مكاسب اليورو.. ارتفاع مستمر للعملة الأوروبية مع ضعف الدولار بسبب الأزمة الحكومية الأميركية

اليورو يستمر في الارتفاع أمام الدولار الأمريكي مع تأثر العملة الأمريكية بالإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة، حيث سجل اليورو مكاسب لليوم الرابع على التوالي، وبلغ أعلى مستوى له خلال أسبوع، ما يعكس حالة عدم الاستقرار في السوق الأمريكي والتوقعات المتغيرة للسياسة النقدية الأوروبية، خاصة في ظل البيانات المرتقبة للتضخم لشهر سبتمبر.

تأثير الإغلاق الحكومي الجزئي على مستوى اليورو أمام الدولار الأمريكي

واصل اليورو ارتفاعه في الأسواق الأوروبية صباح الأربعاء، مسجلاً مكاسب جديدة أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل إلى أعلى نقطة له منذ أسبوع مدعوماً بتزايد الضغوط على الدولار نتيجة الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة. جاء هذا الإغلاق نتيجة فشل الكونغرس في تمرير تشريعات التمويل، مما أدى إلى توقف جزئي في عمل الحكومة الأمريكية، وهو ما أثر سلباً على ثقة المستثمرين بالعملة الأمريكية. فقد انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.45% مسجلاً 97.48 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ سبعة أيام، مما يعكس تراجعاً في قوة الدولار مع استمرار الأزمة السياسية والمالية في واشنطن.

تأثير موقف البنك المركزي الأوروبي وبيانات التضخم على تحركات اليورو مقابل الدولار

في اجتماعه الأخير، أوضح البنك المركزي الأوروبي أن الاقتصاد لا يحتاج إلى مزيد من التيسير النقدي في الوقت الراهن، مما قلل من احتمالية خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام. هذا الإعلان ساهم في ترسيخ مراكز اليورو أمام الدولار الأمريكي، حيث أن هذه السياسة تعني ثبات تكاليف الاقتراض وعدم اللجوء إلى توسع نقدي جديد، الأمر الذي دافع عن سعر اليورو وجعله يتصدر التداولات. ينتظر المستثمرون بشغف صدور بيانات التضخم لشهر سبتمبر، التي من المتوقع أن تلعب دوراً حاسماً في تحديد مستقبليات السياسة النقدية داخل منطقة اليورو، وما إذا كان البنك سيعدل موقفه في الاجتماعات القادمة.

مستوى تداول اليورو مقابل الدولار وتوقعات السوق في ظل الأزمات السياسية الأمريكية

ارتفع اليورو صباح الأربعاء بنسبة 0.4% ليبلغ 1.1777 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 24 سبتمبر، بعدما بدأ التداول عند 1.1733 دولار وسجل أدنى مستوى عند 1.1720 دولار. وكان اليورو قد أنهى تداولات الثلاثاء بارتفاع طفيف نسبته 0.1%، مما يعزز استمرار موجة الارتفاع التي استمرت لثلاثة أيام متوالية مدعومة بتحسن بيانات التضخم في ألمانيا، والتي جاءت أفضل من التوقعات، وبدورها عززت من ثقة الأسواق في الاقتصاد الأوروبي. في المقابل، لا تزال الأزمة السياسية في الولايات المتحدة تلقي بظلالها على الأسواق، ولا سيما مع بدء الإغلاق الحكومي بعد منتصف الليل، بسبب فشل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التوافق على تمويل مؤقت.

• فشل تمرير قوانين التمويل في الكونغرس أدى إلى الإغلاق الحكومي الجزئي.
• تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.45% مقابل سلة من العملات الدولية.
• مصادر الضغوط على الدولار تشمل الأزمات السياسية والمالية في واشنطن.
• رفع البنك المركزي الأوروبي توقعات ثبات أسعار الفائدة في المستقبل القريب.
• انتظار بيانات التضخم لشهر سبتمبر كعامل حاسم في تحركات السوق.

في سياق متصل، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة إذا استمرت الأزمة، محذراً من إمكانية إدارته اتخاذ خطوات لا رجعة فيها، مثل تعليق بعض البرامج الفيدرالية الحيوية والتي قد تمس خصومه السياسيين، مما يزيد من حالة عدم اليقين التي تؤثر على الدولار الأمريكي. يستمر اليورو بالتفوق على الدولار نتيجة هذه العوامل المتشابكة، في وقت تراقب فيه الأسواق العالمية بحذر التطورات القادمة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.