ثقب أسود.. تصوير أول ثقب أسود يكشف قلب مجاله المغناطيسي بشكل غير متوقع

المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87* يشهد انقلاباً تاريخياً بين عامي 2017 و2021، في ظاهرة نادرة تكشف ديناميكية متقلّبة فوق سطح هذا العملاق الكوني الذي يقبع ساكنًا في الصورة الشهيرة دون تغير يُذكر؛ بينما تتبدل القنوات المحيطة به بشكل جذري، فيما يواصل العلماء تعقب هذا التحول الاستثنائي بترقب مع اقتراب ربيع 2026، موعد انطلاق أول فيلم قصير يوثق تلك التغيرات في المجال المغناطيسي.

المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87* وخصائصه في قلب عنقود العذراء

يثير المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87* اهتمام العلماء ليس فقط لأنه يُشاهد لأول مرة بشكل واضح عبر تلسكوب أفق الحدث، بل لأنه يتسم بدرجة هائلة من التعقيد والتغير المستمر؛ يقع هذا الثقب الأسود على بعد يقارب 55 مليون سنة ضوئية ضمن مركز مجرة إهليلجية ضخمة في عنقود العذراء المجرى، وحجمه يفوق كتلة شمسنا بحوالي 6.5 مليار مرة، مما يجعله عملاقًا كونيًا فريدًا. وبينما ظل حضوره على الصور ثابتًا، كشف تحليل الاستقطاب الضوئي المنبعث عنه أن مجالَه المغناطيسي مر بتقلبات حادة عبر السنين، ما يسلط الضوء على طبيعة مغناطيسية متغيرة وحيوية، داعيًا إلى بحث معمق لفهم تفاعلاته وتأثيراته في هذا البيئات المعقدة.

تأثير المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87* على النفاثات الكونية وطبيعة التغيرات

يعد المجال المغناطيسي المحيط بالثقب الأسود M87 عاملاً رئيسياً في توجيه النفاثات الكونية التي يطلقها بسرعات تكاد تقارب سرعة الضوء، والتي تمتد لمئات آلاف السنين الضوئية؛ إذ تقوم الخطوط المغناطيسية بدور المسارات المهيكلة التي تساعد بعض المواد والمادة المشحونة على الهروب من القرص التراكمي المحيط به بدلًا من السقوط نحو مركز الجاذبية الشديدة. ويرتبط ارتفاع اضطراب المجال المغناطيسي والذي ينعكس في تقلبات الاستقطاب، بتغيرات مستمرة في هذه البنى، مما يعكس مرحلة ديناميكية مهمة لها علاقة مباشرة بكيفية تدفق الطاقة داخل المجرات وتباين نشاط النفاثات. الغوص في هذا الاضطراب المستمر يعكس أهمية دراسة المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87 لفهم الظواهر الكونية الأكثر تعقيدًا.

المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87*: خطوات نحو تصوير فيلم كوني لرصد التغيرات المستقبلية

في إطار متابعة التغيرات اللافتة التي سجلها المجال المغناطيسي للثقب الأسود M87*، يخطط فريق تلسكوب أفق الحدث لإطلاق حملة رصد مكثفة مقررة في ربيع 2026، تستهدف إنتاج سلسلة صور متتابعة تشكل في مجملها فيلمًا قصيرًا يعرض لحظات تغيرات المجال المغناطيسي وتفاعل البلازما داخل هذا العملاق الكوني بدقة غير مسبوقة. ومن المتوقع أن تزود هذه اللقطات الباحثين بفهم أعمق لكيفية تصرف المواد في بيئة الجاذبية القصوى وتسليط الضوء على العمليات الفيزيائية التي تؤثر في تكون وتطور المجرات حول الثقوب السوداء.

• رصد تتابعات دقيقة للتغيرات المغناطيسية.
• تحليل تفاعل البلازما مع بيئة الجاذبية الشديدة.
• فهم طبيعة النفاثات وطريقة توجيهها عبر الحقول المغناطيسية.
• تطوير نماذج جديدة لفيزياء الثقوب السوداء بناءً على الملاحظات المستمرة.

هذا المشهد الجديد والمثري يدعو لإعادة النظر في فهم الثقوب السوداء، لتأثيرها الكبير والمتغير على المادة والطاقة المحيطة بها؛ من ثبات مدهش وجاذبية عاتية إلى تقلبات مغناطيسية تبعث الحياة في أعماق الكون. فالثقب الأسود M87* ليس مجرد فجوة تبتلع الكتل، بل مختبر حي يزخر بالأسرار التي تعيد تشكيل علم الفلك الحديث باستمرار، حيث تتكشف أمامنا صورة أكثر تعقيدًا وتنوعًا عن هذا الظاهرة الكونية الفريدة.