تراجع الذهب.. الأسعار تهبط لأول مرة بعد الوصول لأعلى مستويات تاريخية

الهبوط الأخير في أسعار الذهب بعد اختراقه حاجز الأربعة آلاف دولار للأوقية يعكس تأثير بيع المستثمرين لتحقيق الأرباح وسط حالة من الغموض الاقتصادي والجيوسياسي، مع توقعات السوق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في الفترات القادمة. شهد الذهب انخفاضاً بنسبة 0.4% في التعاملات الفورية مقتربًا من 4022 دولارًا للأوقية بعد تسجيله أعلى مستوى له عند 4059 دولارًا، فيما تراجعت العقود الآجلة في ديسمبر بنسبة 0.7% إلى حوالي 4043 دولارًا.

تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية على حركة الذهب

تتجه الأسواق نحو توقع خفض محتمل لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهري أكتوبر وديسمبر بنسبة 95% و83% على التوالي بحسب أداة «فيد ووتش» التابعة لسي.إم.إي. وفي العادة، تزدهر أسعار الذهب في ظل انخفاض أسعار الفائدة بسبب عدم حصول المعدن الأصفر على عوائد مباشرة من الفوائد، مما يزيد جاذبيته كملاذ آمن في أوقات الضبابية الاقتصادية. هذه التوقعات تعزز الطلب على الذهب خصوصًا عندما يرافقها حالة من التوتر السياسي والاقتصادي.

الاضطرابات السياسية وأثرها على إقبال المستثمرين على الذهب

تأثرت الأسواق هذا الأسبوع بعدة أحداث متزامنة، من بينها الاضطرابات السياسية في كل من اليابان وفرنسا، بالإضافة إلى الإغلاق الحكومي المستمر في الولايات المتحدة، وهو ما زاد من الميل نحو الذهب كأصل أمان للمستثمرين. وقد انعكس ذلك بشكل واضح في ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام بدعم من عدة عوامل مثل:

• مشتريات البنوك المركزية المكثفة للمعدن النفيس
• ارتفاع الطلب على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب
• ضعف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى
• تزايد رغبة المستثمرين الأفراد في التحوط ضد المخاطر التجارية والجيوسياسية

هذه العوامل مجتمعة أسهمت في تحويل الذهب إلى ملاذ يقصده الكثيرون بل ويسجل مستويات قياسية، على الرغم من التذبذب الأخير في الأسعار.

أداء المعادن النفيسة الأخرى مقابل حركة الذهب في السوق العالمية

بالإضافة إلى تحركات الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغيرات متفاوتة خلال التعاملات الأخيرة؛ حيث ارتفعت الفضة في التداول الفوري بنسبة طفيفة بلغت 0.1% مسجلةً 48.91 دولارًا للأوقية بعد تسجيلها أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 49.57 دولارًا أمس الأربعاء. من ناحية أخرى، تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.7% لتسجل 1650.60 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1% مسجلاً 1435.25 دولارًا. تعكس هذه التحركات استجابة المعادن المتنوعة لتطورات السوق السياسية والاقتصادية العالمية مع تزايد الحاجة إلى ملاذات آمنة وسط حالة عدم اليقين المستمرة.

التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية جعلت الذهب والفضة خيارًا متزايد الشعبية للمستثمرين الباحثين عن استقرار نسبي، وسط المخاوف التي ترافق التوترات التجارية ومخاطر النمو في الاقتصاد العالمي، ما يضفي على سوق المعادن بطابع ديناميكي ملحوظ يتطلب متابعة مستمرة لآخر التطورات.