الذهب يقترب من رقم قياسي.. تأثيرات خفية تحرك أسعار المعدن النفيس في السوق

الارتفاع القياسي في أسعار الذهب وتأثير الأحداث الاقتصادية العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة، بمستويات غير مسبوقة أثارت قلق المستثمرين حول العالم؛ إذ تواجه الأسواق تحركات مفاجئة في السعر عطّلت التوازن المحلي والعالمي، مع سعي المستثمرين لفهم الأسباب التي تقف وراء هذه القفزة المفاجئة في المعدن الأصفر. يأتي هذا المشهد وسط تساؤلات متزايدة عن القوى الخفية التي تؤثر في تحركات الذهب غير المبررة، حيث يعكس المعدن حالة عدم اليقين الراهنة عالميًا.

الارتفاع القياسي في أسعار الذهب ومستويات الأسعار الحالية

تواصل أسعار الذهب في الأسواق المحلية تصاعدها، مدفوعة بزيادة الطلب الاستثماري وحالة التوتر الجيوسياسي، بالإضافة إلى توقعات خفض الفائدة الأمريكية في الأشهر المقبلة، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة. وأسعار الذهب وفقًا لآخر البيانات كالتالي:

عيار الذهب الشراء (جنيه) البيع (جنيه)
24 6217 6194
22 5699 5678
21 5440 5420
18 4663 4646
12 3108 3097

بالإضافة إلى الأسعار التالية:

  • أونصة الذهب: 193370 جنيهًا شراءً و192655 جنيهًا بيعًا
  • جنيه الذهب: 43520 جنيهًا شراءً و43360 جنيهًا بيعًا

قدم الذهب خلال تعاملات أمس ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بدأ عيار 21 عند 5300 جنيه وأغلق عند 5325 جنيهًا، فيما ارتفعت أونصة الذهب من 3960 إلى 3980 دولارًا، ما يعكس زخمًا قويًا قبل صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يترقبه المستثمرون بشغف.

الذهب العالمي ينهي الأسبوع عند أعلى مستوياته مع استمرار التوترات الاقتصادية

تُظهر أسعار الذهب العالمية صعودًا متواصلًا مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، مع ترقب الأسواق لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الثاني، مما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. ويرى محللون ماليون أن الذهب يسير في اتجاه تصاعدي مدعومًا بعوامل رئيسة، إذ يتوقع المستثمرون تخفيض الفائدة مرتين في أكتوبر وديسمبر، مع استمرار دورة التيسير النقدي التي انطلقت في سبتمبر.

كما تعمق الإغلاق الحكومي مخاوف الأداء الاقتصادي الأمريكي، ما دفع المستثمرين إلى التحوط عبر الذهب، رغم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس، إلا أن هذا الارتفاع لم يحد من قوة الطلب على المعدن الثمين، متجاهلين في الوقت ذاته مؤشرات التشبع الشرائي الفنية.

النمو القوي في الاستثمارات المؤسسية وتوقعات الذهب المستقبلية

أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي أن صناديق الذهب المتداولة استقبلت استثمارات بقيمة 64 مليار دولار منذ بداية العام، مع تسجيل شهر سبتمبر أكبر تدفق شهري منذ أكثر من ثلاث سنوات، معززة الطلب على التحوط ضد صدمات السوق. وفي إطار سعي البنوك المركزية لتنويع موجوداتها بعيدًا عن الدولار وأدوات الدين، شهد أغسطس قيامها بإضافة نحو 15 طنًا إلى احتياطيات الذهب، بقيادة البنك الوطني الكازاخي.

كما أكد بنك الشعب الصيني استمرار تعزيزه لاحتياطياته من الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي في سبتمبر، حيث وصلت إلى 74.06 مليون أوقية، ما يعكس توجه البنوك المركزية الكبرى نحو المعدن الأصفر. ويشير تقرير «آي صاغة» إلى ارتفاع الذهب منذ بداية العام بنسبة 54%، بدعم واضح من القوى الشرائية للبنوك المركزية وصناديق المؤشرات، وضعف الدولار، وردّ فعل المستثمرين الأفراد للتحوط من التضخم والتوترات العالمية.

رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب إلى 4900 دولار للأوقية في ديسمبر 2026، معتمدًا على استمرار الاستثمار المؤسسي وعمليات الشراء المركزية، متوقعًا تجاوز الذهب عتبة 5000 دولار للأوقية خلال الفترة المقبلة إذا استمرت ظروف عدم اليقين العالمي، وهو ما يجعل التفاعل مع أسعار الذهب في المستقبل القريب يرتكز على عدة عوامل رئيسة:

  • الإغلاق الحكومي الأمريكي وتداعياته الاقتصادية
  • تراجع الثقة في السندات الحكومية
  • الضبابية السياسية على المستوى العالمي
  • التدفقات الاستثمارية المتسارعة والبنك المركزي وتنوع الأصول

تأتي هذه المؤشرات وسط بيئة ملائمة لدفع الذهب إلى تسجيل قمم جديدة في الأسواق الدولية، مع توقع انتشار دور الذهب بشكل أكبر كأداة حماية أمام المستثمرين الباحثين عن الاستقرار المالي وسط تقلبات الأسواق العالمية المتزايدة.