انخفاض الدولار.. تراجع مستمر لقيمة العملة الأمريكية مقابل الجنيه المصري في البنوك الخميس

تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم يعكس تحولًا ملحوظًا شهدته السوق المالية في 2 أكتوبر 2025، حيث وصل الدولار لأدنى مستوياته منذ عدة أسابيع داخل عدد من البنوك المصرية، وسط توقعات بمزيد من الاستقرار في سوق الصرف مع تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي وتزايد التدفقات الدولارية، مما يشير إلى اتجاه إيجابي في قيمة الجنيه أمام العملة الأمريكية.

مستوى تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك المصرية

بحسب بيانات البنك المركزي المصري، تراجع سعر الدولار ليصل إلى 47.69 جنيه للشراء، و47.83 جنيه للبيع، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالفترات السابقة، ويُعتبر هذا التراجع جزءًا من الموجة التصحيحية المصاحبة لتحسن مصادر النقد الأجنبي. في البنك الأهلي المصري، أكبر البنوك الحكومية، وصل سعر الدولار إلى 47.74 جنيه للشراء، و47.84 جنيه للبيع، مماثلاً للسعر المسجل في بنك مصر، ما يدل على استقرار قيمة الدولار في البنوك الكبرى. وعلى نفس المنوال، استقر سعر الدولار في بنك القاهرة عند 47.74 جنيه للشراء و47.84 جنيه للبيع، بينما شهد البنك التجاري الدولي (CIB) انخفاضًا طفيفًا ليصل إلى 47.68 جنيه للشراء و47.78 جنيه للبيع، وهو من أقل المستويات المسجلة اليوم. كما حافظ بنك الإسكندرية على تقارب السعر مع البنوك السابقة، عند 47.74 جنيه للشراء و47.84 جنيه للبيع، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في السوق الرسمية.

العوامل المؤثرة في تراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري

يرى خبراء المال والأسواق أن انخفاض الدولار أمام الجنيه المصري يعكس شعورًا بالاطمئنان لدى المستثمرين نتيجة زيادة المعروض من النقد الأجنبي، والذي جاء مدعومًا بعدة عوامل حاسمة منها ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وزيادة حصيلة الصادرات غير البترولية، فضلًا عن تحقيق الإيرادات السياحية قفزات كبيرة في الأشهر الأخيرة. إلى جانب ذلك، ساهمت الإجراءات الحكومية الأخيرة التي هدفت إلى حوكمة الاستثمارات العامة وتحفيز الاستثمارات الخاصة في ضخ المزيد من السيولة الأجنبية داخل السوق، مما أدى بشكل مباشر إلى استقرار سعر الصرف. كما أن استمرار البنك المركزي المصري في اعتماد سياسة نقدية متوازنة، والحفاظ على مستويات مرتفعة من الاحتياطي النقدي التي تجاوزت 49 مليار دولار، أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في استقرار العملة المحلية أمام الدولار خلال الربع الأخير من عام 2025.

• زيادة المعروض من النقد الأجنبي
• ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج
• نمو الصادرات غير البترولية
• ارتفاع الإيرادات السياحية
• الإجراءات الحكومية لدعم السيولة الأجنبية
• السياسة النقدية المتوازنة للبنك المركزي
• تصاعد الاحتياطي النقدي لأكثر من 49 مليار دولار

التوقعات المستقبلية لسعر الدولار أمام الجنيه المصري

يتوقع محللون بأن يواصل سعر الدولار تراجعه التدريجي أمام الجنيه المصري في الفترة القادمة، وذلك في حال استمرار زيادة التدفقات الدولارية خاصة من قطاع السياحة والصادرات، بالإضافة إلى تدفقات الاستثمارات الخليجية المباشرة. ومن المتوقع أن تشهد السوق تحسنًا إضافيًا مع دخول الاستثمارات الإماراتية والسعودية التي أُعلنت مؤخرًا من قبل الحكومة، والتي تستهدف قطاعات الصناعة، العقارات، والبنية التحتية، مما سيعزز من قوة الجنيه ويحد من الضغوط التضخمية. وقال مصرفيون إن استقرار سعر الدولار عند المستويات الحالية يعد مؤشرًا على نجاح الإجراءات الإصلاحية في تحقيق التوازن بين العرض والطلب على العملات الأجنبية، الأمر الذي يضمن استقرار السوق ويقلل من فرص المضاربات. تعكس هذه التطورات مؤشرات إيجابية على قدرة الاقتصاد المحلي على جذب تدفقات نقدية أجنبية متنوعة، مع استمرار توقعات بتحسن القيمة الشرائية للجنيه حال استمرار الحكومة في تنفيذ إصلاحاتها المالية والنقدية، وضبط السياسات الاقتصادية بما يتماشى مع أهداف الاستقرار والنمو المستدام.