الأضخم والأكثر سطوعًا.. “بدر الحصاد” يضيء سماء المملكة بأروع عرض فلكي الثلاثاء

بدر الحصاد العملاق ظاهرة فلكية نادرة تجذب أنظار الراصدين في سماء المملكة، حيث يكتمل القمر يوم الثلاثاء فجرًا، محققًا لمعانًا يعزز من جمال سماء الخريف ويشكل حدثًا فريدًا في عالم الفلك. هذا القمر العملاق يشكل بداية سلسلة من الأقمار الكبيرة التي ستستمر خلال أشهر الشتاء المقبلة، مما يجعل مراقبته تجربة بصرية استثنائية.

توقيت وتفاصيل ظاهرة بدر الحصاد العملاق في أكتوبر 2025

حسب رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، يُكتمل بدر الحصاد العملاق عند الساعة 6:47 صباحًا بتوقيت الأردن، وهو الوقت الذي يلي تقريبًا غروب القمر بلونه الأحمر خلف الأفق الغربي بعشر دقائق فقط. يحدث اكتمال القمر في برج الحوت، ويُعد هذا البدر الأكبر والأكثر إشراقًا ضمن ظواهر الأقمار العملاقة لعام 2025، ويتبعه بدران عملاقان في الخامس من تشرين الثاني والرابع من كانون الأول. وتسمية “بدر الحصاد” مستمدة من قربه الزمني من الاعتدال الخريفي (22 أيلول)، وقد ارتبط هذا الاسم أساسًا بمواسم الحصاد في الحضارات الأنجلوساكسونية. يتميز هذا القمر بأنه يظهر متكررًا لأيام متتالية في توقيتات متقاربة، وهو أمر ملحوظ بشكل خاص في المناطق ذات خطوط العرض العليا.

التأثيرات البيئية والفلكية لبدر الحصاد العملاق وأبعاده الفلكية

تُظهر الحسابات الفلكية أن المسافة بين الأرض والقمر صباح يوم الثلاثاء تبلغ حوالي 361,458 كيلومترًا، مع نسبة حضيض قمرية تعادل 96.5%، ما يجعله بدرًا عملاقًا بالمقاييس الفلكية، حيث يبدو أكبر بحوالي 14% وأكثر سطوعًا بنسبة 30% مقارنة بالبدر العادي عند الأوج. يرتفع القمر ويغرب بين 6:36 صباحًا و18:17 مساءً، مما يتيح إطلالة طويلة مشابهة للنصف الكامل من اليوم القمري. على صعيد البيئة، يزيد تأثير الجاذبية القمرية على المد والجزر بشكل طفيف، مثلما يحدث في خليج العقبة حيث يرتفع المد بنحو 18 سنتيمترًا فوق المستوى الربيعي المعتاد، مع تأثيرات إضافية للسطوع القمري تعزز الإضاءة الليلية وتشجع على ممارسة الأنشطة الخارجية وأعمال الحصاد.

الوقتالمسافة بين الأرض والقمر (كم)
صباح الثلاثاء361,458
الأوج التالي (24 تشرين الأول)406,445
الحضيض التالي (8 تشرين الأول)359,819

الخرافات والحقائق حول تأثيرات بدر الحصاد العملاق على البيئة والحياة اليومية

رغم أن بدر الحصاد العملاق يُعتبر ظاهرة فلكية طبيعية بحتة، فقد ارتبط عبر التاريخ بالعديد من الخرافات والأساطير التي تنسب له تأثيرات غير واقعية مثل زيادة معدلات الجرائم أو الكوارث الطبيعية، لكن الدراسات الحديثة تؤكد أن تأثير هذا القمر يُقتصر على فروقات بسيطة في المد والجزر لا تتجاوز بضعة سنتيمترات مع سطوع أعلى. على اليابسة، تزداد الإضاءة الليلية بفعل هذا البدر بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالبدر العادي، ما قد يؤثر بشكل طفيف في سلوك الحيوانات الليلية كالخفافيش والطيور المهاجرة والحشرات، وكذلك قد يسبب اضطرابات طفيفة في النوم لدى البعض. هذه التأثيرات تبقى ضمن الحدود الطبيعية، ولا ترتبط بشكل مباشر بأي تأثيرات كارثية. وفي حالات تزامن البدر مع عواصف جوية قوية، قد يُسبب تضخيمًا محدودًا في الفيضانات الساحلية، لكنه يظل عاملًا ثانويًا لا يؤثر جذريًا على البيئة.

  • زيادة الإضاءة الليلية وتأثيرها على الحيوانات والإنسان
  • تأثير بسيط على المد والجزر خاصة في المناطق البحرية مثل خليج العقبة
  • نفي الارتباط بين البدر العملاق والكوارث الطبيعية أو الزلازل
  • توفير فرصة مثالية لمراقبة وتصوير القمر في لحظات شروق وغروب مميزة

بدر الحصاد العملاق يقدم مشهدًا فلكيًا خلابًا يُذكرنا بعجائب الكون وتناغم حركاته الدقيقة دون أن يكون مصدرًا لأي تأثيرات غير طبيعية، حاملًا معه ضوءًا يزيد اللحظات الليلية جمالًا ويجعل من مراقبته تجربة لا تُنسى لطالبي الاستمتاع بعظمة الفضاء.