3871 دولاراً.. تذبذب حاد بأسعار الذهب وسط جني أرباح محدود وتراجع مؤشر الدولار يعزز التفاؤل

أسعار الذهب العالمية والمحلية تشهد ارتفاعًا تاريخيًا مدعومًا بمخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوقعات المتزايدة بخفض الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي؛ ما عزّز الطلب على المعدن النفيس ووضع الذهب على أعتاب تحقيق أفضل أداء شهري خلال 16 عامًا، وسط حالة من الترقب والتذبذب في الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء.

تطور أسعار الذهب العالمية وتأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب العالمية تسجيل أعلى مستوى تاريخي جديد اليوم، حيث بلغ سعر أونصة الذهب 3871 دولارًا، قبل أن تنخفض وتصل إلى 3818 دولارًا للأونصة، بعد افتتاح التداولات عند 3832 دولارًا وفقًا لمؤشرات جولد بيليون؛ وشهد الذهب ارتفاعًا بنسبة 11% منذ بداية سبتمبر، مسجلًا سلسلة من المستويات القياسية، أقرب إلى هدف 4000 دولار للأونصة المتوقع أن يتحقق قبل نهاية العام، رغم توقعات سابقة بوصوله منتصف العام المقبل فقط. تأتي هذه الزيادات في ظل مخاوف متزايدة من إغلاق الحكومة الأمريكية المفاجئ، ما ساهم في تعزيز الذهب كملاذ آمن، خاصة مع فشل الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونغرس في التوصل إلى اتفاق لتجنب توقف الخدمات الحكومية، مما أثار حالة من عدم اليقين في الأسواق.
أدى الإغلاق المحتمل إلى تسريع الطلب على الذهب بين المستثمرين، حيث ارتفعت قناعة الأسواق بعدم قدرة الولايات المتحدة على تفادي توقف الحكومة، في وقت تحوم فيه الشكوك حول تأثير ذلك على الإنتاج الاقتصادي والبيانات الاقتصادية الحيوية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والذي قد يتم تأجيل إصداره بسبب الإغلاق، ما يضيف مزيدًا من الضبابية حول الوضع الاقتصادي.

الطلب على الذهب وتأثير خفض أسعار الفائدة على الاتجاه الصاعد للأسعار العالمية والمحلية

بينما تعصف مخاوف الإغلاق بالأسواق، يتزايد الطلب على الذهب المادي، حيث أعلن صندوق SPDR Gold Trust عن زيادة حيازاته بنسبة 0.60% لتصل إلى 1011.73 طن، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2022، كما سجّل مجلس الذهب العالمي ارتفاع التدفقات النقدية الي صناديق الذهب للأسبوع الخامس على التوالي بمقدار 27.2 طن خلال الأسبوع المنتهي في 26 سبتمبر. يأتي هذا في ظل توقعات كبيرة بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعاته القادمة، حيث تتراوح احتمالية خفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في أكتوبر إلى 89%، مدفوعًا بالبيانات الاقتصادية الهشة مؤخراً.
على الجانب الآخر، أوضح ألبرتو موساليم، رئيس البنك في سانت لويس، أنه مروق نحو تخفيف أسعار الفائدة، لكنه حذر من ضرورة إبقائها مرتفعة بما يكفي لمواجهة التضخم؛ وهذا الزواج بين تخفيض الفائدة والحذر يدعم السوق الصاعد للذهب الذي يستفيد من انخفاض عوائد السندات وهبوط قوة الدولار، عوامل تعزز الطلب عليه كاستثمار بديل خصوصًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

أسعار الذهب المحلية بين ارتفاع قياسي وتأثير تحركات سعر الصرف وحذر السوق

على الصعيد المحلي، رفعت أسعار الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا مستويات قياسية جديدة، حيث افتتح التداول اليوم عند 5155 جنيهاً للجرام، ثم تراجع إلى 5130 جنيهاً بعد تسجيل ارتفاع قدره 35 جنيهاً في الجلسة السابقة، في ظل استمرار الزخم الصاعد مدعومًا بالمستويات التاريخية المسجلة في الأسواق العالمية. ويعود ارتفاع السعر المحلي إلى الدعم الواضح من أداء الذهب العالمي، رغم تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، الأمر الذي حد من مكاسب الذهب قليلاً لكن لم يعطل الاتجاه الصاعد القوي للأسعار المحلية.
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق المحلية تشهد حالة من الحذر الملحوظ بسبب تحركات الذهب العالمية والتوترات الجيوسياسية، مما ينعكس بسرعة على عملية تسعير المعدن النفيس محليًا، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات قد تؤثر على الأسواق. يُبرز الجدول التالي تطور أسعار الذهب عيار 21 خلال الأيام الأخيرة:

• ارتفاع الذهب العالمي يؤثر إيجابيًا على السعر المحلي
• تراجع الدولار مقابل الجنيه يقلل من المضاعفات السعرية
• تغيرات السوق والجيوسياسية تفرض الحذر على المستثمرين