نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة تمثل أول مسمار في نعش ترامب وفق ما أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية. تعكس تلك النتائج، التي شهدت فوز الديمقراطيين في ولايات كبرى مثل نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا وكاليفورنيا، تغيرًا ملحوظًا في المزاج السياسي الأمريكي، مما يشير إلى تحولات جوهرية على الساحة السياسية.
لماذا تعتبر نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة أول مسمار في نعش ترامب؟
علق الدكتور رامي عاشور في حواره ببرنامج “الحياة اليوم” على نتائج الانتخابات، موضحًا أن فوز الديمقراطيين في أربع ولايات رئيسية يعبر عن حالة استياء واسعة من السياسات الاقتصادية التي انتهجها دونالد ترامب والإغلاق الحكومي الأخير الذي أثر بشكل بالغ على العاملين بالدولة. أبرز عاشور أهمية فوز عمدة نيويورك الجديدة باعتبارها عاصمة اقتصادية وثقافية مهمة على مستوى العالم، كما أشار إلى الدور الحيوي لولاية فرجينيا التي تضم نحو 147 ألف موظف حكومي وعددًا من الوزارات الكبرى مثل وزارة الدفاع، موضحًا أن أصوات هؤلاء الموظفين اتجهت بشكل واضح نحو الديمقراطيين، وهو ما يمثل مؤشرًا مهمًا يعكس تغير المزاج الشعبي في الولايات المتحدة. إن تبعات هذه النتائج تظهر كأول مسمار يرسى في نعش ترامب والحزب الجمهوري، في ظل تداعيات سياساتهم التي لم تعد تلقى قبولًا جماهيريًا واسعًا.
نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة: بين الواقع السياسي وخطأ تفسير عودة الإسلام
فسر الدكتور رامي عاشور بعض التفسيرات المغلوطة التي رافقت فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، وهو انتصار راقٍ في المشهد السياسي الأمريكي. أوضح عاشور أن الترويج لفكرة أن هذا الفوز يمثل “عودة الإسلام إلى الساحة السياسية الأمريكية” هو استنتاج بعيد عن الحقيقة ويعكس جهلًا بنية وواقع الأوضاع السياسية والدينية في الولايات المتحدة، حيث لا يمكن ربط الانتماء الديني بضرورة الدفاع عن مصالح جماعية للمسلمين أو العرب، مستشهداً بتجربة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي كان يُعتقد بأنه مسلم، رغم أن فترة حكمه شهدت تدهورًا بارزًا في علاقات أمريكا مع الدول الإسلامية. لذا فإن قراءة النتائج السياسية من منظور ديني ضيق تُظهر سوء فهم عميق للديناميكيات السياسية في أمريكا.
زهران ممداني وبرنامج الانتخابات: نجاح سياسي بعيد عن البُعد الديني
أكد رامي عاشور أن انتخاب زهران ممداني لا يُعزى إلى انتمائه الديني أو الخلفية العائلية المتعددة، إذ إن والده مسلم شيعي، ووالدته هندوسية، وزوجته سنية. وأشار إلى أن ممداني يمثل التيار الاشتراكي التقدمي في الحزب الديمقراطي، داعمًا لحقوق المثليين والإجهاض، ومؤيدًا للقضايا الحرياتية بشدة. يركز برنامجه الانتخابي على القضايا المعيشية الحيوية التي تؤثر في حياة المواطنين، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة، توفير حضانات للأطفال مجانًا، وتوفير خدمات نقل ومواصلات مجانية، إضافة إلى استراتيجيات مواجهة الأزمات الاقتصادية. وهذا ما يعكس نجاح استراتيجيته الحقيقية التي أبعدت البُعد الديني عن الساحة الانتخابية، مؤكدًا أن فوزه الاستثنائي جاء نتيجة عمل متقن ومحدد على أساس برنامج انتخابي عملي بامتياز.
- تركيز على قضايا التكلفة المعيشية وأسعار السكن
- توفير خدمات حضانات مجانية للأطفال
- تحسين خدمات النقل والمواصلات مجانًا
- معالجة التداعيات الاقتصادية للأزمات
- تأييد حقوق الحريات الشخصية والمساواة
| الولاية | نتيجة الانتخابات |
|---|---|
| نيويورك | فوز الديمقراطيين |
| نيوجيرسي | فوز الديمقراطيين |
| فيرجينيا | فوز الديمقراطيين |
| كاليفورنيا | فوز الديمقراطيين |
تشير نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة إلى تحول لافت في المزاج السياسي ودخول مرحلة جديدة من التفاعل والتوازن بين الأحزاب، وهو ما يعبر عن رد فعل شعبي مباشر على سياسات الإدارة السابقة. وبهذا الشكل، يمكن اعتبار هذه النتائج كعلامة على تغير ملموس في موازين القوى السياسية الأمريكية، بدءًا من الهزيمة الرمزية التي تمثل أول مسمار في نعش ترامب داخل الحزب الجمهوري.
