تقارب غير مسبوق للقمر العملاق يزين سماء الوطن العربي مساء اليوم

شهد القمر العملاق في سماء الوطن العربي مساء اليوم اكتمال شهر جمادى الأولى، ليظهر بأقرب مسافة له من الأرض خلال هذا العام، ويتألق طوال الليل في حجم وسطوع ملفتين للأنظار. يُعرف هذا الحدث الفلكي بالمصطلح العلمي “بدر الحضيض”، ويحدث عندما يجتمع طور البدر الكامل مع قرب القمر من الأرض لمسافة تقل عن 362,146 كيلومتراً، حيث سجل القمر لحظة الاكتمال عند الساعة 04:19 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وكان على بُعد 356,978 كيلومتراً تقريباً.

التفسير العلمي لظاهرة القمر العملاق في أقرب مسافة له من الأرض

الوصف العلمي لظاهرة القمر العملاق يوضح أنها تحدث عند نقطة الحضيض القمري، وهي أقرب نقطة في مدار القمر حول الأرض، مما يجعله يظهر بحجم أكبر بنحو 14% وسطوع أعلى بنحو 30% مقارنة ببدر الأوج البعيد. وأكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا التباين في الحجم والسطوع يعود إلى قرب المسافة، إذ يزيد القمر من تأثيره البصري في سماء الليل؛ ويشع ذلك بوضوح خاص في بداية ظهوره، حيث يظهر بلون برتقالي يميل إلى الأحمر عند الشروق من الأفق الشمالي الشرقي.

العوامل الجوية ودورها في ظهور القمر العملاق بألوانه المتغيرة

تتأثر ألوان القمر العملاق بعوامل الغلاف الجوي المحيط بالأرض أثناء مروره قرب الأفق؛ إذ تعمل جزيئات الهواء والغبار على تشتت الضوء الأزرق، الذي يمتلك موجات قصيرة، بينما تمر الألوان الدافئة كالبرتقالي، الأحمر، والأصفر بسهولة أكبر فتمنح القمر هالة دافئة عند الشروق والغروب. مع ارتفاع القمر في السماء يقل تأثير الغلاف الجوي على اضاءة القمر، فيعود لونه إلى الأبيض الفضي المعروف، مما يزيد من جمال مشاهدته بين نجوم الليل.

التأثيرات الطبيعية للقمر العملاق وأثره على ظاهرة المد والجزر

رغم الحجم المميز والقرب اللافت للقمر العملاق، يشير أبو زاهرة إلى أن هذا الحدث لا يسبب أي تأثير غير معتاد على الأرض سوى زيادة موجات المد والجزر بسبب الاصطفاف الشهري بين الأرض والقمر والشمس في خط واحد. تنتج هذه الظاهرة الطبيعية المد والجزر الربيعي، الذي يشهد فيه شواطئ البحار ارتفاع مستويات المياه وانخفاضها بشكل ملحوظ؛ وهو أمر معتاد يحدث مع كل اكتمال قمر في هذا الوضع الفلكي.