أداء اليورو.. اليورو يرتفع لأعلى مستوى أسبوعي قبل إعلان بيانات التضخم الأوروبية

اليورو يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وسط هبوط العملة الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وضعف احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية قبل نهاية العام. هذا المشهد يعكس تأثيرات واضحة للإغلاق الحكومي الأمريكي على سوق العملات، إلى جانب تغيرات متوقعة في السياسة النقدية الأوروبية التي تؤثر بدورها على سعر اليورو والدولار العالميين.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على هبوط الدولار الأمريكي وتعزيز اليورو

شهد الدولار الأمريكي هبوطاً ملحوظاً نتيجة الإغلاق الحكومي الذي بدأ بعد فشل الكونغرس في إقرار مشاريع قوانين التمويل، مما أدى إلى فقدان العملة الأمريكية لقوتها مقابل سلة من العملات العالمية، لا سيما اليورو الذي ارتفع بالسوق الأوروبية ليحقق أفضل أداء له خلال أسبوع. مؤشر الدولار انخفض بنسبة 0.45% في جلسة الأربعاء، مواصلاً خسائره لليوم الرابع على التوالي ليصل إلى 97.48 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أسبوع. هذا التراجع جاء عقب إغلاق أبواب الحكومة الأمريكية بعد منتصف الليل، حيث لم يتمكن الحزب الجمهوري بقيادة ترامب والحزب الديمقراطي من التوصل إلى اتفاق مؤقت، ما سبب حالة من عدم اليقين في الأسواق. وأصدر الرئيس الأمريكي تحذيراً شديد اللهجة للديمقراطيين، موضحاً أن السماح بإغلاق الحكومة الفيدرالية سيتيح لإدارته اتخاذ إجراءات لا رجعة فيها، من بينها إغلاق برامج حيوية خاصة بالديمقراطيين. بدوره، أعلنت وزارتا العمل والتجارة الأمريكيتان عن توقف إصدار البيانات الإحصائية في حال استمرار الإغلاق الجزئي، مما يهدد بتأجيل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية المقرر نشرها يوم الجمعة، وهي بيانات هامة تؤثر بشكل مباشر على توقعات خفض سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأوروبية وتأثيره على سوق العملة

أشار البنك المركزي الأوروبي في اجتماعه الأخير إلى عدم الحاجة لمزيد من التخفيف النقدي، معتبراً أن الأوضاع الحالية لا تتطلب تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة لتحقيق هدف التضخم بنسبة 2%. جاء هذا التصريح مع توقعات اقتصادية تشير إلى إمكانية انخفاض معدلات الفائدة خلال العامين المقبلين، لكن دون توقع حدوث تخفيضات خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما يضع تكاليف الاقتراض عند مستويات مستقرة لفترة. تعكس بيانات السوق الحالية استقرار تسعير احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر عند حوالي 10%. وقد قام المتداولون بالفعل بتقليل رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية في منطقة اليورو، مما يجعل دورة خفض أسعار الفائدة لهذا العام على الأرجح في نهايتها.

توقعات التضخم وتأثيرها على تحركات اليورو مقابل الدولار الأمريكي

يراقب المستثمرون بشغف صدور بيانات التضخم الرئيسية في أوروبا لشهر سبتمبر لتقييم مدى تأثير الضغوط التضخمية على قرارات البنك المركزي الأوروبي. من المتوقع أن يصدر مؤشر أسعار المستهلكين السنوي بارتفاع إلى 2.2%، مقارنة بـ 2.0% في أغسطس، في حين يتوقع أن تبقى القيمة الأساسية حوالي 2.3% عند نفس المستوى السابق. هذه البيانات ستكون المحرك الأساسي لإعادة تسعير توقعات السياسة النقدية الأوروبية، وتحديد مدى احتمال خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام. في حالة ارتفاع بيانات التضخم بشكل يفوق التوقعات، فمن المرجح أن تتراجع توقعات تخفيض أسعار الفائدة، مما سيدعم قوة اليورو في سوق العملات الأجنبية.

العنصرالتفاصيل
سعر صرف اليورو مقابل الدولارارتفع إلى 1.1777 دولار بنسبة 0.4% أعلى مستوى منذ 24 سبتمبر
مؤشر الدولار الأمريكيانخفض إلى 97.48 نقطة بنسبة 0.45%، أدنى مستوى منذ أسبوع
احتمالية خفض الفائدة الأوروبية في أكتوبرمستقرة عند 10% بعد تقليص الرهانات
توقعات مؤشر تضخم المستهلك الأوروبيارتفاع من 2.0% في أغسطس إلى 2.2% في سبتمبر
  • فشل الكونغرس الأمريكي في الاتفاق المالي أدى إلى الإغلاق الحكومي
  • الدولار يعاني من خسائر متتالية ويصل إلى أدنى مستوياته
  • اليورو يشهد ارتفاعاً ملحوظاً مستفيداً من ضعف الدولار
  • البنك المركزي الأوروبي يرصد عدم حاجة لتخفيض أسعار الفائدة في الوقت الراهن
  • بيانات التضخم الأوروبية لتحديد توجهات السياسة النقدية المقبلة

توضح المؤشرات الفنية أن سعر اليورو مقابل الدولار لم ينجح حتى الآن في التخلص من الضغوط السلبية، ما يجعل تحركات العملة الأوروبية تحت المراقبة الدقيقة من قبل المتداولين والمستثمرين. تطورات الأسواق المالية في الأيام القادمة ستعكس بدقة مدى استمرار تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي وتغيرات السياسة النقدية الأوروبية على سعر صرف اليورو والدولار الأمريكي.