قرار التعليم.. المدارس تلزم باتخاذ خطوة غير مسبوقة في تقييم الطلاب

تسعى وزارة التعليم إلى تعزيز جودة العملية التعليمية من خلال تطبيق نظام التقويم المستمر، الذي يشكل محورًا رئيسيًا لتطوير الأداء وتحقيق العدالة بين الطلاب في مختلف المراحل الدراسية؛ حيث أصبح التقويم ممارسة يومية تبدأ منذ انطلاق الفصل الدراسي، بدلاً من الاقتصار على الاختبارات النهائية فقط وهذا التوجه يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتطوير التعليم النوعي.

كيفية تطبيق نظام التقويم المستمر وتحسين جودة التعليم

تفرض الوزارة على المدارس الالتزام باللائحة التنفيذية المعدلة لتقويم الطالب ودليل توزيع الدرجات للعام الدراسي الحالي، مع التركيز على دور المعلم في متابعة أداء كل طالب بشكل يومي من خلال تدوين ملاحظاته في سجل متابعة التقويم؛ بحيث يشكل هذا السجل أداة تساعد في الكشف المبكر عن نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، وتوجيه الدعم الملائم لهم باستمرار داخل الصف وخارجه، مع إتاحة تقييم شامل يشمل مهارات التفكير والتحليل بدلاً من مجرد حفظ المعلومات.

ملف الإنجاز ودوره في رصد مستويات الطلاب وتوثيق الأداء

كل طالب يمتلك ملف إنجاز خاص يوثق فيه كافة الشواهد والأدلة التي تعكس مستواه العلمي وسلوكه التعليمي، ويُعتمد هذا الملف كأساس لتقييم الطالب النهائي، مما يضمن موضوعية وشفافية أكبر في النتائج؛ كما يوفر الملف مرجعًا واضحًا للمعلم وأولياء الأمور لمتابعة التطور الحقيقي للطالب خلال العام الدراسي، وبالتالي يتم تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة بإصدار إشعارات إلكترونية دورية تتضمن نتائج تفصيلية لجميع المواد مرتين لكل فترة دراسية، الأمر الذي يسهل متابعة أولياء الأمور لأبناءهم واتخاذ التدابير المناسبة عند الحاجة.

فوائد نظام التقويم المستمر وآثاره على البيئة التعليمية

تتضمن هذه الآلية اختبارات شفهية وتحريرية متنوعة تجرى بعد كل وحدة أو مجموعة دروس، مع جمع درجات تراكمي يعكس مستوى الطالب بدقة، وتُرصد النتائج إلكترونيًا لضمان الشفافية ومنع التلاعب؛ وتهدف الوزارة من خلال هذا النظام إلى بناء منظومة تعليمية تفاعلية تعتمد على التعلم النشط وتنمية مهارات التفكير النقدي، بالإضافة إلى تقليل الضغط النفسي الناتج عن الامتحانات النهائية. كما تسعى الوزارة لتدريب المعلمين بشكل مكثف عبر برامج وطنية متخصصة، لضمان توحيد طرق التوثيق والتقييم في جميع المدارس، وتعزيز قدراتهم على التعامل مع النظام الجديد بكفاءة. ويأتي هذا التطور كجزء من جهود شاملة لتحديث قطاع التعليم في المملكة ورفع جودة نواتج التعلم وفق أحدث المعايير العالمية، مع رؤية مستقبلية لبناء جيل مبتكر قادر على الإبداع من خلال منظومة تقييم شاملة وعادلة ومستدامة.