المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت خطر حقيقي يهدد صحة الشباب لما تحمله من مخاطر متعددة أبرزها استخدام المراهقين إياها دون إشراف طبي، معتقدين أنها الحل الأمثل لبناء العضلات وتشكيل الجسم بسرعة، مما يفتح الباب أمام أضرار صحية ونفسية قد تطولهم على المدى الطويل.
المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت وأسباب إقبال المراهقين عليها
إن استخدام المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت ينتشر بين فئة المراهقين بسبب الضغوط الاجتماعية والظهور بمظهر رياضي مثالي، حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا في تسليط الضوء على نماذج الأجسام المثالية من المشاهير والرياضيين، مما يحفز الشباب على البحث عن الحلول السريعة. يذهب البعض إلى شراء المكملات التي تقدم وعودًا سحرية مثل البروتينات والأحماض الأمينية ومساحيق زيادة الوزن أو حرق الدهون دون أي وعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بها، والسبب الرئيسي هو نقص التوعية. تصريحات الدكتور عبد الرحمن شمس، خبير التغذية، تؤكد أن هذا الاتجاه يرتبط بحاجات نفسية وشخصية أكثر من حاجة فعلية للجسم.
المخاطر الصحية النفسية والجسدية الناتجة عن المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت
لا تخلو المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت من التأثيرات الجانبية، خاصة عند استخدامها بشكل عشوائي دون مراجعة طبية، حيث يمكن تصنيف هذه المخاطر إلى أربعة أنواع:
- تلف الكبد والكلى: المكملات الغنية بالبروتين والكرياتين يمكن أن تثقل كاهل الكبد والكلى، وخاصة إذا ما استُهلِكت بكميات كبيرة أو لفترات ممتدة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
- اختلال التوازن الهرموني: تتضمن بعض المكملات منشطات هرمونية تُشبه التستوستيرون، مما يسبب مشاكل في النمو، وتساقط الشعر، وظهور حب الشباب، واضطرابات المزاج.
- الآثار النفسية والسلوكية: يؤدي الاعتماد النفسي على المكملات إلى فقدان الثقة بالنفس، بجانب ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب المرتبط بالضغط الاجتماعي والمظهر الجسدي نتيجة للترويج المضلل.
- مكونات مجهولة المصدر: تُباع العديد من هذه المكملات بدون رقابة واضحة أو ترخيص، وقد تحتوي على مواد محظورة أو ملوثة تؤثر سلبًا على الجهازين العصبي والقلب والأوعية الدموية.
تُشير الدراسات إلى أن أكثر من 30٪ من المراهقين الذين يتناولون هذه المكملات لا يطالعون محتوياتها ولا يستشيرون مختصين قبل استهلاكها، ما يزيد من احتمالية التعرض للمخاطر الصحية.
المسؤولية والتوعية: حماية المراهقين من مخاطر المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت
يُطرح سؤال حيوي: من المسؤول عن حماية الشباب من استهلاك المكملات الغذائية التي تُشترى على نطاق واسع عبر الإنترنت؟ الواقع يتطلب تحركًا مشتركًا بين عدة جهات للحيلولة دون الوقوع في هذا الفخ، فأولياء الأمور والجهات الصحية والتعليمية يلعبون دورًا محوريًا في توعية الشباب بمخاطر الاستخدام غير الآمن. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تقوم الجهات الرقابية بحظر تداول المنتجات التي لم تحصل على ترخيص وضمان جودة مكوناتها، خصوصًا في بيئة التسويق الإلكتروني التي تنشط فيها الإعلانات المضللة. يمكن تلخيص الخطوات الضرورية في الجدول التالي:
| الجهة المسؤولة | نوع الدور |
|---|---|
| الأسرة | توفير الدعم النفسي والتوعية اليومية |
| المدارس والجامعات | تنظيم حملات توعية وتثقيف صحي |
| الهيئات الرقابية | فرض اللوائح وحظر المكملات غير المرخصة |
| القطاع الطبي | إرشاد المراهقين قبل الاستخدام ومتابعتهم صحياً |
تسليط الضوء على الحاجة الماسة لوضع ضوابط صارمة لتحجيم انتشار المكملات الضارة، إضافة إلى تعزيز التثقيف العام حول بدائل صحية لبناء الجسم دون المخاطرة بالصحة البدنية والنفسية، يعتبر أمرًا ملحًا للحفاظ على جيل يتمتع بالقوة والعافية بعيدًا عن المخاطر التي تنجم عن الاستخدام غير المنضبط لهذه المنتجات.
