ميزة التحكم.. كيف تفوقت أندرويد على Rabbit R1 في تقنية التحكم بالحواسيب

التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد هو خطوة جوجل الرائدة نحو تحويل الهواتف الذكية إلى منصات أكثر ذكاءً واعتمادًا على الأتمتة الذكية. هذه الميزة الجديدة تهدف إلى تقديم تجربة “مساعد ذكي عامل بالوكالة” يمكنه تعزيز أداء النظام بشكل ملحوظ، من خلال بناء إطار يعتمد على خدمة “إدارة الأجهزة الافتراضية” لضمان التحكم الآمن. التفاصيل تشير إلى وجود خيارات متعددة، سواء بالتحليل المحلي للبيانات أو إرسال التحكم إلى خوادم سحابية بعيدة، ما قد يعيد تعريف العلاقة بين المستخدم وجهازه الذكي تمامًا.

التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد: من تجربة Rabbit R1 إلى إبتكار جوجل

ميزة التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد تأتي كنتيجة طبيعية للتجارب السابقة التي أجرتها جوجل مثل مشروع Project Astra، الذي عرض خلال مؤتمر Google I/O مساعدًا ذكيًا قادرًا على التفاعل البصري والتحكم الكامل في الهاتف بدون لمس، من قراءة المستندات إلى تشغيل الفيديوهات على يوتيوب، رغم بطء التجربة ورؤية العرض المسرّع. تشترك هذه الفكرة مع جهاز Rabbit R1، الذي حاول إطلاق مساعد صوتي لتنفيذ المهام عن بُعد دون تحقيق نجاح تجاري كبير، إذ إن ميزة التحكم بالحاسوب تدمج نفس المفهوم داخل نظام أندرويد بطريقة أكثر أمانًا واندماجًا ضمن البنية التحتية للنظام.

نظام التحكم بالحاسوب الذكي لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد

بناءً على تحليل شيفرة نظام Android 16 QPR2، يعتمد التحكم بالحاسوب على خدمة “إدارة الأجهزة الافتراضية” Virtual Device Manager، التي تتيح إنشاء شاشات افتراضية لتشغيل التطبيقات والتحكم بها عن بُعد. تحتوي هذه الميزة على عدة مكونات رئيسية:

• إنشاء “جلسة تحكم بالحاسوب” لاستضافة التطبيق المطلوب أتمتته على شاشة افتراضية موثوقة.
• إدارة إدخال اللمسات ومفاتيح التحكم باستخدام أجهزة إدخال افتراضية.
• عرض محتوى الشاشة وتحليله بالذكاء الاصطناعي لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
• دعم ميزة المرآة (Mirroring) لشاشة تحكم تفاعلية تتيح مراقبة الجلسة دون تعطيلها.

ما يميز هذا النظام هو طلبه إذنًا خاصًا جديدًا باسم ACCESS_COMPUTER_CONTROL يقتصر على التطبيقات الموقعة من جوجل أو الشركة المصنعة، ما يحدد نطاق الاستخدام بشكل آمن ويمنع استغلاله من تطبيقات الطرف الثالث، وهو أمر يوازن بين قابلية الأتمتة وحماية خصوصية المستخدم.

هل يصبح أندرويد منصة متكاملة للوكلاء الذكيين مع التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد؟

تفاصيل طريقة التنفيذ في التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد ما تزال قيد التطوير، لكن البنية التقنية تشير إلى احتمالين رئيسيين؛ الأول يعتمد على تحليل واجهات التطبيقات محليًا باستخدام نماذج مصممة للأداء على الجهاز مثل Gemini Nano، ما يحافظ على الخصوصية لكنه قد يزيد من استهلاك الطاقة. الثاني يتعلق بإرسال بيانات التحكم إلى خوادم بعيدة تتولى معالجة المهام بشكل سحابي، ما يوفر كفاءة أكبر لكنه يتطلب اتصالًا مستمرًا واعتمادية على السحابة.

هذا الإطار الجديد قد يصبح أول بنية متكاملة لدمج وكلاء الذكاء الاصطناعي داخل نظام أندرويد نفسه، مما يلغي الحاجة إلى تطبيقات الأتمتة المعقدة مثل Tasker. في حال تبني جوجل لهذا التوجه رسميًا مع إصدار أندرويد 17، لن تظل الأجهزة المحمولة مجرد أدوات تفاعلية تعتمد على المستخدم المباشر، بل تتحول إلى بيئات ديناميكية قادرة على تنفيذ المهام الروتينية بوعي سياقي متطور.

التأثير الأوسع للتحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد يتجاوز الهواتف

تنسجم ميزة التحكم بالحاسوب لتفعيل الذكاء الاصطناعي في تطبيقات أندرويد مع استراتيجية جوجل الرامية لبناء منظومة تشغيل موحدة تمتد من الهواتف إلى أجهزة Chromebook والساعات الذكية وحتى السيارات عبر Android Auto، ما يفتح الباب أمام مساعدين ذكيين ليسوا مقتصرين على الأوامر الصوتية فقط، بل هم أنظمة تنفيذية قادرة على التعامل مع مهام معقدة بشكل تلقائي ومرئي.

هذه الخطوة تعيد صياغة تجربة المستخدم مع الأجهزة الذكية، حيث تنتقل من أجهزة تعتمد على نقرات متكررة إلى شركاء افتراضيين يتمكنون من التفاعل مع التطبيقات بنفس طريقة المستخدم، لكن بسرعة أعلى وبذكاء مطور؛ ومع أن التحديات التقنية في السرعة، الدقة، والأمان ما تزال قائمة، فإن ما يجري اليوم في أندرويد يمهد الطريق لتحول جذري في مفهوم الاستخدام نحو عصر “الوكلاء الآليين” (Agentic AI).