385 مليون عام.. غابة القاهرة الأحفورية تكشف دور الأشجار في تغيير الغلاف الجوي القديم

أقدم غابة متحجرة في نيويورك عمرها 385 مليون سنة تعود إلى حقبة الديفوني، تكشف عن جذور وسيقان أشجار ضخمة من جنس Archaeopteris التي لعبت دوراً محورياً في تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون ودعم نشأة الأنظمة البيئية الأولى على اليابسة، متقدمة بعشرات الملايين من السنين على أقدم الاكتشافات السابقة.

أشجار Archaeopteris في أقدم غابة متحجرة في نيويورك وأثرها على تطور الغابات الحديثة

يُعد اكتشاف أقدم غابة متحجرة في نيويورك الذي يبلغ عمرها نحو 385 مليون سنة بمثابة نافذة على عصر الديفوني الذي شهد ظهور أول النظم البيئية المعقدة على اليابسة، وتحديداً عبر غابة القاهرة الأحفورية الواقعة بالقرب من بلدة القاهرة، حيث عثر العلماء على جذور وسيقان متحجرة تعود لأشجار ضخمة من جنس Archaeopteris المنقرض، والتي تميزت بسيقانها السميكة وأوراقها الشبيهة بالسراخس، إضافةً لشبكة جذور واسعة امتدت لمسافة تصل إلى 11 متراً من الجذع الرئيسي. تلك البنية المعمارية للنباتات لم تكن مجرد تفاصيل نباتية جامدة، بل شكلت الركيزة الأساسية التي تسببت في إنشاء الغابات التي نعرفها حالياً، والتي نجم عنها بدورها تغيير شكل الكوكب من حيث الغطاء النباتي والتوازن البيئي.

دور أقدم غابة متحجرة في نيويورك في خفض ثاني أكسيد الكربون وتأثيراتها البيئية

وجود هذه الأشجار في أقدم غابة متحجرة في نيويورك لم يكن مجرد حدث تاريخي بحت، بل مثّل نقطة فاصلة في مسيرة تغير كيمياء الأرض والغلاف الجوي؛ حيث ساهمت جذور أشجار Archaeopteris بشكل فعال في امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، ما أدى إلى انخفاض هذه الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتغيير المناخ العالمي بشكل كبير، كما حفزت جذورها تعرية الصخور التي وفرت أيونات الكربونات الأساسية لتكوين طبقات الحجر الجيري في قيعان المحيطات. لذلك يمكن اعتبار هذه الغابة “مهندساً جيولوجياً” ساعدة في إعادة التوازن الكوكبي، وما يزيد من قيمة هذا الاكتشاف أنه يقدم دليلاً حياً على الروابط الوثيقة التي تجمع بين تطور النبات ودورة الكربون التي تحدد المناخ.

أهمية أقدم غابة متحجرة في نيويورك لفهم تاريخ النظم البيئية ونشوء التنوع الحيوي

تتواجد غابة القاهرة الأحفورية كأقدم سجل معروف لوجود أشجار من نوع Archaeopteris، متفوقة في عمرها بما يزيد على 20 مليون سنة على اكتشافات أخرى من نفس الحقبة؛ فقد كان أقدم سجل سابق يعود إلى 365 مليون سنة، أما في إنجلترا فتم العثور على نباتات مشابهة عمرها حوالي 390 مليون سنة، مما يوفر إطاراً شاملاً لفهم كيف نشأت النظم البيئية وتطورت مع مرور الزمن وتحوّل اليابس إلى بيئة خصبة للحياة. وتدل المقارنات العلمية بين المواقع المختلفة على الدور الأساسي للغابات في إطلاق العنان للتنوع البيولوجي واستقرار المناخ العالمي، ويتطابق هذا مع دور غابة غيلبوا المجاورة التي كانت محور نقاش طويل بين العلماء حول أقدم الغابات في قارة أمريكا الشمالية، حيث يأتي اكتشاف أقدم غابة متحجرة في نيويورك ليعيد تشكيل الفهم العلمي ويوسع نطاق دراسة الظروف البيئية لتلك الحقبات.

• تحديد عمر أقدم غابة متحجرة وتاريخها الدقيق
• تحليل بنية الأشجار وشبكة الجذور
• تأثير الغابات الأحفورية على تغير مستويات ثاني أكسيد الكربون
• دور الغابات الأحفورية في نشوء التنوع البيولوجي والنظام البيئي
• مقارنة المواقع الأحفورية المختلفة لتعريف نشأة الأنظمة البيئية

تكمن القيمة العلمية لأقدم غابة متحجرة في نيويورك في كونها تمثل مختبراً طبيعياً يوضح كيف نشأت البيئات المعقدة الأولى عبر التفاعل بين النباتات والتربة والغلاف الجوي، حيث تقدم دليلاً واضحاً على تشكل التربة وتعقيد نظام الجذور النباتية التي شكلت بنية أساسية للتحكم في دورة الكربون والمناخ، ومع تراكم الأبحاث، تتجلى هذه الغابات القديمة كأرشيف حي يعكس ديناميكية التوازن البيئي عبر الزمن، مما يعزز من فهمنا لتأثير الطبيعة الخصب في تغييرات الأرض المستمرة.