تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رغم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فى جنوب لبنان، تظل آفاق التوصل إلى اتفاق لإنهاء التصعيد فى قطاع غزة قاتمة، ويرى محللون أن القضايا الجوهرية بين إسرائيل وحماس، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية ومستقبل دور حماس فى القطاع، لا تزال دون حلول.
مما يعقد الجهود الدبلوماسية المبذولة، وفى ظل استمرار العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي، تتزايد معاناة المدنيين، بينما تبدو احتمالات التهدئة بعيدة المنال فى ظل تشبث الطرفين بمواقفهما المتباينة.
قال الرئيس جو بايدن، إنه يأمل أن يؤدى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى إحياء الزخم نحو التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة.
لكن يرى محللين وفقا لصحيفة واشنطن بوست، إن الفجوات لا تزال قائمة بينهما بشأن قضايا رئيسية، بما فى ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية والدور الطويل الأمد لحماس فى غزة.
وذكرت الصحيفة إن أحد أهم المطالب الإسرائيلية هو أن تفرج حماس عن عشرات الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجومها على إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ومع ذلك، قال مخيمر أبو سعدة، المحلل السياسى الفلسطيني، إن حماس ليس لديها حافز كبير للتخلى عن هذه الورقة الرابحة ما لم يتم تلبية مطالبها، وقال: “لم تضيق الفجوات. إنها نفس الحالة تمامًا كما كانت من قبل”.
أعلن بايدن يوم الثلاثاء، أن المسئولين الأمريكيين سوف “يبذلون فى الأيام المقبلة جهودا أخرى مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل ودول أخرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة”، لكن المحاولات السابقة التى قادتها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف مستدام للأعمال العدائية فى غزة باءت بالفشل فى العام الماضي.
ويقول محللون، إن الائتلاف الحاكم الذى يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يعتمد على دعم المشرعين اليمينيين المتطرفين الذين دعوا إلى “انتصار كامل” فى غزة ومن غير المرجح أن يقبلوا وقف إطلاق النار مع حماس.
وأشارت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية قد أفرغت معظم شمال غزة من السكان الفلسطينيين، ودعا العديد من كبار المسئولين الإسرائيليين، بما فى ذلك وزير المالية بزاليل سموتريتش، إسرائيل إلى إعادة احتلال غزة بشكل دائم.
ومع ذلك يسعى آخرون داخل الحكومة الإسرائيلية إلى استخدام الاتفاق مع لبنان لإحياء المفاوضات مع حماس، حسبما قال شخص مطلع على الأمر تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المناقشات الجارية.
وقال المصدر إن المسئولين يدرسون التوصل إلى اتفاق قصير الأجل من شأنه تحرير عدد محدود من الرهائن على أمل أن “يحصل هذا على زخم” نحو صفقة أكثر طموحا.
وبينما كان المسئولون الإسرائيليون يتسابقون نحو الانتهاء من الاتفاق مع لبنان، سعوا إلى إعادة بناء علاقاتهم مع مصر، التى قد تعمل كوسيط مع حماس. وقال هذا الشخص: “الفكرة هى أن ننقل إلى حماس رسالة مفادها: أنتم بمفردكم الآن. لا أحد يساعدك، لذا فلتعقدوا الصفقة”.
وفى بيان رسمى صدر يوم الأربعاء؛ قالت حماس إنها “ستتعاون مع أى جهود” لإنهاء الحرب فى غزة، لكنها وضعت شروطًا، بما فى ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين، واتفاقية تبادل أسرى “حقيقية وكاملة”.
وقالت حماس إنها لا تزال مهتمة بلعب دور سياسى فى غزة وهو الشرط الذى رفضته إسرائيل والولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة إن حزب الله بدأ فى مهاجمة إسرائيل بعد ساعات من الهجوم المفاجئ الذى شنته حماس العام الماضي.
وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومى الإسرائيلي، فى إفادة للصحيفة، إن الجيش الإسرائيلي، الذى تحرر الآن من القتال على الحدود الشمالية، قد يكثف حملته فى غزة.
وأضاف أن “قواتنا البرية قادرة على التعامل مع قضية حماس بشكل مكثف أكثر بكثير مما هى عليه اليوم ولفترة طويلة للغاية”.
وقال أبو سعدة، المحلل الفلسطيني، إن هذا قد يفرض ضغوطًا على حماس، ولكن من غير المرجح أن يفرض وقفًا لإطلاق النار.
وأضاف أن التصعيد من المرجح أن يؤدى إلى زيادة معاناة مليونى شخص ما زالوا فى غزة. وقال: “ربما لم نر أسوأ ما يمكن أن يفعله الإسرائيليون بالفلسطينيين فى غزة”.
ومع دخول وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ الأربعاء الماضي، واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة، حيث نفذت ضربات متعددة خلال الليل، بحسب سكان غزة ووزارة الصحة فى غزة.