ماذا يعني فوز دونالد ترامب بالانتخابات بالنسبة للاقتصاد العالمي؟

ماذا يعني فوز دونالد ترامب بالانتخابات بالنسبة للاقتصاد العالمي؟

ماذا يعني فوز دونالد ترامب بالانتخابات بالنسبة للاقتصاد العالمي؟

مع فوز الرئيس السابق “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية وعودته إلي البيت الأبيض، ستتغير وعوده الاقتصادية إلي واقع حقيقي في القريب، لقد كان شعار ترامب في حملته الانتخابية هو “أميركا أولًا” مثل حملته السابقة في 2016، ووعد خلالها بتخفيضات ضريبية وفرض رسوم جمركية مما قد ينتج عنه حروب تجارية وتعهد بدعم العملات المشفرة، وستجعل سيطرة الحزب الجمهوري علي الكونغرس الأمريكى من السهل علي ترامب تطبيق أفكاره الاقتصادية.

من المقرر أن يضفى فوز ترامب طابعًا جديدًا وقاسيًا علي الاقتصاد العالمى، وفالكثير من وعوده الاقتصادية تشبه المرة الأولي الذي تولي فيها السلطة في 2016، لكن هذه المرة ستصبح أكثر دقة كما أصبح الآن لديه المزيد من الخبرة والعزيمة لدفع أفكاره الاقتصادية إلى الأمام.

لقد وعد ترامب بفرض تعريفات جمركية تتراوج بين 10% إلى 20% علي جميع السلع المستوردة إلي الولايات المتحدة، ومن المرجح أن تزيد تلك التعريفات إلى 60% على السلع المصنوعة فى الصين، وفى نفس الوقت، تعهد بعودة الصناعة إلى الولايات المتحدة وتخفيض الضرائب والعمل على ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

وعلى الرغم من تطرف بعض هذه الوعود، إلا أنها كانت كافية لإقناع العديد من الناس الذين يعانون من زيادة في أسعار المواد الغذائية والاسكان بأنهم سيكونوا فى حال اقتصادي أفضل إذا دعموا ترامب.

كيف تفاعلت الأسواق العالمية؟

ستكون لسياسات دونالد ترامب تأثير كبير علي الاقتصاد الأمريكى، ولكنها ستخلف أيضًا تأثيرات تموجية كبيرة في جميع أنحاء العالم، قبل الانتخابات، أخذت الشركات فى جميع أنحاء العالم في اعتبارها فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين ووضعت خطط للطوارئ، والآن بعد أن تحقق فوز الجمهوريين بدأت الأسواق تتفاعل.

كان رد فعل أسواق تداول الأسهم فى آسيا (وهي أول الأسواق التي فتحت بعد الانتخابات) متباينًا على فوز ترامب، حيث حقق مؤشر نيكاى اليابانى ومؤشر ستاندرد آند بورز/إيه ​​إس إكس 200 الأسترالى ارتفاعًا، فى حين تراجع مؤشر هانغ سنغ فى هونج كونج، بينما لم تشهد الأسهم الصينية الرئيسية تحركات كثيرة وحظي السوق الأوروبي بحالة من الهدوء.

واستقبلت الأسواق الأميركية فوزدونالد ترامب بالتفاؤل والخوف، فقد قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.4% وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 3.4% وقفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.7%، وسجلت المؤشرات الثلاثة مستويات قياسية جديدة في يوم الأربعاء (6 نوفمبر)، في حين حقق مؤشر MSCI للأسهم العالمية ارتفاع بنحو 1.3%.

ومن جهة أخري، وعد ترامب بجعل أميركا “عاصمة للعملات المشفرة” عن طريق وقف التنظيم والإنفتاح بشكل أكبر علي الابتكار، وقد عزز هذا الدعم صناعة التشفير فى الولايات المتحدة، وفي يوم الأربعاء (6 نوفمبر) سجلت عملة البيتكوين رقما قياسيا تجاوز 75000 دولار واستمرت في تسجيل أرقام قياسية جديدة حتي اليوم في طريقها إلى 100 ألف دولار.

هيمنة الدولار الأمريكي

مع ارتفاع سعر البيتكوين، لم يكن أداء عدد من العملات الأخرى جيدًا مقابل الدولار الأمريكي مثل عملة الاتحاد الأوروبي وعملات دول أخري مثل الصين واليابان والمكسيك، وذلك بسبب القلق بشأن التعريفات الجمركية.

في يوم الأربعاء، تاثر سوق تداول العملات حيث خسرت العديد من العملات الرئيسية والثانوية قيمتها أمام الدولار الأمريكى المتصاعد، سجل البيزو المكسيكى أكبر تراجع له فى ثلاثة أشهر لأنه معرض بشكل خاص للتعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة لأنه أكبر شريك تجاري للبلاد.

إن ارتفاع الدولار سيجعل السلع الأمريكية ذات تكلفة عالية للآخرين، كما سيجعل السلع العالمية التى يتم تسعيرها بالدولار مثل النفط أكثر تكلفة للمشترين الذين يدفعون بالعملات الأخرى.

خمسة رابحين في السوق مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية السابعة والأربعين

1.أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة: ارتفع مؤشر راسل 2000 الذي يتتبع الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة في الولايات المتحدة، بأكثر من 6% في التعاملات المبكرة في أوروبا ليقترب من مستويات قياسية مرتفعة ويسجل أكبر مكسب يومي له في عامين، ومن المتوقع أن يستفيد المنتجون المحليون من موقف ترامب الحمائي حيث تؤدي الرسوم الجمركية الأعلى على الواردات إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمنافسين الأجانب، مما يمنح الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة في الولايات المتحدة ميزة تنافسية.

2.أسواق الأصول الروسية: تراهن على تخفيف محتمل للعقوبات الأمريكية على روسيا، مما دفع مؤشر بورصة موسكو (MOEX) إلى الارتفاع بنسبة 3.3% متجاوزًا نظرائه الأوروبيين، وشهدت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم زيادة بنسبة 4%، في حين ارتفعت سبيربنك وهي مؤسسة مالية روسية كبرى بأكثر من 3%.

3.تيسلا: قفزت أسهم تيسلا بنسبة 4% في تعاملات ما قبل السوق حيث تبدو الشركة على استعداد للاستفادة من جهود ترامب المتجددة لفرض رسوم جمركية أعلى على السيارات الكهربائية الصينية والأوروبية، وقد اعترف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا  “إيلون ماسك” وهو مؤيد صريح  دونالد ترامب بذلك في خطاب النصر الذي ألقاه دونالد ترامب، مما عزز التوقعات بأن تسلا يمكن حمايتها من المنافسة الدولية في ظل إدارة أمريكية أكثر حمائية.

4.البيتكوين: أدى دعم ترامب لإلغاء القيود التنظيمية في الأسواق المالية، بما في ذلك العملات المشفرة إلى ارتفاع عملة البيتكوين بنحو 8% بين عشية وضحاها، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 75000 دولار عقب فوز ترامب مباشرة.

5.البنوك الأمريكية: ارتفعت البنوك الأمريكية الكبرى، بما في ذلك ويلز فارجو وسيتي جروب وبنك أوف أمريكا، بنحو 8% في تداولات ما قبل السوق، مع توقع أن تعزز سياسات ترامب عائدات التداول وتوسع هوامش الفائدة، تتوقع بنوك وول ستريت توقعات أرباح قوية، كما شهد جي بي مورجان ومورجان ستانلي مكاسب بنحو 7% لكل منهما.

خمسة خاسرين في السوق مع تأمين ترامب للانتخابات الأمريكية

1.أسهم الطاقة الخضراء: تلقت أسهم الطاقة المتجددة ضربة كبيرة حيث من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب إلى خفض الدعم للمبادرات الخضراء، انخفضت أسهم شركة First Solar بنسبة 12%، في حين انخفضت أسهم Enphase Energy وNextEra Energy بنسبة 10% و 8% على التوالي، مما يعكس مخاوف السوق بشأن انخفاض الدعم الفيدرالي للقطاع.

2.الأسهم الصينية: يواجه المصدرون الصينيون تعريفات جمركية أمريكية أعلى بموجب سياسات دونالد ترامب  التجارية الحمائية، مع فرض تعريفة جمركية محتملة بنسبة 60% على السلع المستوردة من الصين، ونتيجة لذلك، انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.6%، وشهدت أسهم شركة BYD أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في الصين انخفاضًا بنسبة 3.6%.

3.اليورو: يتوقع خبراء الاقتصاد في أوروبا أن يرتفع الدولار حيث قد تؤدي سياسات ترامب إلى تأجيج التضخم مما يدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تبني سياسة نقدية أكثر صرامة، انخفض اليورو بنسبة 1.7% يوم الأربعاء مسجلًا أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ موجة البيع التي سببها كوفيد 19 في مارس 2020، حيث توافد المستثمرون على الدولار بحثًا عن الأمان.

4.سندات الخزانة الأمريكية من المرجح أن تؤدي الخطط المالية لإدارة ترامب إلى زيادة الدين الوطني الأمريكي بمقدار 7.75 تريليون دولار بحلول عام 2035، مما يدفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 143%، في يوم الأربعاء، ارتفعت العائدات على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات بأكثر من 10 نقاط أساس إلى ما يقرب من 4.5%، مما يعكس زيادة احتياجات الاقتراض والضغط النزولي الناتج عن ذلك على قيم أصول الخزانة.

5.شركات صناعة السيارات الألمانية كانت التوقعات بفرض رسوم جمركية أمريكية أعلى على السيارات المستوردة ثقيلة على شركات صناعة السيارات الألمانية، وشهدت أسهم بورش وبي إم دبليو ومرسيدس وفولكس فاجن انخفاضًا بنسبة 6.5% و6.4% و5% و 4.9% على التوالي، وسط مخاوف من أن سياسات ترامب التجارية قد تؤدي إلى تآكل الربحية بشكل أكبر في سوق صعبة بالفعل لشركات صناعة السيارات الأوروبية.

close