إسقاط سياسي.. كيف حملت عبارة “يتربى في عزو” مدلولاً سياسيًا خفيًا؟

يتربى في عزو: المسلسل الذي يكشف إسقاطات سياسية عميقة من خلال دراما كوميدية

مسلسل يتربى في عزو لا يقتصر على كونه عملاً ترفيهياً بسيطاً بل يحمل بعدًا سياسيًا واجتماعيًا مهمًا يبرز من خلال شخصياته وأحداثه، كما أوضح الفنان يحيى الفخراني خلال حديثه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” على قناة “mbc مصر”. يتميز هذا المسلسل بإسلوب مختلف عن نمط الأعمال التي قدمها الفخراني؛ إذ يؤكد أن المخرج مجدي أبو عميرة رأى فيه عملًا عميقًا يحمل رسالة ثقيلة ويُسلط الضوء على واقع مسؤولين فاسدين يؤثرون سلبًا على المجتمع.

إسقاطات سياسية في مسلسل يتربى في عزو تعكس واقع الفساد

من خلال شخصية حمادة عزو، يعمد المسلسل إلى توجيه انتقاد حاد للمسؤولين الفاسدين الذين يُفسدون مؤسسات الدولة. يشرح الفخراني أنه استوحى هذا الطرح من الوضع السياسي الذي كان يمر به البلد في ذلك الوقت، حيث قال: “أيامها كان في كذا مسئول (بايظ)، وشغلني فكرة لما الابن يبقى (بايظ) فما بالك بالأب، اللي هو (السلطة)”، مضيفًا أن هذه الفكرة كانت محور الحكاية التي يرصدها المسلسل بدقة شديدة. المشاهد تتطور ليشعر المشاهد بالرسالة السياسية التي يحملها العمل وسط حبكة درامية كوميدية مؤثرة.

أبعاد كوميدية حقيقية في يتربى في عزو: بين المواقف الصادقة والضحكات غير المصطنعة

يفضل يحيى الفخراني الكوميديا الذكية التي تبني مواقف حقيقية ذات عمق بدلاً من النكت السطحية أو الهزلية التي لا تثير الضحك الحقيقي. وأكد أنه أحب شعبية سمير غانم بسبب قدرته على إشعار الجمهور بالضحك من خلال مواقف طبيعية وليس من خلال الاعتماد على النكت فقط، وهو ما ساعده في تقديم مسرحية مع غانم مليئة بالضحك الصادق. هذا الأسلوب انعكس كذلك في مسلسل يتربى في عزو، فأحداث المسلسل تسير في إطار كوميدي يحمل في طياته نقدًا اجتماعيًا حازمًا.

شخصيات متعددة الأبعاد وقصة حمادة عزو التي تعكس صراعات الحياة

يروي المسلسل قصة حمادة عزو الرجل المستهتر متعدد العلاقات، والذي نتجت شخصيته من اهتمام والدته المفرط، ما جعله عاجزًا عن تحمل المسؤولية الحقيقية ويدخل في صدام متزايد مع واقعه. ترافقه ابنة عمه نوال التي تحاول جاهدة أن تساعده في تنظيم حياته وتطوير شخصيته. يشارك في العمل نخبة من النجوم مثل كريمة مختار، نهال عنبر، رانيا فريد شوقي، ياسر جلال، وانتصار، سامح الصريطي، وأشرف عبد الغفور، ومن تأليف يوسف معاطي وإخراج مجدي أبو عميرة.

في النهاية، يتربى في عزو ليس مجرد مسلسل يعرض حياة رجل مستهتر؛ إنه لوحة فنية تدمج بين الكوميديا والتراجيديا، وتبرز من خلالها تعقيدات الحياة السياسية والاجتماعية في قالب درامي جذاب، ما يجعله تجربة فريدة تستحق المتابعة والتأمل.