تراجع الأسعار.. انخفاض سعر الدواجن يثير قلق المربين ويؤثر سلبًا على الإنتاج المحلي

انخفاض أسعار الدواجن في السوق المحلي إلى مستويات 58 جنيهًا للكيلوجرام في المزرعة يشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرارية المربين في عملية الإنتاج، خاصة مع تكلفة الإنتاج الفعلية التي تصل إلى 65 جنيهًا، مما يفرض ضرورة البحث عن حل دائم يوازن بين مصالح المنتج والمستهلك. هذا التراجع في الأسعار رغم كونه مفرحًا للمستهلكين، يحمل في طياته مخاطر جسيمة على سلسلة الإنتاج وسوق الدواجن بأكمله.

تأثير انخفاض أسعار الدواجن على قطاع الإنتاج المحلي

عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، أشار إلى أن انخفاض أسعار الدواجن إلى 58 جنيهًا للكيلوجرام في المزرعة يمثل حالة غير صحية داخل منظومة الإنتاج، إذ أن تكاليف الإنتاج الحقيقية تتجاوز هذا السعر بما يقارب 7 جنيهات، مما يترتب عليه خسائر فادحة للمربين. هذا الانخفاض قد يدفع عددًا كبيرًا من أصحاب المزارع للخروج من السوق، الأمر الذي سينعكس سلبًا على الصناعة وعلى وصول الدواجن للمستهلك في المستقبل، حيث ينتج عن هذا النقص اضطراب في العرض وتراجع في الجودة. وأضاف السيد خلال مداخلة هاتفية في برنامج اقتصاد مصر على قناة أزهري أن السوق يخضع لقانون العرض والطلب، الذي يميل أحيانًا إلى ظلم المنتجين كما كان الظلم سابقًا للمستهلكين خلال فترة رمضان، حيث تجاوز سعر الكيلو في المزرعة 100 جنيه.

معادلة السعر العادلة: ضرورة لإنقاذ سوق الدواجن

ركز عبد العزيز السيد على أهمية وضع معادلة سعر عادلة للدواجن، تضمن تحقيق توازن حقيقي بين المنتج والمستهلك، تراعي بالتفصيل تكلفة الإنتاج التي تشمل

  • أسعار الأعلاف
  • أسعار الكتاكيت
  • الاحتياجات من الأدوية البيطرية
  • نسب النفوق خلال الدورة الإنتاجية
  • هامش ربح بسيط يضمن استمرارية المربي

أكد السيد أن ثبات أسعار الأعلاف خلال الأشهر الماضية لا يعكس حالة ارتفاع سعر الكتاكيت التي ارتفعت من 25 إلى 32 جنيهًا دون سبب واضح، ويطالب بمراجعة دقيقة لهذا الأمر من الجهات المعنية لضبط السوق ودعم المربين.

البندالسعر
سعر الدواجن في المزرعة58 جنيهًا للكيلوجرام
تكلفة الإنتاج الفعلية للكيلوجرام65 جنيهًا
سعر الكتكوت قبل الارتفاع25 جنيهًا
سعر الكتكوت بعد الارتفاع32 جنيهًا

دور صناعة الدواجن في الأمن الغذائي المصري

أكد عبد العزيز السيد أن صناعة الدواجن تستند إلى كونها الخط الدفاعي الأول للأمن الغذائي في مصر، مشددًا على أن ضمان استمرارية المربين أمر حيوي لا يُمكن تجاهله، لكي يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني، خاصة في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء واعتماد السوق المحلي على استيراد يصل إلى 40%. ويبرز هذا الموقف الأهمية القصوى لدعم منظومة الإنتاج الداجني عبر تعزيز استقرار أسعار الدواجن وتخفيف الضغوط على المربين لضمان استمرار إنتاجهم، وبالتالي حماية المستهلك والمساهمة في استقرار السوق المحلي.

انخفاض أسعار الدواجن في السوق المحلي يعكس تحديًا حقيقيًا مقابل تكلفة الإنتاج التي تتجاوز الأسعار السائدة حاليًا، مما يفرض تقنين آليات التسعير لتجنب خروج المزارعين من السوق وإحداث توازن مستدام بين العرض والطلب، مع ضرورة مراجعة الأسعار المتغيرة مثل الكتاكيت لضمان استدامة القطاع الحيوي الذي يعد جزءًا أساسيًا من منظومة الأمن الغذائي في مصر.