مفتي السعودية.. تسمية شارع رئيسي في الرياض تكريمًا لجهوده الوطنية

وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء بإطلاق اسم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء المتوفي حديثًا، على أحد الشوارع الرئيسة في مدينة الرياض، تكريمًا لمكانته العلمية ودوره البارز في خدمة الدين والوطن.

تاريخ وإنجازات الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خدمة العلم الشرعي

يعد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أحد أبرز علماء المملكة العربية السعودية، حيث شغل منصب مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئاسة المجلس العام للبحوث العلمية والإفتاء منذ 1420هـ/1999م حتى 1447هـ/2025م، وهو الثالث في سلسلة المفتين بعد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن باز؛ وله مساهمات جليلة في تعليم الخير وإرشاد الناس، دفعت لتعزيز مكانة العلم الشرعي وتوثيق الفتاوى الدينية، كما كان له عطاء علمي مستمر حتى رحيله عن عمر يناهز 82 سنة.

مسيرة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ التعليمية والمهنية وتأثيرها في المجتمع السعودي

وُلد الشيخ في 3 من ذي الحجة 1362هـ/1943م في مكة المكرمة، وترعرع يتيم الأب منذ عام 1370هـ؛ بدأ حفظ القرآن في سن مبكرة على يد محمد بن سنان، ودرس تحت إشراف كبار العلماء مثل مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والمفتي عبدالعزيز بن باز، إضافةً إلى تعلّم علوم متعددة كالفرائض والتوحيد والنحو، والتحق بمعهد إمام الدعوة العلمي وكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تخصص في اللغة العربية وعلوم الشريعة، ثم شغل عدة مناصب تعليمية من مدرس، وأستاذ مساعد، حتى أستاذ مشارك؛ وكان خطيبًا في مساجد الرياض الكبرى منها جامع الإمام تركي بن عبدالله ومسجد نمرة في عرفة؛ وقدم محاضرات وفتاوى واضحة تتناول قضايا العقيدة، والعبادات، وأحكام الحلال والحرام.

المناصب الرسمية ومؤلفات الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في الفتوى والعلوم الشرعية

تدرج الشيخ عبدالعزيز في المناصب الشرعية والإفتائية بمراتب عالية، بدايةً من إمامة وخطابة المساجد، ثم عضو هيئة كبار العلماء عام 1407هـ، ونائبًا للمفتي العام عام 1416هـ، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه مفتياً عاماً ورئيساً لهيئة كبار العلماء والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في 1420هـ، ليواصل ترسيخ الدور الديني بمؤلفات ذهبية في العقيدة والعبادات والفتاوى، منها: “كتاب الله عز وجل ومكانته العظيمة”، و”فتاوى نور على الدرب” التي تناقش العقيدة، الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج؛ وقد ترك إرثًا غنيًا أثرى به كتب الفقه والشريعة السعودية.

العام الهجريالمناسبة أو المنصب
1374-1380هـدراسة علوم التوحيد وأصول الفقه على يد مفتي الديار السعودية
1384هـتعيينه مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي بالرياض
1399-1400هـأستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
1402هـإمامة وخطابة مسجد نمرة بعرفة
1407هـعضوية هيئة كبار العلماء
1416هـتعيينه نائبًا للمفتي العام للمملكة
1420هـتوليه منصب مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء
1447هـوفاته في 1 ربيع الآخر 1447هـ/23 سبتمبر 2025م

حياة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كانت مليئة بالعطاء التعليمي والشرعي، حيث شكلت مساهماته رافداً مهماً للعلوم الإسلامية في السعودية والعالم الإسلامي، إذ جمعت بين الفقه، والعقيدة، والتفسير بشكل منهجي وجذاب، وترك بصمة واضحة في نشر العلم الشرعي رغم التحديات الصحية التي واجهها، مثل فقدان البصر في شبابه، إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة الخدمة والدعوة، كما عزز مكانته بتوجيهات وخطوات عملية خلال تقلده المناصب القيادية التي عمل من خلالها لتحقيق رؤية المملكة في تثقيف الأجيال ونشر الدين السليم.