ارتفاع الذهب.. سعر عيار 24 يرتفع مستمرًا وتوقعات تحليلية تكشف تفاصيل الأسواق القادمة

يشهد سوق الذهب في مصر ارتفاعًا مستمرًا في الأسعار مدفوعًا بشكل أساسي بالصعود العالمي لسعر الأونصة، الذي أصبح له الدور الأكبر في تحديد القيمة المحلية للذهب. وعلى الرغم من تقلبات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار في البنوك، إلا أن تأثير هذا التغير بات أقل حدة، حيث أن الارتفاع العالمي في أسعار الذهب يعوض تمامًا تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، وتتوقع توقعات الخبراء استمرار هذه الزيادة، خاصةً لعيار 24.

تطورات أسعار الذهب اليوم في مصر وتأثير تقلبات صرف الدولار

منذ بداية الأسبوع، يظهر تراجع تدريجي في قيمة الدولار أمام الجنيه المصري، وهو ما عادةً يؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب محليًا؛ ولكن الاتجاه الصاعد العالمي للذهب يعطي السوق المحلي ثباتًا أكبر، ويقلل من حساسية الأسعار لتأثيرات تقلبات سعر الصرف. وبلغ سعر عيار 24 في الأسواق المحلية نحو 5985 جنيهًا، بينما سجل عيار 21 سعرًا يقارب 5237 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4489 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 41896 جنيهًا، مما يعكس قوة وربحية القطاع الذهبي رغم تقلبات العملة.

الأوضاع العالمية وتأثيرها على سعر الذهب في مصر

تتزايد حالة عدم اليقين في الأسواق الدولية بسبب بدء الإغلاق الحكومي الأمريكي، إثر فشل مجلس الشيوخ في إقرار قانون الإنفاق نتيجة التوترات بين الجمهوريين والديمقراطيين. أدى هذا الوضع إلى توقف جزء كبير من عمليات الحكومة، مستشعرًا أزمة اقتصادية محتملة قد تؤثر على آلاف الموظفين الفيدراليين. هذا الاضطراب أثر على تأجيل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، وهي البيانات الأساسية التي يعتمد عليها الفيدرالي الأمريكي في رسم سياساته النقدية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة. فإذا استمر تباطؤ سوق العمل، قد يتجه الفيدرالي إلى تخفيض المزيد من أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

توقعات أسعار الذهب في مصر مع استمرار القلق الاقتصادي والسياسي

أظهر تقرير JOLTS الأخير نموًا طفيفًا في فرص العمل المتاحة بالولايات المتحدة خلال أغسطس، إلى جانب تباطؤ في معدلات التوظيف، مما يجعل التوقعات تميل إلى تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، مع احتمالية خفض إضافي في ديسمبر. ويستمر الاتجاه الصاعد في أسعار الذهب على المدى القصير والمتوسط مدعومًا بالقلق المستمر من الإغلاق الحكومي الأمريكي والتطورات الجيوسياسية، بجانب توجهات الفيدرالي نحو سياسات تيسيرية وفوائد أقل. إلا أن الأسواق ما زالت حذرة تجاه خفض الفائدة بشكل إضافي، خصوصًا بعد تصريحات مسؤولي الفيدرالي، مثل لوري لوغان رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، التي دعت إلى التريث في أي قرارات تخفيض مستقبلية ما لم تظهر مؤشرات واضحة على تراجع سوق العمل.

• ارتفاع مستمر في أسعار الذهب مدفوعًا بأسعار الأونصة العالمية
• تأثير محدود لتقلبات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار
• تأجيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على سياسات الفائدة
• توقعات مستمرة بتخفيض سعر الفائدة الأمريكي خلال الفترة القادمة
• الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية

يظل الذهب الأداة الأكثر ثقة للتحوط في مواجهة التقلبات الاقتصادية والسياسية، حيث استفاد في الفترة الأخيرة من انخفاض تكلفة الفرصة البديلة بسبب سياسات الفائدة المنخفضة، مما زاد من جاذبيته لدى المستثمرين الذين لا يستفيدون من عوائد مباشرة على المحتفظين به. وعلى مدار هذا العام، سجل الذهب مكاسب تجاوزت 47%، مما يعزز مكانته كملاذ آمن وسط تداعيات الأوضاع الاقتصادية العالمية المتغيرة.