التزام الباليه ودقة الأداء: هل ساعد الرقص نيللي كريم في تجسيد الأدوار المركبة؟ هذا السؤال يفتح نافذة مهمة على مسيرة نيللي كريم الفنية التي انطلقت من عالم الباليه لتتربع لاحقًا على عرش الدراما المصرية والعربية، مقدمة أداءً متفردًا يجمع بين الرقة والدقة في تجسيد شخصيات مركبة تتناول قضايا اجتماعية ونفسية عميقة بصورة استثنائية.
الباليه والتزام الأداء: كيف أسهم رقص نيللي كريم في بناء أدوار مركبة؟
بدأت نيللي كريم مسيرتها الفنية بدراسة الباليه في روسيا، لتتلقى تدريبًا صارمًا يُكسبها ضبطًا دقيقًا للجسد وحركة محسوبة، وهذا الالتزام بالرقص ساعدها على امتلاك أدوات فنية مميزة في التعبير الحركي والوجداني. عودتها إلى مصر والتحاقها بأكاديمية الفنون سمحا لها بنقل هذا الإتقان إلى التمثيل، وهو ما ظهر جليًا عندما اكتشفها المخرج فارس فهمي في عروض الباليه لتبدأ في فوازير “ألف ليلة وليلة” عام 1999، وتمكنت بعدها من دخول عالم الدراما بجدية من خلال مشاركتها في مسلسل “وجه القمر” أمام فاتن حمامة التي اعتبرتها خليفتها، مما يؤكد أن التزام الباليه ودقة الأداء كان لهما الفضل في قدومها بأدوار لا تقبل التكرار.
التحول الفني: كيف ساعد التزام الباليه نيللي كريم في تقديم الأدوار المركبة؟
ارتكزت نيللي كريم في بداياتها على أدوار رومانسية بسيطة في السينما والدراما، لكنها مع التدريب الدائم والالتزام العالي بالتمثيل بدأت في انتقاء أدوار أكثر تعقيدًا نفسيًا واجتماعيًا. التحول الحقيقي جاء مع مسلسل “ذات” (2013)، حيث جسدت شخصية امرأة عبرت عقودًا من الحياة بتفاصيل دقيقة وعميقة، وفتح هذا العمل أبواب نجاح جديد لها جعل منها ملكة الدراما النفسية، خاصة عبر تعاونها مع العدل جروب في أعمال مثل “سجن النساء”، “تحت السيطرة”، و”سقوط حر”، حيث ظهرت قدراتها الفريدة التي صقلتها بالتزام رقص الباليه ودقته، مما منح أدوارها مزيجًا من الجمال الحركي والتعبير المكاني مع التعقيد النفسي.
التنوع والعودة إلى الكوميديا: كيف ساعدها التزام الباليه في التنقل بين الأدوار؟
لم تكتفِ نيللي كريم بتقديم أدوار معاناة فحسب، بل أظهرت كذلك قابلية كبيرة للتنوع الفني، خصوصًا عندما عادت إلى الكوميديا من خلال مسلسل “بـ100 وش” عام 2020، حيث تمكنت من المزج بين الحضور الحركي التعبيري والتوقيت الكوميدي بدقة متناهية. انطلاقًا من التزامها بأدق تفاصيل الرقص، استطاعت أن تضفي على شخصية الكوميديا بعدًا خاصًا لا يكتفي بالكلام فقط بل يشمل الأداء الجسدي المكمل للدراما الخفيفة. استمر هذا الاتجاه في أعمالها الحديثة مثل “فاتن أمل حربي” و”عملة نادرة”، وصولًا إلى فيلم “فوي فوي فوي” (2023) الذي جسد نجاحها في السينما الاجتماعية الكوميدية. هذه المرونة في التنقل تعود أساسًا إلى قدرتها على التحكم بجسدها وأدائها المدعوم بتقنيات الباليه التي بدأتها منذ الصغر.
- تعزيز القدرات التعبيرية من خلال انضباط الباليه
- التفرد في اختيار أدوار معقدة نفسياً واجتماعياً
- النجاح في تقديم أعمال درامية ذات رسائل عميقة
- القدرة على التنويع بين الكوميديا والدراما بذكاء فني
| العام | العمل | نوع الدور |
|---|---|---|
| 1999 | فوازير ألف ليلة وليلة | مقدمة ومشاركة تمثيلية |
| 2013 | مسلسل ذات | دور مركب نفسي واجتماعي |
| 2020 | مسلسل بـ 100 وش | كوميديا خفيفة |
| 2023 | فيلم فوي فوي فوي | سينما كوميدية اجتماعية |
تأكيدًا على أن التزام الباليه ودقة الأداء كانا من الركائز التي دعمت نيللي كريم في تقديم أدوار معقدة ومركبة تتطلب أكثر من موهبة تمثيلية فقط، فهي تعتمد على نضج فني متكامل يتجسد في إتقان التواصل الحركي والتعبيري، مما جعلها تبقى نموذج فريد للفنانة التي تهدف إلى كسر القوالب النمطية وتقديم فن متنوع يحمل رسائل اجتماعية ونفسية واضحة. بهذا الأسلوب، أثبتت نيللي حضورًا يستمر في التعمق والتطور، وتصبح دائمًا في طليعة من يقدمون الأداء المميز في الفن العربي.
