مستوى قياسي.. الذهب يرتفع وسط قلق إغلاق أمريكا وتأثير خفض الفائدة

الذهب يسجل ارتفاعًا قياسيًا وسط توقعات خفض أسعار الفائدة والمخاوف من إغلاق الحكومة الأمريكية

شهد الذهب ارتفاعًا غير مسبوق يوم الأربعاء، مع تزايد الاتجاه نحو الأصول الآمنة في ظل تصاعد احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية، وتصاعد التوترات الاقتصادية، بالإضافة إلى صدور بيانات ضعيفة من سوق العمل زادت من التوقعات بوجود مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هذا الارتفاع يعكس القلق المتصاعد بين المستثمرين والتغيرات المؤثرة في الأسواق المالية.

الذهب وأسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة في ظل المخاطر الاقتصادية الحالية

سجل سعر الذهب في التداول الفوري زيادة بنسبة 0.4% ليصل إلى 3872.87 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 02:06 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت عقود الذهب الأمريكي الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.7%، مسجلة 3901.40 دولارًا للأونصة، مما يعكس الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط هذه الأوقات المضطربة. تأتي هذه الزيادة في إطار المخاوف المتصاعدة حيال احتمال توقف الحكومة الأمريكية عن العمل، خاصة بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير تشريع لتمديد التمويل الحكومي، إضافة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي التي ألمح فيها إلى إمكانيات خفض القوى العاملة الفيدرالية واستعمال إجراءات تقشفية.

توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على سعر الذهب وسوق العمل الأمريكي

يأتي ارتفاع سعر الذهب في وقت تخيم فيه حالة من الترقب للحركات المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ إذ أظهرت بيانات مؤشر فرص العمل “JOLTS” الصادرة حديثًا أن فرص العمل لفترة أغسطس شهدت نموًا طفيفًا في ظل تراجع معدلات التوظيف، مما يسلط الضوء على الضغوط المستمرة التي يعاني منها سوق العمل الأمريكي. وبحسب أداة FedWatch التابعة إلى مجموعة CME، تصل احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر إلى 97%، مع توقعات بأن يتم خفض إضافي بنسبة 76% خلال شهر ديسمبر. هذه التوقعات تعزز من جذب الاستثمار نحو الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في مواجهة تراجع الأداء الاقتصادي.

أداء المعادن النفيسة الأخرى خلال موجة ارتفاع أسعار الذهب

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات إيجابية ملحوظة؛ فقد ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 1.5% ليصل إلى 47.39 دولارًا للأونصة، وهو أعلى سعر يتم تسجيله خلال أكثر من 14 عامًا، في حين صعد البلاتين بنسبة 1.4% إلى 1595.85 دولارًا، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.9% ليصل إلى 1267.75 دولارًا. تعكس هذه المكاسب قوة الطلب على المعادن النفيسة بأشكالها المتعددة، فيما يلي جدول يوضح حركة الأسعار الأخيرة لهذه المعادن الأساسية:

• مخاطر الإغلاق الحكومي بحق التمويل تمثل عاملًا حاسمًا للطلب على الذهب
• الضغوط في سوق العمل الأمريكي تدعم توقعات خفض أسعار الفائدة
• معدلات ارتفاع المعادن النفيسة تعكس تقلبات الاقتصاد العالمي

في ظل هذه المتغيرات الاقتصادية والسياسية، يبقى الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان وتعزيز محافظهم الاستثمارية، مع ترقب مستمر لما ستسفر عنه القرارات الفيدرالية وتداعيات الإغلاق المحتمل على البيانات الاقتصادية المرتقبة، والتي ستحدد مسار الأسواق والأسعار في الفترة القادمة