تسرب الأوكسجين.. تفسير جديد لصدأ القمر بسبب انبعاثات أرضية غير متوقعة

الصدأ على سطح القمر يشكل ظاهرة غامضة طالما أثارت فضول العلماء، خصوصًا أن بيئة القمر لا تتوفر فيها عوامل تكوين الصدأ التقليدية كالماء السائل أو الغلاف الجوي الغني بالأكسجين، بالإضافة إلى تعرضه المستمر للرياح الشمسية التي كان يفترض أن تمنع الأكسدة، لكن دراسة حديثة تشير إلى أن أيونات الأوكسجين المنبعثة من الغلاف الجوي للأرض هي السبب الرئيسي وراء ظهور الصدأ على القمر.

كيف تفسر الدراسات الحديثة ظهور الصدأ على سطح القمر

توضح التجارب المخبرية وتحليل بيانات الأقمار الصناعية آلية وصول أيونات الأوكسجين إلى القمر، حيث تنتقل هذه الأيونات عبر ذيل المجال المغناطيسي للأرض لتصل إلى تربة القمر الغنية بالحديد، ما يؤدي إلى تكوين معدن الهيماتيت، وهو التكوين المعدني المعروف للصدأ، بينما لم يكن الهيدروجين القادم من الرياح الشمسية قادرًا على وقف هذه العملية الكيميائية.

هنا قائمة بأبرز النقاط المتعلقة بتكوين الصدأ على القمر:

• وصول أيونات الأوكسجين من الغلاف الجوي للأرض إلى القمر عبر ذيل المجال المغناطيسي
• تفاعل هذه الأيونات مع تربته الغنية بالحديد لتكوين الهيماتيت
• عدم قدرة الهيدروجين الشمسي على وقف أكسدة الحديد

مناطق تركّز الصدأ وكيف يتأثر مرور القمر في ذيل المجال المغناطيسي

تبرز ملاحظات الباحثين أن الصدأ يتجمع بشكل خاص عند أقطاب القمر وعلى الجهة المواجهة للأرض، إذ تحدث هذه الظاهرة خلال المرور الشهري للقمر عبر ذيل المجال المغناطيسي، حيث تستقبله دفعة مركزة من الأوكسجين مع حجب معظم الهيدروجين، ما يعزز عملية تكوين الهيماتيت أو الصدأ في هذه المواقع الخاصة.

تأثير اكتشاف ظهور الصدأ على القمر على فهم البيئة الفضائية والتاريخية للقمر والأرض

تؤكد بعثات فضائية مثل المسبار الهندي تشاندرايان-1 والمركبة المدارية التابعة لوكالة ناسا صحة اكتشاف بقع الهيماتيت على سطح القمر، مما يغير المفهوم السابق الذي كان يرى القمر كجسم بلا تفاعلات كيميائية. هذا الاكتشاف يعكس تفاعلات معقدة بين القمر وبيئته الفضائية، ويمدّن آفاق فهم الأبحاث العلمية لتاريخ القمر والأرض معًا.