
أوضح أن عودة انتظام الغاز إلى مستوياتها سمحت للشركات بالتقاط أنفاسها بعد تضررها من خفض الإمدادات فى وقت سابق من العام.
وتأتى التوقعات الإيجابية لأبوالمكارم، مع مفاوضات تجريها شركات أسمدة مع شركة «كوك الأمريكية»، التى تعد أكبر موزع للأسمدة فى الولايات المتحدة لمساعدتها على زيادة حجم الصادرات، والتوسع فى دول مثل كندا، المكسيك، البرازيل، وأستراليا.
«مرعى»: توفير الغاز يساعد الشركات على تحسين صادراتها خلال الربع الأخير
وتتوقع إيمان مرعى، مدير إدارة البحوث بشركة فيصل لتداول الأوراق المالية، ارتفاع ربحية شركات الأسمدة مع نهاية 2024 بالتزامن مع انتظام توريدات الغاز الطبيعى، وفى مقدمة الشركات المرشحة لجنى أرباح إضافية؛ أبوقير للأسمدة، وموبكو.
أضافت لـ«البورصة»، أن انخفاض مبيعات الشركات، خلال الربع الثالث من العام الجارى، يرجع إلى أسباب موسمية، ومن المتوقع أن تتحسن معدلات المبيعات بنهاية العام؛ نظراً إلى نشاط موسم التسميد فى الأسواق التصديرية مثل دول أوروبا وآسيا.
وعلى صعيد الأسعار، توقعت «مرعى» تحسناً كبيراً فى أسعار الأسمدة النيتروجينية لشركات موبكو وأبوقير وكيما، خلال الربع الرابع من 2024، موضحة أن سعر الطن المدعم للأسمدة النيتروجينية يتراوح بين 4.5 و5 آلاف جنيه.
وأظهرت المؤشرات المالية لشركة أبوقير للأسمدة والصناعات الكيماوية عن الثلاثة أشهر الأولى من العام المالى الحالي، تحقيق إجمالى إيرادات بلغ 5.08 مليار جنيه، مقابل 5.14 مليار جنيه فى الربع المماثل من العام المالى السابق وبانخفاض بنسبة 1%.
وسجل صافى الربح بعد الضريبة نحو 1.28 مليار جنيه خلال الفترة من يوليو حتى نهاية سبتمبر 2024، مقابل صافى ربح بلغ 1.99 مليار جنيه خلال الفترة المقارنة من العام السابق.
وتوقعت رانيا يعقوب، رئيس شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، تحسن نتائج أعمال شركات الأسمدة مع نهاية الربع الرابع وبداية العام المقبل، خاصة بعدما قررت كبرى الشركات البدء فى إجراءات الإحلال الجزئى للغاز الطبيعى بالهيدروجين أو تركيب محطات طاقة شمسية أو استيراد الغاز الصخرى، ومنها موبكو وأبوقير.
أضافت لـ«البورصة»، أن حالة من الترقب العالمى فى الطلب التصديرى على الأسمدة خاصة من الدول الأوروبية باعتبارها من أحد أهم مستوردى الأسمدة، وكذلك مع بداية ولاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وما تم إعلان عنه من فرض رسوم جمركية على واردات الصين والمكسيك وكندا.
وسجل صافى أرباح شركة موبكو للأسمدة 11.56 مليار جنيه خلال أول 9 أشهر من 2024، مقابل 5.15 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضى، كما ارتفعت مبيعات الشركة خلال الفترة نفسها لتسجل 13.08 مليار جنيه، مقابل 4.2 مليار جنيه خلال أول 9 أشهر من 2023.
«عبدالخالق»: القطاع لديه فرصة لزيادة صادراته إلى أوروبا
وقال عبدالخالق محمد، محلل بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إنَّ مصانع الأسمدة تعمل حالياً بكامل طاقتها الإنتاجية لتحسين أرباحها بنهاية العام الجارى، وتعويض التراجع الذى حدث خلال الربع الثالث نتيجة تفاقم توريدات الغاز الطبيعى.
أضاف لـ«البورصة»، أن أحد أبرز التحديات التى تواجه الشركات الحالية هى ضعف هوامش الربحية، متوقعاً أن تعيد الحكومة تسعير الأسمدة، خاصة بعد تثبيت السعر سنوات فى ظل المتغيرات التى طرأت على تكاليف الإنتاج والطاقة.
وأوضح أن شركات الأسمدة لديها فرصة جيدة لزيادة الكميات المصدرة إلى السوق الأوروبى، فى وقت تشهد فيه صادرات الأسمدة الصينية انكماشاً لتلك الدول لتوجيه معظم الإنتاج إلى السوق المحلى.
«شفيع»: أسعار الغاز تتخطى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية
وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الاوراق المالية، إنَّ أبرز تحديات شركات الأسمدة التى أثرت بشكل ملحوظ على إيراداتها الحالية والمستهدفة خلال 2025، هو ارتفاع أسعار الغاز حالياً والتى تزيد على 4 دولارات للمليون وحدة حرارية، مقارنة بالتسعير العالمى الذى يقدر بـ3.5 دولار للمليون وحدة حرارية.
أضاف لـ«البورصة»، أن انخفاض أسعار الأسمدة المدعمة يؤثر بقوة على تراجع إيرادات الشركات، والهوامش الربحية على رأسها شركة أبوقير للأسمدة، ومن المتوقع أن يستمر انخفاض إيرادات الشركات مطلع 2025.
فيما توقعت بحوث إى إف جى القابضة فى تقريرها السنوى للعام القادم، أن ينتعش إنتاج الغاز، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، موضحة أن إنتاج الغاز شهد تحسناً بنسبة 3% تقريباً منذ الصيف؛ حيث تنفق الحكومة حالياً المزيد من رأس المال وتدفع لزيادة الإنتاج، ولكنها ستحتاج إلى زيادة بنسبة 10% أخرى لسد الفجوة الحالية.
«زغلول»: الطلب العالمى على الأسمدة يبلغ ذروته خلال شهرى ديسمبر ويناير
فى السياق ذاته، قال طارق زغلول، نائب رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إنَّ سوق الأسمدة التصديرى يشهد ذروة فى الطلب خلال شهرى ديسمبر ويناير بالتزامن مع نشاط موسم الزراعة.
ويستهدف المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة الوصول بصادرات القطاع إلى 8.5 مليار دولار بنهاية 2024 بنسبة نمو 10%، مقارنة بالعام الماضى، فيما يخطط لتحقيق زيادة بين 10 و20% خلال 2025 شرط توفير الطاقة اللازمة للمصانع، وتوفير العملة لاستيراد مستلزمات الإنتاج.