ارتفاع استثنائي.. أسعار الذهب تحطم الأرقام القياسية في أسواق السليمانية

ارتفعت أسعار الذهب في السليمانية إلى أعلى مستوى تاريخي، متجاوزة 800 ألف دينار عراقي للمثقال الواحد، وذلك نتيجة التقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية التي حولت الذهب إلى الملاذ الآمن للمستثمرين والمواطنين على حد سواء، في ظل حالة عدم الاستقرار المالي والسياسي التي يشهدها العالم حالياً.

عوامل ارتفاع أسعار الذهب في السليمانية في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية

كشف سالار عمر، ممثل سوق الصاغة في السليمانية، أن سعر مثقال الذهب عيار 21 بلغ 810 آلاف دينار عراقي، وهو رقم قياسي لم يتم الوصول إليه سابقاً في السوق المحلي، معتبراً أن هذه الزيادة ناتجة عن عوامل متعددة متداخلة أبرزها التراجع الحاد في النشاط الاقتصادي العالمي وأزمات الدول المتقدمة. إضافة إلى ذلك، ارتفع سعر الدولار الأمريكي بشكل غير مسبوق، ما ساهم في رفع أسعار الذهب بشكل ملحوظ، خاصة مع طلب الولايات المتحدة على قرض مالي ضخم من صندوق النقد الدولي، الذي عزز من ارتفاع أسعار الذهب، باعتباره الضمان الأساسي لقيمة العملات في ظل الأزمات المالية المتلاحقة، مما دفع الطلب على الذهب للارتفاع تزامناً مع تدهور الأوضاع العالمية.

تأثير المشهد السياسي والعسكري العالمي على أسعار الذهب في السليمانية

أكد سالار عمر أن عدم الاستقرار السياسي والعسكري المتصاعد في عدد من القوى الكبرى مثل الصين، كوريا، روسيا، الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، لعب دوراً كبيراً في زيادة الطلب العالمي على الذهب، ما أدى إلى استمرار صعود سعر المعدن النفيس. حيث يُنظر إلى الذهب كملاذ آمن يحافظ على قيمة الأموال خلال فترات التوتر والصراعات الدولية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على السوق المحلية في السليمانية، التي سجلت مستويات قياسية جديدة في أسعار الذهب. وعلى الرغم من الركود الذي شهده سوق بيع وشراء الذهب، خاصة للقطع المصممة للأعراس والمناسبات بسبب هذه الارتفاعات السعرية، إلا أن كثيراً من السكان يصرون على شراء الذهب بغرض الادخار، متوقعين مزيداً من الارتفاعات في الأسعار مستقبلاً.

آليات استيراد الذهب إلى إقليم كوردستان وفروقات الأسعار بين تركيا والإمارات

أوضح سالار عمر أن إقليم كوردستان يعتمد في استيراد الذهب على تركيا بنسبة تتراوح بين 60 و70% من الاحتياجات المحلية، معتبراً أن الأسعار في السوق التركي أعلى بكثير من تلك الواردة من دبي إلى العراق، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذه الفروقات التي قد تعود إلى سياسات اقتصادية تركية أو عوامل غير محددة. ويُقاس سعر الذهب في العراق باستخدام المثقال (الذي يعادل 5 غرامات)، والذي يتأثر بأسعار الأونصة في الأسواق الدولية وسعر صرف الدولار، بالإضافة إلى تكاليف أجور الصياغة والنقل. وغالبية الذهب المستورد يأتي من الإمارات وتركيا، مع وجود بعض الموديلات ذات التصنيع الإيطالي التي ترتفع تكاليفها بشكل كبير.

النوع السعر الحالي (دينار عراقي للمثقال)
ذهب عيار 21 في السليمانية 810,000
نسبة استيراد الذهب من تركيا إلى إقليم كوردستان 60-70%
  • الاعتماد على تركيا كمصدر رئيسي لاستيراد الذهب يعكس أهمية العلاقات التجارية بين الإقليم والدول المجاورة
  • ارتفاع سعر الدولار يرفع من تكلفة استيراد الذهب وتأثيره المباشر على أسعار السوق المحلية
  • التقلبات العالمية تزيد من حالة القلق وتدفع الأفراد لتوظيف الذهب كوسيلة لحماية المدخرات

تُظهر الزيادة الكبيرة والمستمرة في أسعار الذهب في السليمانية مدى القلق والريبة التي يعيشها الأفراد في ظل هذه التقلبات السياسية والاقتصادية المعقدة، الأمر الذي يجعل الذهب يشكل خياراً رئيسياً لحماية الثروة والحفاظ على القيمة وسط حالة من الضبابية التي تحيط بمستقبل الأسواق المالية والتوترات الدولية المستمرة، دون وجود مؤشرات واضحة على استقرار اقتصادي قريب.