السخرية والأزياء.. كيف شكلت الملابس الممنوعة وجه المجتمع المملوكي في مصر؟

السخرية والأزياء الممنوعة في مصر خلال العصر المملوكي من الموضوعات التي توضح تفاعل المجتمع المصري مع مظاهر السلطة والسياسة بطرق تعبيرية فريدة، وهو ما تناولته الدكتورة تيسير محمد شادي في كتابها الجديد الذي أطلقته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن سلسلة “حكاية مصر” التي تهدف إلى إحياء التاريخ المصري بوجهات نظر مختلفة.

السخرية والأزياء الممنوعة في مصر خلال العصر المملوكي ودورها في التعبير الاجتماعي

يُعد كتاب “السخرية والأزياء الممنوعة في مصر خلال العصر المملوكي” إضافة مهمة لمكتبة التاريخ الاجتماعي في العالم العربي، حيث تتعمق الكاتبة في دراسة كيفية استخدام الشعب المصري للسخرية كأداة تعبير مجتمعي تحاكي القضايا السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في تلك الحقبة. يستعرض الكتاب تأثير الأزياء الممنوعة على حياة الناس وكيف كانت تلك الرموز البصرية تحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة، الأمر الذي يجعل فهم السخرية في هذا السياق أكثر تعقيدًا وثراءً. كما يتناول الكتاب كيف كانت هذه الأزياء جزءًا من لغة الإشارة التي استخدمها المصريون للتعبير عن رفض أو تقبل أنظمة الحكم في عصر المماليك البرجية.

السخرية السياسية والدلالة الرمزية في عصر المماليك البرجية بمصر

تسلط الدكتورة تيسير الضوء على السخرية السياسية التي انتشرت خلال العهد المملوكي، وخصوصًا في الفترة التي شهدت أعلى مستويات الاحتقان السياسي والاقتصادي، مقدمة تحليلاً دقيقًا للدلالة الرمزية التي حملتها أفعال وتصرفات الناس عبر السخرية وأشكال التعبير المختلفة مثل الأزياء. تناولت الكاتبة هذا الجانب من خلال استعراض أبرز حالات السخرية السياسية التي عكست رفض الشعب للسياسات المملوكية سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، مما يبرهن على الدور الذي لعبته السخرية كرافعة للهوية المصرية ومكون هام من مكوناتها الثقافية. لقد أظهرت هذه الدراسة كيف ارتبطت السخرية بالوعي الوطني وتفاعل الناس مع السلطة برموز اجتماعية سهلة الفهم لكنها محملة بمضامين سياسية عميقة.

سلسلة “حكاية مصر” ودورها في نقل تاريخ مصر الثقافي والرمزي

يُعتبر هذا الكتاب جزءًا من سلسلة “حكاية مصر” التي تصدرها الإدارة العامة للنشر الثقافي تحت مظلة الإدارة المركزية للشؤون الثقافية. ترأس هذه الإدارة الكاتب الحسيني عمران، ويترأس تحرير السلسلة صبري سعيد، فيما يدير التحرير د. انتصار محمد، مع سكرتارية تحرير د. ماهينور فؤاد وتصميم غلاف من إبداع سمر أرز، في إطار يهدف إلى إثراء المكتبة الثقافية بنقل تاريخ مصر بشكل متجدد وعصري. تجسّد السلسلة جهودًا مكثفة في نشر التاريخ الاجتماعي والثقافي، مع تقديم دراسات غنية تسلط الضوء على تفاصيل دقيقة من الحياة المصرية، مثل ما نراه في موضوع “السخرية والأزياء الممنوعة في مصر خلال العصر المملوكي”، الذي يفتح أبوابًا لفهم أعمق للبعد الثقافي والسياسي في مصر التاريخية.

• تحليل دلالات السخرية وأثرها على الهوية المصرية خلال العصر المملوكي
• دراسة الأزياء الممنوعة كرموز تعبير بصري سياسي واجتماعي
• عرض دور سلسلة “حكاية مصر” في توثيق ونشر تاريخ مصر بزاوية مختلفة

يعكس كتاب “السخرية والأزياء الممنوعة في مصر خلال العصر المملوكي” خبث الشعب المصري في تحويل التحديات السياسية والاقتصادية إلى أدوات تعبير نابضة بالحياة، ليُثبت أن السخرية ليست مجرد تدبير ساخر بل أداة اجتماعية تحمل في طياتها دلالات عميقة وشديدة الارتباط بالهوية الوطنية والذاكرة الجماعية لمصر عبر العصور.