420 كم.. كويكب يقترب من الأرض ويحلّق فوق أنتاركتيكا بمسافة أقل من الطائرات

كويكب 2025 TF يقترب من الأرض على ارتفاع 419 كيلومتراً فقط، مسجلاً ثاني أقرب مرور معروف لكويكب قريب من كوكبنا؛ هذا الحدث الفلكي يعكس أهمية تطوير تقنيات الدفاع الكوكبي لمراقبة مثل هذه الأجسام الصغيرة التي قد تهدد الأرض دون سابق إنذار.

كويكب 2025 TF وثاني أقرب مرور لكويكب قريب من الأرض

في واحدة من أبرز الظواهر الفلكية، اجتاز كويكب 2025 TF مسافة قصيرة للغاية بلغت 419 كيلومتراً فوق سطح الأرض، بالقرب من القارة القطبية الجنوبية، أثناء مرور حدث في الساعات الأولى من يوم الأول من أكتوبر 2025 حسب التوقيت العالمي. وبذلك يصبح هذا الكويكب ثاني أقرب مرور يتم تسجيله ضمن التاريخ الفلكي، محققاً رقماً فاق معظم اللقاءات السابقة، ولا يتفوق عليه سوى كويكب 2020 VT4 الذي اقترب في مطلع عام 2020. هذا القرب غير المسبوق يجعل من كويكب 2025 TF نقطة محورية لفهم أجسام النظام الشمسي التي تقترب من الأرض والتي تشكل خطراً محتملاً في المستقبل القريب.

الكويكب تم رصده للمرة الأولى في مرصد كيت بيك في أريزونا بعد مرور الكويكب بوقت أقل من ست ساعات؛ ما يدل على أن اكتشاف الأجسام التي تقترب من الأرض بشكل سريع يمثل تحدياً كبيراً. حجم الكويكب يُقارب طول سيارة متوسطة، ما يجعله كائناً صغيراً لكنه خطير بسبب سرعة حركته البالغة نحو 75,200 كيلومتر في الساعة؛ سرعة تتجاوز بكثير سرعة الطائرات النفاثة التقليدية.

تفاصيل حركة كويكب 2025 TF وأهمية المراقبة الدقيقة

سُجل كويكب 2025 TF وهو يقترب ضمن مسافة 0.02 من “المسافة القمرية” (LD)، وهي وحدة معتمدة لقياس الاقتراب النسبي للكويكبات إلى الأرض، وتعادل حوالي 6,790 كيلومتراً من مركز الكوكب. هذه المسافة تُحيله إلى خانة الكويكبات الاستثنائية التي لا تمر إلا نادراً، مثل كويكبات 2024 XA و2020 QG التي أثارت دهشة العلماء وقتها. سرعة هذا الكويكب تجعل اكتشافه قبل اقترابه شبه مستحيل دون وجود تقنيات متقدمة للرصد.

الاكتشاف المتأخر يؤكد وجود فجوات كبيرة في الأنظمة الراهنة لمتابعة الأجرام السماوية الصغيرة قبل حدوثها، ما استدعى طرح أسئلة حيوية حول تطوير آليات الرصد والكشف المبكر، إذ لا بد من تحديث التقنيات المتداولة لتقليل الزمن الفاصل بين الكشف والاقتراب الفعلي مثل:

• تعزيز شبكة المراقبة الفضائية بكاميرات وأجهزة حساسة أكثر تطوراً
• تنفيذ برمجيات تحليل متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمدارات بدقة أعلى
• التركيز على رصد الأجرام الصغيرة جداً التي عادةً ما تغيب عن الرصد المبكر

مدار كويكب 2025 TF: التحديات والفرص لتطوير تقنيات الدفاع الكوكبي

ينتمي كويكب 2025 TF إلى عائلة كويكبات مجموعة أبولو، التي تتميز بمداراتها المتقاربة مع مدار الأرض، ويشكل مداره امتداداً بين 0.67 وحدة فلكية في الحضيض وحتى 2.56 وحدة فلكية في الأوج، مع فترة دورانية تقارب السنتين. مع ذلك، هناك مستوى عالٍ من عدم اليقين في تحديد مداره بدقة، نظراً إلى أن الحسابات الأولى اعتمدت على يوم واحد فقط من الرصد. هذا الأمر يحث المراصد العالمية على مواصلة المراقبة المتواصلة خلال الفترة القادمة لتعزيز تطابق البيانات وتحسين التنبؤ بالمسار المحتمل.

تكشف هذه الحقائق المعدودة عن هشاشة كوكبنا تجاه هذه الأجسام السماوية الصغيرة التي تنشأ فجأة وتقترب بسرعة مذهلة؛ لتؤكد أهمية الاستثمار في تقنيات الدفاع الكوكبي التي تشمل أنظمة رصد مبكرة وتحليل بيانات أسرع وأكثر دقة، وكذلك تطوير خطط دفاعية واستراتيجية للاعتراض في حالات الطوارئ. تحدي اليقظة والرصد هو أول وأهم درع يحمي البشرية من مخاطر الأجرام الفضائية غير المتوقعة.