تراجع العملات.. انخفاض الين واليورو أمام الدولار بفعل قلق الاستقرار المالي

الهبوط الحاد في قيمة الين واليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال أكتوبر 2024 يعكس بوضوح مخاوف المستثمرين بشأن الاستقرار المالي والسياسي في اليابان وفرنسا، خاصة بعد انتخاب ساناي تاكايتشي زعيمة جديدة للحزب الديمقراطي الحاكم في اليابان واستقالة الحكومة الفرنسية الجديدة، مما أثار حالة من التقلبات في الأسواق العالمية.

تأثير انتخاب ساناي تاكايتشي على سوق العملات والين الياباني

شهد سوق العملات تراجعًا ملحوظًا في قيمة الين بعد إعلان فوز ساناي تاكايتشي زعيمة الحزب الحاكم، وهي شخصية محافظة تدعم سياسة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في تحفيز الاقتصاد عبر زيادة الإنفاق وتيسير السياسة النقدية، وقد دفع انتخابها المستثمرين إلى تقليل رهاناتهم على رفع بنك اليابان أسعار الفائدة هذا الشهر، نظرًا لتوقعات استمرار السياسة التيسيرية. ووفقًا لسارة يينج، رئيسة استراتيجيات العملات الأجنبية في “سي آي بي سي كابيتال ماركيتس” بتورنتو، فإن انتخاب تاكايتشي كان مفاجئًا للسوق، مما زاد من حالة الحذر. كما تصاعد الدولار أمام الين لأعلى مستوياته منذ أغسطس، حيث وصل إلى 150.47 ين، مسجلاً ارتفاعًا فوق 1.87% في المعاملات الأخيرة، مع احتمال تسجيل أكبر مكاسب يومية منذ مايو.

ويبقى بنك اليابان متحفظًا في توقعاته الاقتصادية، محافظًا على نمط تفاؤل حذر، لكنه أعرب عن قلقه من عدم اليقين الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها على أرباح الشركات، داعيًا إلى انتظار المزيد من البيانات الميدانية قبل اتخاذ قرار رفع أسعار الفائدة.

تراجع اليورو وأسباب انخفاضه مقابل الدولار والجنيه الإسترليني

وصل اليورو إلى أعلى مستوى له منذ إطلاقه في 1999، حيث بلغ 176.25 ين في الوقت ذاته الذي زاد فيه الدولار أمام الين، لكن هذا الصعود لم يدم طويلاً بسبب استقالة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو وحكومته، والتي أعقبت إعلان تشكيل الحكومة بساعات ليصبح بذلك أقصر فترة حكم في التاريخ الفرنسي الحديث. تسبب هذا الحدث في انخفاض اليورو أمام الدولار بنسبة 0.26% ليصل إلى 1.171 دولار، بعدما سجل في وقت سابق أدنى مستوى له منذ 25 سبتمبر عند 1.1649 دولار، كما خسر أمام الجنيه الإسترليني مسجلاً أدنى مستوياته منذ 18 سبتمبر. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.4% ليصل إلى 98.11، مما يعكس اتجاه المستثمرين لتقوية العملة الأمريكية وسط التقلبات الأوروبية.

توقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وتأثيرها على العملات العالمية

يترقب المحللون والمستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي المزمع عقده في 28 و29 أكتوبر، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يقرر المجلس خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بعد البيانات التي أظهرت تراجعًا في سوق العمل الأمريكي. كما تشير أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي إلى توقع أن البنك المركزي سيتجه إلى خفض الفائدة مرة أخرى في ديسمبر بنسبة 83%، إلا أن هذا القرار مرهون بنتائج البيانات الاقتصادية المقبلة.

• ضعف سوق العمل وتراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة
• تأثير الخفض المتوقع لأسعار الفائدة على تدفق رؤوس الأموال
• زيادة قوة الدولار مقابل العملات الأخرى في ظل السياسة النقدية المرنة

أما على صعيد العملات المشفرة، فقد سجلت عملة البيتكوين ارتفاعًا بأكثر من 2.24% لتصل إلى 125530 دولارًا، مسجلة أعلى مستوياتها عند 125835.92 دولارًا في أحدث المعاملات، مما يعكس استمرار نشاط المستثمرين في السوق الرقمية رغم التحديات الاقتصادية العالمية.