ارتفاع الذهب.. تجاوز الذهب لحاجز 4000 دولار يقترب مع استمرار الصعود

ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية يهيمن على أخبار الأسواق العالمية، حيث سجل المعدن الثمين ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات السابع من أكتوبر 2025، مقتربًا من حاجز 4,000 دولار للأوقية، ما يعكس تأثيرات سياسية واقتصادية متعددة، ويشعل فضول المستثمرين حول مستقبل الذهب في ظل هذه الظروف المتقلبة.

ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية وتأثيرات العوامل السياسية والاقتصادية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا استثنائيًا خلال جلسات الأسبوع الجاري، مدعومة بعدة عوامل داخلية وخارجية، وتحديدًا في يوم الثلاثاء الموافق السابع من أكتوبر 2025، حيث اقترب سعر الأوقية من 3,971.90 دولار، متجهًا نحو حاجز 4,000 دولار. كان هذا الارتفاع مدفوعًا بشكل رئيسي بالجمود السياسي في الولايات المتحدة، مع استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة، ما خلق جوًا من عدم اليقين في الأسواق المالية. وعلى الصعيد الاقتصادي، تتزايد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يدفع المستثمرين للتمسك بالذهب كملاذ آمن، خصوصًا في ظل تقلبات الأسواق العالمية، ما يرفع الطلب ويعزز من قوة المعدن النفيس في السوق.

تحليل وتحركات أسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة وسط توقعات السوق

تقدم أسعار الذهب الفوري نمواً بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,971.90 دولار للأوقية، محققًا مستويات قياسية قريبة من أعلى نقطة مسجلة سابقًا عند 3,977.19 دولار، فيما شهدت عقود الذهب الآجلة لتسليم ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتقترب من 3,996 دولار للأوقية، ما زاد من ترقب المستثمرين لتجاوز الرقم النفسي 4,000 دولار. كما أشار محللو شركة أواندا، بقيادة كلفن وونغ، إلى أن احتمالات خفض أسعار الفائدة أكثر من 80% في الاجتماعات المقبلة لشهري أكتوبر وديسمبر، مما يعزز الاتجاه الصاعد في أسعار الذهب. هذا التوتر السياسي المستمر في الكونجرس يعّد عاملاً إضافيًا يرفع من جاذبية الذهب كخيار آمن، حيث يظل المعدن النفيس المنطقة المفضلة للتحوط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية المتزايدة.

الاستثمار في الذهب: أسباب ارتفاع الطلب وتحذيرات الأسواق من تباطؤ النمو

يظل الذهب استثمارًا فريدًا لا يدر عوائد مباشرة، لكنه يكتسب شعبيته في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، خصوصًا خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، حيث يسعى المستثمرون لحفظ القيمة. ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 51% منذ مطلع العام الحالي، مدعومة بطلب متزايد من البنوك المركزية وتحسن الإقبال على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي الذي زاد من الاستثمارات الفردية في المعدن النفيس، متأثرًا بالتوترات الجيوسياسية العالمية. مع ذلك، لم تغفل المؤسسات المالية عن تحذيراتها؛ فقد نبه بنك أوف أمريكا إلى احتمال وجود عقبات مقبلة على المسار الصعودي مع اقتراب السعر من 4,000 دولار، مشيرًا إلى حالة تشبع الشراء التي استمرت لمدة سبعة أسابيع وفق مؤشر القوة النسبية.

المعدن النفيسالسعر الحالي (دولار/الأوقية)تغير السعر (%)
الذهب الفوري3,971.90+0.3
الذهب الآجل (ديسمبر 2025)3,996.00+0.5
الفضة48.49-0.1
البلاتين1,619.62-0.4
البلاديوم1,325.71+0.1
  • ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن من المستثمرين
  • الجمود السياسي والتوترات الجيوسياسية في الولايات المتحدة والعالم
  • توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي
  • ارتفاع مشتريات البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المدعومة بالذهب
  • تراجع الدولار الأمريكي وارتفاع العوامل الاقتصادية غير المستقرة

أما عن التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، فلا تزال الأبواب مفتوحة أمام مزيد من الارتفاع رغم التحذيرات الراهنة، حيث يرى بنك أوف أمريكا أن المكاسب الحالية لم تبلغ بعد حجم الطفرات التاريخية التي شهدها الذهب خلال السبعينيات وبداية الألفية الجديدة، وهذا يضيف زخمًا للصعود المقبل. من جهة أخرى، قامت شركة جولدمان ساكس برفع توقعاتها لسعر الذهب في ديسمبر 2026 إلى 4,900 دولار للأوقية، مستندة إلى التدفقات القوية نحو صناديق المؤشرات وزيادة مشتريات البنوك المركزية التي تعزز الطلب على المعدن النفيس.

وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.1% مسجلة 48.49 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1,619.62 دولار، فيما ارتفع البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.1% إلى 1,325.71 دولار للأوقية، ما يعكس تباينًا في أداء المعادن رغم الزخم الكبير للذهب في الأسواق العالمية.