الضوء الأزرق: فوائد حيوية تتوازن مع مخاطر صحية تحتاج إلى انتباه متخصصين

الضوء الأزرق وتأثيره على الصحة والنوم يكتسب أهمية كبيرة في الوقت الحالي، خاصة مع كثرة استخدام الأجهزة الرقمية والشاشات الذكية في حياتنا اليومية؛ إذ يعتبر الضوء الأزرق مكونًا طبيعيًا من ضوء الشمس ويساهم بشكل أساسي في تنظيم إيقاع الجسم البيولوجي وتحفيز النشاط الذهني، إلا أن التعرض المفرط للضوء الأزرق الصناعي قد يتسبب في مشكلات صحية متعددة.

الضوء الأزرق وتأثيراته الحيوية: فوائد لا غنى عنها للجسم والعقل

يُعد الضوء الأزرق من العناصر الأساسية التي لا يمكن تجاهل فوائدها في حياتنا اليومية، فهو يحفّز الانتباه ويزيد من نشاط الدماغ طوال فترة النهار، خصوصًا حين نتعرض له من أشعة الشمس الطبيعية؛ إذ يلعب دورًا مهمًا في زيادة التركيز وتحسين سعة الذهن، كما يساعد الضوء الأزرق الجسم على ضبط الساعة البيولوجية بفعالية من خلال التحكم في إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم واليقظة، مما يجعل دورة النوم أكثر انتظامًا. بالإضافة إلى ذلك، له ـ الضوء الأزرق ـ تأثير إيجابي مباشر على المزاج وحالة النفس حيث يُستخدم في علاج اضطرابات عاطفية موسمية تُعرف اختصارًا بـ(SAD)، التي تصيب البعض بسبب نقص التعرض لأشعة الشمس في فصول معينة.

مخاطر الضوء الأزرق الصناعي وأثره على صحة العين والنوم

على الرغم من الفوائد العديدة المتعلقة بالضوء الأزرق، فإنه عند التعرض المستمر والمكثف للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف أو الحواسيب، خاصة في أوقات الليل، تظهر عدة مخاطر صحية؛ من أبرزها اضطرابات النوم التي تنجم عن انخفاض إفراز الميلاتونين، مما يؤدي إلى تأخر النوم وشعور بالأرق المتكرر، إضافة إلى إجهاد العين الرقمي الناتج عن الجلوس الطويل أمام الشاشات والذي يسبب إحساسًا بجفاف العين، حكة، وضبابية مؤقتة في الرؤية. وتشير دراسات طبية إلى أن التعرض المزمن للضوء الأزرق قد يزيد من احتمال الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض يؤثر على الرؤية المركزية، كما تؤثر هذه الحالات سلبًا على الصحة النفسية، مما يحدث توتراً وقلقًا مع تراجع القدرة الذهنية خلال النهار.

كيف نحسن نمط الاستخدام لنضبط تأثير الضوء الأزرق على النوم والصحة؟

الضوء الأزرق ليس مضرًا في حد ذاته، ولكن الاستخدام المكثف ليلًا دون فترات راحة قد يؤدي إلى أعراض مزعجة تؤثر على النوم وجودة الحياة، لهذا توجد عدة خطوات مهمة لتقليل أضرار الضوء الأزرق ولحماية العين وضمان صحتك العامة:

  • تقليل استخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم بساعة على الأقل للحفاظ على إفراز الميلاتونين.
  • تفعيل الوضع الليلي أو فلتر الضوء الأزرق الموجود في معظم الأجهزة الحديثة للحد من إصداره.
  • ارتداء نظارات مخصصة تحجب الضوء الأزرق عند الحاجة خاصة خلال الاستخدام المطول.
  • اتباع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية لتقليل إجهاد العين.
  • التعرض لأشعة الشمس الطبيعية خلال النهار لدعم ضبط الساعة البيولوجية وتنشيط الجسم.

يبقى الضوء الأزرق جزءًا أساسيًا وطبيعيًا من حياتنا، فهو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الجسم والنشاط الذهني؛ إلا أن الاعتدال في التعامل معه والاستفادة من فوائده الواعية خلال النهار، مع تقليل التعرض المؤذّي له ليلًا، يشكلان التوازن الأمثل للحفاظ على جودة النوم والصحة النفسية والعين، مما يجعلنا نعيش حياة أكثر نشاطًا وراحة.