رقم قياسي جديد.. الذهب يرتفع وسط أزمة الشلل المالي في الولايات المتحدة

قفزت أسعار الذهب عالميًا اليوم إلى مستوى قياسي تجاوز 3,900 دولار للأونصة، مع تصاعد القلق العالمي بسبب شلل الحكومة الأمريكية وتأجيل بيانات التوظيف الهامة، مما زاد من الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل التوتر الاقتصادي والسياسي. هذا الارتفاع يعكس تأثير الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تعطيل المصالح الأمريكية.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب على الاقتصاد وسط شلل الحكومة الأمريكية

بدأ الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بعد فشل الكونغرس والرئيس في التوصل إلى اتفاق على الموازنة الفيدرالية، مما أدى إلى تعطيل آلاف المؤسسات وتسريح مئات الآلاف من الموظفين، وتأجيل صدور بيانات التوظيف التي تعتمد عليها سياسات الاحتياطي الفيدرالي بخصوص الفائدة. أثار هذا التوقف مخاوف تباطؤ الاقتصاد الأمريكي واهتزاز الثقة في قدرة واشنطن على إدارة ملفاتها المالية، وهو ما انفجر بدوره إلى أسواق الذهب والعملات، مسلطًا الضوء على ارتفاع أسعار الذهب كونه رد فعل مباشر على الأزمات الاقتصادية.

التكلفة الاقتصادية لارتفاع أسعار الذهب وسط الأزمة الحكومية الأمريكية

من الناحية التاريخية، يُعد الإغلاق الحكومي الأمريكي بمثابة نزيف اقتصادي واضح؛ فقد بلغ إغلاق 2018-2019 الذي استمر لفترة غير مسبوقة، خسائر بلغت نحو 11 مليار دولار وفقًا لمكتب الموازنة في الكونغرس، منها 3 مليارات لم تُعوَّض. وكل أسبوع إضافي من الإغلاق الحالي يُتوقع أن يُكلف الاقتصاد الأمريكي مليارات الدولارات بسبب توقف الإنفاق الفيدرالي. يعكس ارتفاع أسعار الذهب هذا الواقع الاقتصادي الصعب ويُظهر الملاذ الآمن للمستثمرين في ظل هذه الضغوط المالية والسياسية.

الذهب والرابح الأكبر من ارتفاع أسعاره وسط الأزمة الأمريكية وتأثيرها على المستثمر العربي

شهد الذهب اليوم دفعًا قويًا بدعم مزدوج: ضعف الدولار أمام العملات الأخرى وتوقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لدعم الاقتصاد المتضرر، حيث تواجه الأسواق المالية مخاطر تقلبات كبيرة وعجزًا محتملاً في السداد إذا لم يتم رفع سقف الإنفاق أو الدين. تحركات أهم الأسواق العالمية شهدت انخفاضًا في الأسهم الأمريكية مثل S&P 500 وناسداك، وتذبذبًا في عوائد السندات، بينما هدد انخفاض الطلب على النفط الاستقرار الاقتصادي العالمي. تدفق المستثمرين نحو الذهب، وكذلك الين الياباني والفرنك السويسري، يعكس اتجاهًا واضحًا نحو الأصول الآمنة.

  • المستثمر العربي يتأثر بارتفاع أسعار الذهب محليًا في مصر، السعودية، والإمارات تماشيًا مع الصعود العالمي للأونصة.
  • الذهب يظل خيارًا تحوطيًا موثوقًا في أوقات التوتر السياسي والاقتصادي.
  • استراتيجية ذكية للمستثمر تتضمن الشراء التدريجي مع مراقبة تحركات الدولار والأسواق العالمية لتفادي المخاطر.

التحليل الفني لأسعار الذهب يشير إلى مقاومات عند مستويات 4000، 4100، ثم 4300 دولار، في حين تحديد مناطق الدعم عند 3850 و3700 دولار يؤكد بقاء الذهب في دائرة الترابط مع التطورات الاقتصادية والسياسية التي تحكم توقعات السوق، مما يجعل ارتفاع أسعار الذهب مستمرًا طالما استمرت الأزمة الحكومية الأمريكية ومخاوف تباطؤ الاقتصاد في الواجهة.

مستوى المقاومةمستوى الدعم
4000 دولار – 4100 دولار – 4300 دولار3850 دولار – 3700 دولار

تعكس تصريحات الخبراء تنوع الرؤى مع اتفاقهم على تأثير الأزمة الحكومية في تعزيز قيمة الذهب، فـ Edward Meir يؤكد أن الإغلاقات الحكومية تضر بسمعة الولايات المتحدة وتضغط على الدولار مما يعزز الذهب في الأسواق، بينما يحذر Mark Zandi من تأثير الإغلاق على عمل الاحتياطي الفيدرالي وثقة المستثمرين إذا طال مدة الإغلاق، على عكس Matt Orton الذي ينصح المستثمرين بالتركيز على الأسس الاقتصادية وتجنب الهلع السياسي، فيما يرى Rahul Kalantri أن التأثير المكثف لاسمرار الإغلاق على أسعار الذهب يكون محتملًا فقط إذا استمر لأكثر من أيام معدودة.

الإغلاق الحكومي الأمريكي أصبح المحرك الأساسي لارتفاع أسعار الذهب عالميًا، وهو ما يعكس انسحاب رؤوس الأموال من الأصول ذات المخاطر العالية نحو المنصات الأكثر أمانًا، مع استمرار المستثمر العربي والعالمي في الترقب لحل سياسي يعيد الاستقرار للأسواق ويوازن بين المتغيرات الاقتصادية الحالية.