6 أسابيع.. اليورو يحافظ على استقراره مع تزايد التفاؤل في فرنسا

اليورو يتحسن مع ترقب السوق لتعيين رئيس وزراء جديد في فرنسا وتطورات مستقبل الفائدة الأوروبية

ارتفع اليورو في السوق الأوروبية يوم الخميس مقابل مجموعة من العملات العالمية، محافظًا على مكاسبه فوق أدنى مستوى في ستة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، متجهًا نحو تسجيل أول ارتفاع يومي بعد أربعة أيام من الانخفاض المتواصل؛ وذلك بدعم من عمليات شراء قوية عند مستويات منخفضة وزيادة التفاؤل بحل الأزمة السياسية في فرنسا مع اقتراب الرئيس إيمانويل ماكرون من تعيين رئيس وزراء جديد، مما يعزز الثقة في الأسواق ويحفز حركة تداول اليورو. في ظل هذه الأجواء، يظل مستقبل الفائدة الأوروبية محور اهتمام بالغ لدى المتداولين والمستثمرين، وسط ضغوط تضخمية متصاعدة تضع البنك المركزي الأوروبي في موقع حرج بالنسبة لقرارات السياسة النقدية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

تأثير تعيين رئيس وزراء جديد على اليورو وتطلعات السوق الأوروبية

أدى اقتراب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ترشيح رئيس وزراء جديد خلال الـ 48 ساعة المقبلة، بحسب ما أعلن رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان ليكورنو، إلى رفع معنويات السوق المالية الأوروبية، خصوصًا بعد الاستقالة المفاجئة للحكومة الجديدة التي لم تصمد طويلًا. هذه الخطوة تشير إلى محاولة حثيثة من قصر الإليزيه لاحتواء الأزمة السياسية الحادة التي أثرت على الاستقرار في باريس وأثارت قلق المستثمرين حول مستقبل السياسات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية التي تبناها ماكرون أثناء ولايته. إذ يسعى ماكرون لتشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان وتخفف حدة الاحتقان الداخلي، ما سيعزز من استقرار العملة الأوروبية الموحدة ودعم قوة اليورو مقابل الدولار والعملات الأخرى.

مستقبل الفائدة الأوروبية في ظل ضغوط التضخم وتطورات السياسة النقدية

يواصل البنك المركزي الأوروبي مواجهة تحديات ضخمة بسبب تنامي الضغوط التضخمية التي سجلت ارتفاعًا متوقعًا في سبتمبر الماضي، وهو ما قيد احتمالات خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025. يسود شعور بين صانعي السياسات النقدية بأن دورة خفض أسعار الفائدة في العام الحالي وصلت إلى نهايتها، مع توقعات اقتصادية تلمح إلى بقاء معدلات الفائدة مستقرة لفترة، ما لم تحدث صدمات اقتصادية كبرى تُؤثر على منطقة اليورو. في هذا السياق، يترقب المستثمرون صدور المزيد من البيانات الاقتصادية والتصريحات الرسمية لتقييم توجهات البنك المركزي الأوروبي بشكل أدق، خاصة أن تسعير سوق المال لاحتمالات تخفيض الفائدة في أكتوبر لا يتجاوز 10%، وهذا يعكس تحفظ المتداولين على تخفيف الأوضاع النقدية قريبًا.

تحركات سوق العملات: أداء اليورو والدولار الأمريكي في مواجهة التغيرات الاقتصادية

شهد سعر صرف اليورو مقابل الدولار ارتفاعًا بلغ حوالي 0.2% ليصل إلى 1.1648 دولار، مبتعدًا عن أدنى مستوى سجله مؤخرًا عند 1.1598 دولار، والذي كان نتيجة حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا. جاءت هذه الزيادة بعد أربعة أيام من التراجع المتواصل، في ظل عمليات شراء نشطة عند مستويات متدنية، ما دعم تعافى العملة الأوروبية. بالمقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.15% ليخسر بعضًا من مكاسبه التي حققها خلال شهرين، مع توقف حركة صعود الدولار أمام سلة العملات الرئيسية والثانوية. هذه التغيرات تعكس تأثير محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير، الذي عزز من احتمالات وجود تخفيضين في أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة القادمة، مما يضيف ديناميكية جديدة على سوق العملات العالمية.

• تعزيز اليورو بدعم أمل تعيين رئيس وزراء جديد في فرنسا
• ضغوط تضخمية مستمرة تحد من خفض أسعار الفائدة الأوروبية
• توقعات متحفظة لسوق المال تجاه تخفيض الفائدة في أكتوبر 2025
• تراجع مؤشر الدولار مع احتمالية تخفيض سعر الفائدة الأمريكية مرتين

يتضح من هذه المعطيات أن الأسواق الأوروبية تعيش حالة من الحذر والترقب تجاه سير الأزمة السياسية في فرنسا التي تمس مباشرة مستقبل السياسات الاقتصادية، في الوقت الذي يواجه فيه البنك المركزي الأوروبي تحديات متزايدة للسيطرة على التضخم دون المساس بتكاليف الاقتراض. بينما يستعد اليورو لمحاولة تعويض خسائره السابقة، يبقى السؤال حول قدرة الاستقرار السياسي في باريس والسياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي على الحفاظ على زخم التعافي في السوق وتحقيق مكاسب ملموسة للعملة الموحدة خلال الشهور المقبلة.