3 أضعاف.. الذهب في عدن يرتفع إلى 187 ألف ريال لعيار 21 بفارق كبير عن صنعاء

تذبذبات أسعار الذهب في اليمن وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث شهدت فجوة جغرافية غير عقلانية بلغت 195% بين مدينتين داخل نفس البلد، مما يعكس أزمة عميقة في النظام الاقتصادي اليمني، ترتبط أساساً بأسعار الذهب بين عدن وصنعاء. فجرام الذهب عيار 21 يُباع في عدن بـ 187,500 ريال، بينما سعره في صنعاء لا يتجاوز 61,500 ريال، وهذا الفارق الضخم يكفي لشراء سيارة مستعملة كاملة، مما يضع التساؤلات حول أسباب وأبعاد هذه التفاوتات في سوق الذهب اليمني.

أسباب تفاقم أزمة أسعار الذهب في اليمن بسبب انقسام العملة

ترجع أزمة أسعار الذهب في اليمن بشكل رئيسي إلى انقسام العملة بين الشمال والجنوب، ما أدى إلى انفصال السوقين بالكامل تحت مظلة فوضوية. ويرى الدكتور عبدالله الصوفي، الخبير الاقتصادي اليمني، أن هذه الأزمة أسوأ بكثير من أزمة 2015 التي شهدت تضاعف الأسعار خلال أسبوع واحد، حيث تسبب الانهيار الحالي في دمار منظومة اقتصادية بأكملها، متسبباً في اختلاف أسعار الذهب بشكل مذهل بين مناطقه المختلفة. وفي عدن تحديدًا، يصل هامش ربح التجار إلى 15,400 ريال للجرام الواحد، وهو مبلغ يفوق راتب موظف حكومي لثلاثة أشهر متواصلة.

المدينةسعر جرام الذهب عيار 21 (بالريال اليمني)
عدن187,500
صنعاء61,500

تأثير ارتفاع أسعار الذهب على اليمنيين وسط الأزمة الاقتصادية

في ظل تفاقم أزمة أسعار الذهب في اليمن، تواجه العديد من الأسر مأساة مستمرة، حيث نرى معلمة متقاعدة كأم محمد من صنعاء تضطر لبيع ذهبها التراثي الذي ورثته عن جدتها لتسديد فاتورة كهرباء واحدة فقط، في مشهد يعكس معاناة ملايين اليمنيين. كثير من العائلات تنتظر أمام محلات الصاغة حاملين مدخراتهم الذهبية، تحتدم العيون بالدموع، والأمل يبدو بعيدًا، بينما يحقق التجار أرباحًا هائلة جراء الفارق الكبير بين الأسعار. هذا الواقع يغير معاني الذهب من رمز للفرح والزينة إلى ملاذ أخير للنجاة وسط أزمة تزهق معها الأحلام وتتلاشى المتطلبات اليومية بشكل مؤلم.

  • الفارق الكبير في سعر الذهب بين عدن وصنعاء
  • ارتفاع الأرباح الهائلة في تجارة الذهب
  • معاناة اليمنيين من ارتفاع الأسعار وانعدام السيولة
  • تحول الذهب من رمز احتفال إلى ملاذ مالي

مستقبل أسعار الذهب في اليمن والحلول المطروحة لإنهاء الأزمة الاقتصادية

مع وصول أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية وارتفاعها المتسارع في اليمن، يقف المواطنون عند مفترق طرق يحتم اتخاذ قرارات هامة بين توحيد الأسعار والعملات لإنقاذ الاقتصاد الوطني، أو الرضوخ لاستمرار السوقين المنفصلين بمستويات متفاوتة. السؤال الرئيسي يبقى: متى ستتوقف هذه التقلبات الأسطورية التي حوّلت الذهب من بركة مالية إلى لعنة تعيش بها ملايين الأسر؟

الحلول العملية تتركز حول النقاط التالية:

  • توحيد العملة بين شمال وجنوب اليمن لتفادي التفاوتات السعرية
  • تنظيم سوق الذهب بآليات رقابية واضحة تضمن الاستقرار
  • توفير الدعم للفئات الضعيفة التي تضطر لبيع مدخراتها الذهبية
  • مراقبة الأسواق العالمية لربط الأسعار المحلية بأسعار الذهب الدولية المعتمدة

هذه التدابير قد تساهم في حماية المدنيين من الخسائر الكبيرة التي تسببها الأزمات الاقتصادية المتتالية، وتجعل الذهب من جديد وسيلة لتعزيز الثروة والادخار لا وسيلة لزيادة الفقر والاحتياج.