تراجع الذهب.. الدولار يشهد صعودًا مع تصاعد الغموض السياسي في واشنطن وباريس

تراجع سعر الذهب مقابل ارتفاع الدولار وتأثير الأزمة السياسية في فرنسا والأحداث الاقتصادية العالمية على الأسواق المالية يظل محور اهتمام المستثمرين، خصوصًا في ظل استمرار التقلبات الحالية التي تزيد من حدة عدم الاستقرار الاقتصادي. شهد الذهب قفزة سريعة إلى مستوى 3977.44 دولار للأونصة، بعد ارتفاع بنسبة 1.9% يوم الإثنين، نتيجة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتعليق الأنشطة الفيدرالية، مما حرم المستثمرين من البيانات الحكومية الضرورية لقراءة قوة الاقتصاد الأميركي، وسط صعوبة الاحتياطي الفيدرالي في تفسير المتغيرات الاقتصادية الراهنة.

التقلبات في سعر الذهب وتأثير الأزمة السياسية في فرنسا

تأثرت الأسواق المالية بشكل واضح نتيجة الأزمة السياسية في فرنسا، حيث أعلن رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو استقالته بعد فشل محاولاته في الوصول إلى توافق بين الأحزاب بشأن ميزانية العام، الأمر الذي أعاق جهود السيطرة على العجز المالي الأكبر في منطقة اليورو، مما زاد من الضغط على سعر الذهب في ظل مخاوف المستثمرين. وفي اليابان، أحدثت التكهنات بتولي ساناي تاكايشي رئاسة الوزراء حالة من الترقب والاضطراب في الأسواق العالمية. ووفقاً لما ورد في مذكرة نيكي شيلز، رئيسة أبحاث المعادن بشركة MKS PAMP SA، فإن تلك التقلبات السياسية في فرنسا واليابان ضاعفت المخاوف المالية وزادت من صعود الذهب، حيث ساهمت التدفقات الاستثمارية من أوروبا واليابان والمؤسسات الكبرى في تعزيز هذا الارتفاع.

سياسات ترمب ودورها في ارتفاع سعر الذهب السنوي القياسي

تلعب السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب دوراً محورياً في دفع سعر الذهب للارتفاع إلى أكثر من 50% خلال العام الحالي، فقد أدت تحركاته الحاسمة في إعادة تشكيل ملفات التجارة العالمية والسياسة الجيوستراتيجية إلى توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة كملاذ للثروة، موسعين بذلك الطلب على الذهب بعيداً عن الدولار. ولا يقتصر هذا الارتفاع على تدفق مستثمري التجزئة؛ إذ كانت البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتبادلة المدعومة بالذهب من بين أبرز الجهات التي عززت مشترياتها، بالإضافة إلى خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة وتوقع المزيد من التخفيضات، مما رفع من جاذبية الذهب كأصل استثماري. وأكد أحمد العصيري، المحلل الاستراتيجي في بيبيرستون غروب، أهمية الذهب كعنصر هيكلي في المحافظ المتنوعة حالياً، لاسيما مع تصاعد المخاوف بشأن أداء أسواق الأسهم.

• ارتفاع سعر الذهب بنسبة 1.9% مؤخراً بعد أحداث الأسواق العالمية
• استقالة رئيس وزراء فرنسا يعقد المفاوضات المالية ويزيد القلق
• النظر إلى الذهب كملاذ آمن في ظل تقلبات اقتصادية وجيوسياسية

توقعات غولدمان ساكس المستقبلية لأسعار الذهب ومدى استقرار الأسواق

في تطور إيجابي يعكس ثقة المستثمرين، قام بنك غولدمان ساكس برفع توقعاته لسعر الذهب ليصل إلى 4900 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2026، ارتفاعاً من توقعات سابقة عند 4300 دولار، مستنداً إلى تدفقات صناديق المؤشرات المرتفعة وزيادة مشتريات البنوك المركزية. وبالرغم من تراجع الذهب الفوري إلى 3949.61 دولار للأونصة في مستهل تعاملات لندن عند الساعة 8:49 صباحاً، إلا أن الأسعار ما زالت على طريق تحقيق أكبر أرباح سنوية منذ 1979. وفي الوقت نفسه، شهد مؤشر بلومبرغ للدولار استقراراً، وحافظت الفضة على سعرها فوق 48 دولاراً للأونصة، فيما سجلت معادن البلاديوم والبلاتين تراجعاً طفيفاً، مما يرشّح الوضع لاستمرار التأثر بالتغيرات الاقتصادية والسياسية الراهنة.