تقلبات متوقعة.. تحركات أسعار الذهب اليوم تتراوح بين الاستقرار وعدم الاستقرار

ارتفع الذهب العالمي للأسبوع السادس على التوالي مدعومًا ببيانات التضخم الأمريكية التي جاءت متوافقة مع التوقعات، ما زاد من التفاؤل بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل خفض أسعار الفائدة في الأوقات القادمة هذا العام، ومن هنا جاء الارتفاع المستمر في أسعار الذهب بشكل لافت.

تطورات أسعار الذهب واستمرارية الارتفاع العالمي

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة خلال الأسابيع الستة الماضية، محققة مستوى تاريخي جديد يعكس قوة موجة الصعود العالمية؛ فبالنظر إلى بيانات أسعار الذهب اليوم في السوق المحلي، نجد:

وبالإجمال، سجل الذهب ارتفاعًا تاريخيًا تجاوز 43% منذ بداية هذا العام، وهو ما يعكس توقعات الأسواق بشأن خفض سعر الفائدة واستمرار الطلب العالمي على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي.

تأثير السياسات الأمريكية والاقتصادية على أسعار الذهب في 2024

كان الأسبوع الماضي حافلًا بتصريحات مهمة من قبل جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث أكد ضرورة موازنة المخاطر بين ارتفاع التضخم وضعف سوق العمل قبل اتخاذ أي قرار بشأن أسعار الفائدة القادمة؛ مما ولد حالة من عدم اليقين الاقتصادية تبعث على الحذر.

جاء ذلك عقب خفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع السابق، مع تأكيده على إمكانية خفض إضافي في الاجتماعات القادمة هذا العام، مما دفع المستثمرين إلى زيادة تقييماتهم لمعدلات الذهب، نظرًا لأن انخفاض أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول ذات العوائد الثابتة مقارنة بالذهب.

• إعلان الرئيس الأمريكي عن رفع تعريفات جمركية على واردات الأدوية بنسبة 100%
• تسارع حالة العزوف عن المخاطرة في الأسواق المالية أوسع نطاقًا
• تدفقات استثمارية متزايدة نحو الذهب كملاذ آمن

كل هذه العوامل مجتمعة عززت من طلب الذهب، خاصة مع تجدد المخاوف حول الرسوم الجمركية التي تزيد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

توقعات مستقبلية وأسواق المضاربة بين ارتفاع وخفض أسعار الذهب

تعتبر بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الشهرية في الولايات المتحدة من المؤشرات التي تفسر توجهات الاحتياطي الفيدرالي؛ ففي حين تراكم الدخل والإنفاق الشخصي أعلى من التوقعات، فإنها لا تزال تدعم خفضًا حذرًا لأسعار الفائدة في اجتماع أكتوبر بمنطقة مرتفعة بلغت احتمالية 88% بحسب المستثمرين، مع توقع خفض إضافي في ديسمبر بنسبة 65%.

أما فيما يتعلق بمضاربات السوق، فإن تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر أظهر ارتفاعًا ملحوظًا في عقود شراء الذهب الآجلة بزيادة 6030 عقد مقارنة بالتقرير السابق، جنبًا إلى جنب مع زيادة عقود البيع بمقدار 5691 عقد.

هذا يشير إلى تصاعد إقبال المتداولين الأفراد والمؤسسات المالية على المضاربة في أسواق الذهب مع ارتفاع التوقعات بخفض سعر الفائدة، وهو ما ينعكس بدوره على تقلبات أسعار الذهب في المدى القريب، مما يجعل متابعة هذه المؤشرات ضروريًا لفهم الحركات القادمة في الأسواق.

يبقى الذهب محور اهتمام المستثمرين الذين يراقبون عن كثب تحركات الاحتياطي الفيدرالي، مع ترقب مستمر لمستجدات المؤشرات الاقتصادية والسياسات الأمريكية التي تشكل عاملًا محوريًا في تحديد اتجاهات أسعار المعدن النفيس خلال الفترة القادمة