أخبار جامعة أسيوط.. اختتمت جامعة أسيوط، تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، سلسلة الأنشطة والفعاليات التثقيفية والتوعوية التي نظمتها كلية التربية للطفولة المبكرة في إطار المبادرة القومية “إحنا مين”.
وجاءت هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسة “يارو” للحضارة المصرية ومؤسسة مصر الخير، بهدف غرس الهوية المصرية لدى الأطفال وتعزيز الولاء والانتماء لديهم منذ الصغر، لتاريخ مصر العريق وحضارتها العظيمة. وتعد هذه المبادرة جزءًا من تنفيذ المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
أهداف المبادرة ومحتوى الأنشطة
سعى القائمون على المبادرة إلى تعزيز الوعي لدى الأطفال بالحضارة المصرية، من خلال سلسلة من الأنشطة التثقيفية التي ركزت على إبراز إنجازات مصر القديمة والحديثة، وذلك لتكوين جيل واعٍ بتاريخه وثقافته.
وقد شملت الأنشطة تنظيم ورش عمل تطبيقية ميدانية وتعليمية، تركز على غرس القيم الوطنية والتاريخية في نفوس الأطفال، باعتبار أن مرحلة الطفولة المبكرة هي الفترة الأهم في تشكيل شخصية الفرد.
وتمت هذه الفعاليات تحت إشراف عدد من الشخصيات البارزة في جامعة أسيوط، أبرزهم الدكتور أحمد عبد المولي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبد العليم، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بالإضافة إلى الدكتورة يارا إبراهيم، عميد كلية التربية للطفولة المبكرة، والدكتورة لمياء كدواني، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. كما شارك في الفعاليات الدكتور وسيم السيسي، المستشار العلمي للمؤسسة، والدكتور صديق عفيفي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “يارو”.
الفئات المستهدفة والأنشطة الميدانية
استهدفت الأنشطة حوالي 500 طفل من روضات مختلفة داخل محافظة أسيوط. تم تنفيذ الأنشطة في عدد من الروضات مثل: الفاروق التجريبية لغات، والرعاية المتكاملة، والوحدة العربية، وأسيوط الرسمية المتميزة، وروضة خديجة بنت خويلد، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بأسيوط. وقد تم إشراف الفعاليات من قبل الأستاذة حنان ناجي، موجه عام رياض الأطفال، والأستاذة حنان علي، موجه أول رياض الأطفال، بالإضافة إلى مشاركة المعلمات المتميزات في هذه الروضات.
الأنشطة التثقيفية داخل الروضات
ركزت الأنشطة داخل الروضات على تعريف الأطفال بتاريخ الحضارة المصرية، حيث تم تنفيذ احتفالات مبسطة تضمنت ارتداء الأطفال الأزياء المصرية القديمة. كما قام فريق عمل مؤسسة “يارو” بتنظيم العديد من الأنشطة التفاعلية مثل: التلوين، والمسرح، والحكي الشفهي، والألعاب التعليمية التاريخية، بالإضافة إلى تعلم الأطفال كيفية كتابة أسمائهم بالهيروغليفية.
وتم تنفيذ “موكب فرعوني” للأطفال لتتويج الملكة، وتوجيههم لاكتساب سلوكيات مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة مثل الصدق، والأمانة، وأهمية الحفاظ على مياه نهر النيل من التلوث. كانت هذه الأنشطة تهدف إلى ربط الأطفال بتاريخهم الحضاري بشكل تفاعلي، مما يرسخ في أذهانهم أهمية الحفاظ على قيم حضارتهم.
دورة تدريبية لطلاب كلية التربية للطفولة المبكرة
في جانب آخر من المبادرة، تم تنفيذ دورة تدريبية مكثفة لنحو 50 طالبًا من كلية التربية للطفولة المبكرة، تحت عنوان “ربط المناهج التربوية بالتاريخ والحضارة المصرية”. استهدفت الدورة تعزيز الوعي التاريخي لدى الطلاب، وركزت على عدة محاور تعليمية هامة، منها:
- حياة المصري القديم: تقديم مقدمة عن حياة المصريين القدماء.
- الإبداع في ضوء الحضارة المصرية: عرض نماذج من الإبداع والابتكار في الحضارة المصرية القديمة.
- تنمية مهارات العقل والتواصل: تناول الإبداع في الألعاب الذهنية ودورها في تطوير العقلية.
- التاريخ المصري وأساليب الحكي: تعليم الطلاب كيفية حكي التاريخ المصري باستخدام الأساليب التربوية الحديثة.
- التعاليم الأخلاقية في الحضارة المصرية: مناقشة الدور التربوي في تقويم السلوكيات في ضوء الحكم والتعليمات الأخلاقية المصرية القديمة.
- الفنون والمسرح: استخدام الفنون والمسرح لغرس الهوية المصرية وتنمية التكوين العقلي والوجداني لدى الأطفال.
تقدير ودعم من إدارة الجامعة
أعرب الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، عن تقديره الكبير للأنشطة التي تم تنفيذها ضمن مبادرة “إحنا مين”، مؤكدًا على حرص الجامعة على تنمية روح الانتماء لدى الأطفال وتعريفهم بحضارة مصر العظيمة، وتعزيز هذه القيم في نفوسهم منذ سنواتهم المبكرة. كما أكد على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تشكيل شخصية الفرد، مشيرًا إلى أن الاستثمار في الطفولة هو استثمار في مستقبل الوطن، حيث إنهم يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع.
وأضاف الدكتور المنشاوي أن الجامعة تسعى دائمًا إلى رعاية النشء وتوفير بيئة تعليمية وثقافية تدعم غرس القيم المجتمعية والإنسانية في الأطفال، وذلك عبر تنظيم الأنشطة التي تدمج بين التعليم والتثقيف وتعزز من الشعور بالفخر بتاريخ وطنهم.
لقد نجحت جامعة أسيوط في تنفيذ مبادرة “إحنا مين” بنجاح، مما يعكس دورها البارز في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الأطفال والشباب. حيث كانت هذه الفعاليات فرصة لتعريف الأجيال القادمة بحضارة مصر القديمة، وربطهم بالإنجازات المعاصرة، وغرس القيم الوطنية في نفوسهم، بما يسهم في بناء جيل جديد من المواطنين الواعين والمعتزين بهويتهم.