تعد الجروح، خاصة الناجمة عن حادثٍ بسيط، من بين أكثر الإصابات شيوعاً بين البشر، ورغم أن معظمها يشفى تلقائياً مع العناية المناسبة، فإن العلاج بأساليب صحيحة يلعب دوراً مهماً في منع العدوى وتسريع الشفاء.
ووفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن التعامل السريع مع الجروح يقلل من فرص حدوث أي مضاعفات.
4 أمور يجب فعلها عند الإصابة
ويقدم تقرير على موقع “الحرة”، أربعة أمور يجب القيام بها عند الإصابة، وهي:
إيقاف النزيف
ابدأ بغسل يديك جيداً بالماء والصابون لتقليل خطر العدوى، وبالنسبة للجروح البسيطة والمتوسطة، استخدم منشفة نظيفة أو قطعة شاش للضغط بلطف على المنطقة المصابة لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق.
وفي حديثها إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تشير الطبيبة في قسم الطوارئ، جوليا ماجانا؛ إلى ضرورة تجنُّب رفع الشاش للتحقّق من الجرح بشكلٍ متكررٍ، لأن ذلك قد يؤدي إلى إعادة فتح الجرح واستمرار النزيف.
ولا تستخدم اليدين العاريتين عند تقديم المساعدة لشخصٍ آخر، لتجنُّب انتقال الجراثيم، إذ إن ارتداء القفازات هو الخيار الآمن، وفقاً لتوصية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تنظيف الجرح
نظّف الجرح بلطف باستخدام ماء دافئ وصابون خفيف، حيث تساعد هذه الخطوة على إزالة البكتيريا والأوساخ، وفقاً للدكتورة نيها نارولا؛ أستاذة مساعدة في مركز “ستانفورد للرعاية الصحية- Stanford Health Care”.
وإذا كانت هناك جزئياتٌ صغيرة داخل الجرح، فيمكنك استخدام ملقطٍ معقمٍ بالكحول لإزالتها.
وتوصي المعاهد الوطنية للصحة (NIH) بتجنُّب استخدام المواد المطهرة القوية، مثل بيروكسيد الهيدروجين أو اليود، لأنها قد تلحق الضرر بالأنسجة السليمة وتُبطئ عملية الشفاء، وبالتالي فإن الماء العادي أو المحلول الملحي أفضل.
إبقاء الجرح رطباً
الرطوبة تلعب دوراً مهماً في تسريع عملية الشفاء ومنع العدوى، إذ يجب وضع طبقة خفيفة من جل مثل الفازلين على الجرح بأيدٍ نظيفة.
ويوضح المسؤول الطبي في مركز Northwestern الطبي، الدكتور جيم آدامز؛ أن الترطيب يساعد على تكوين حاجزٍ يحمي الجرح من الجراثيم ويقلل الألم ومعاودة النزيف.
ولتجنُّب انتشار الجراثيم، يُوصي الخبراء باستخدام أنابيب الفازلين بدلاً من العلب أو الأوعية المفتوحة.
وعلى الرغم من أن المراهم المضادة للبكتيريا، مثل “نيوسورين” شائعة الاستخدام، فإن بعض الأبحاث يشير إلى أنها ليست أكثر فعّالية من الفازلين، وقد تسبّب حساسية لدى البعض.
تغطية الجرح
بعد تنظيف الجرح وترطيبه، قم بتغطيته باستخدام ضمادة لاصقة بحجم مناسب.. وبالنسبة للجروح الكبيرة، يمكن استخدام شريطٍ طبي لتثبيت الشاش غير اللاصق.
ويجب تغيير الضمادة يومياً أو كلما أصبحت مبللة أو متسخة، وفي أثناء التغيير، نظّف الجرح بلطفٍ وأعد وضع الفازلين.
ووفقاً لـ “مايو كلينيك” الطبي، فإن تغطية الجروح لمدة لا تقل عن 5 أيام، تقلل من خطر العدوى وتسهّل عملية الشفاء.
وينبغي عدم ترك الجرح مكشوفاً “ليجف”، حيث يوصي الأطباء بإبقاء الجرح مغطى ومرطباً للحصول على شفاءٍ أسرع وأكثر فعالية.
متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
بعض الجروح يستدعي التدخُّل الطبي الفوري، مثل:
-الجروح العميقة.
-النزيف الذي لا يتوقف بعد 10 دقائق من الضغط.
-وجود بقايا كبيرة (مثل حطام زجاج) داخل الجرح.
-الجروح الناتجة من عضات الحيوانات أو البشر.
وتحذّر الكلية الأمريكية لأطباء الطوارئ من أن الجروح العميقة قد تتسبّب في قطع شريان، مما يؤدي إلى نزيفٍ نابضٍ أو متدفقٍ. وفي هذه الحالة، قم بالضغط الشديد على الجرح واتصل بالطوارئ فوراً.
يُشار إلى أن حتى الجروح البسيطة تحتاج إلى مراقبة مستمرة للتحقّق من علامات العدوى، مثل الاحمرار والتورم ووجود صديد أو زيادة الألم.