اللحظة التي شهد فيها الدكتور أحمد عمر هاشم رؤية مباركة للنبي محمد ﷺ في الكعبة المشرفة كانت نقطة تحول مذهلة في حياته العلمية والدينية، وما تبعها من تحقق سريع لهذه الرؤية كان بداية طريقه المضيء في العلم والدعوة الإسلامية، الذي جعل اسمه يتردد على ألسنة الملايين كشاهد على النوايا الصادقة وأثرها الكبير.
رؤية النبي ﷺ في الحرم الشريف وتأثيرها العميق على الدكتور أحمد عمر هاشم
روى الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء الراحل، رؤيا منامية رأى فيها النبي محمد ﷺ يطوف حول الكعبة، وكان هو يسير خلفه بين الحجر الأسود وباب الكعبة، حسب حديث مؤثر تم بثه على قناة فضائية مصرية، مما أثّر فيه بشكل عميق؛ فلما قصّ هذه الرؤية على والده، رد عليه بقوله بحكمة الإيمان: “ما دمت رأيت نفسك في بيت الله الحرام، ورأيت رسول الله ﷺ، فستحج هذا العام، وحين تتخرج، تخصص في سنة رسول الله ﷺ”؛ هذه الكلمات التي بدت وكأنها أمنية تحققت في وقت قصير، حيث تلقى اتصالًا من إدارة الجامعة يبلغه باختياره طالبًا مثاليًا لتمثيل جامعة الأزهر في رحلة حج رسمية على نفقة الدولة حتى قبل إجراء امتحانات التخرج.
الحج المبكر الذي غيّر مسار الدكتور أحمد عمر هاشم نحو العلم والدعوة
استرجع الدكتور الراحل رحلته الروحانية قائلاً: “كانت رحلة عظيمة أُدينا فيها الفريضة برفقة مجموعة من الشباب، وزرنا أماكن السيرة النبوية التي طالما قرأنا عنها”؛ ومن هذه الأماكن غار حراء الذي صلّى فيه، وغار ثور، حيث شعروا بخشوع لا يوصف؛ كانت لحظات مفعمة بالنور ألهمته أن يكرّس حياته لخدمة سنة النبي ﷺ.
هذه الرؤيا الصادقة التي تلاها تحقق سريع كانت إشارة ربانية اختار من خلالها طريق العلم والدعوة، وفعلاً تخصص في الحديث النبوي الشريف، وارتقى في المناصب العلمية والدينية حتى أصبح من كبار العلماء وعضوًا بارزًا في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وصية الدكتور أحمد عمر هاشم وأثره في خدمة السنة وتأصيلها للشباب
وجّه الدكتور أحمد عمر هاشم نصيحة ثمينة للشباب قائلاً: “أنصح كل من يسمعني وهو قادر على الحج أن يبادر إلى ذلك في شبابه، فالذي يحج وهو في تمام صحته وقوته يعيش تجربة روحية لا تُنسى، وينهل من أنوار تلك الأماكن الطيبة التي تبقى خالدة في العقل والقلب والروح”؛ كلمات تعكس عمق تجربته الروحية التي رافقته حتى آخر يوم في حياته.
كما كان الدكتور صوتًا علميًا وروحيًا مميّزًا، عرف بإخلاصه في خدمة السُنة النبوية وحضوره الإعلامي اللافت الذي كان يقرب تعاليم الإسلام بأسلوب بسيط رقيق، مفعم بالرحمة والحكمة، مما جعله وجهًا مضيئًا للأزهر الشريف ولعالم الحديث النبوي الشريف.
- الإخلاص في خدمة السنة
- نقل التعاليم بأسلوب بسيط
- الحضور الإعلامي المؤثر
رغم رحيله، تبقى كلمات الدكتور أحمد عمر هاشم ورؤياه المباركة مشعلة لمشاعر الملايين، تذكّر الجميع بقوة النية الصادقة التي تفتح أبواب الخير التي لا يتخيلها الإنسان، وتثبت أن الرؤى الصالحة قد تمثل بداية رحلة طويلة من التأثير والخلود، فنرى كيف تحولت تلك الرؤيا المباركة من حلم إلى واقع، ومن الحج المبكر إلى مسيرة حياة حافلة بالعلم والدعوة التي ستظل خالدة في الذاكرة.
