خلافات الأسبوع.. نزاعات جديدة تهدد الاستقرار في الأحداث الأخيرة

القاعدة الشرعية “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” هي المفتاح الحقيقي لحل الخلافات الزوجية دون أن تصل الأمور إلى تطورات مأساوية، إذ ينص القرآن الكريم في سورة البقرة على ضرورة التعامل برفق وتدرج بين الزوجين، مع اعتبار الطلاق آخر الحلول وليس أولها، فكيف تتحول الخلافات إلى مآسي يجني فيها الجميع الضرر؟ وما دور هذه القاعدة الشرعية في منع جرائم قتل الأزواج؟

دور القاعدة الشرعية في الحد من جرائم قتل الأزواج والخلافات الزوجية

تُظهر الأخبار بين الحين والآخر حوادث مأساوية لجرائم ارتكبت على خلفية الخلافات الزوجية، بعضها يتجاوز نطاق الزوجين ليطال الأبرياء من الأطفال، مثل حالات زوجة الأب التي سممت ستة أطفال بنية الغيرة، أو الأب الذي قتل أطفاله الثلاثة وهاجم زوجته ثم أنهى حياته، ما يحتم علينا التساؤل عن تأثير تطبيق القاعدة الشرعية “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” في تقليل هذه الجرائم. فقد وضع الله سبحانه وتعالى هذه القاعدة كطريقة مثلى للتعامل مع النزاعات بين الزوجين، حيث يُفضل التماسك والمعاشرة الطيبة، وتسريح الزوجة بإحسان عند تعذر الاستمرار، بدلاً من ترك الضغوط تتصاعد حتى ينفجر الوضع.

تجارب من الواقع تؤكد أهمية احترام القاعدة الشرعية وضرورة معالجتها

من خلال تجربتي الصحفية في زيارة سجن النساء بالقناطر الخيرية، اكتشفت أن المتهمات بقتل أزواجهن يعترفن بأفعالهن رغم الأحكام المؤبدة، مما يعكس حجم المعاناة التي دفعتهن لاتخاذ هذه الخطوة المأساوية. إحدى السيدات الريفيات ذكرت أنها ضربت زوجها بالفأس بعد تعرّضها للضرب والإهانة المستمرة، وحين سألتها عن سبب عدم الهروب لبيت أهلها أجابت أنهم كانوا يجعلونها تعود إليه مع كل خلاف، مما دفعها للشعور بأن القتل أحد الحلول، حتى وإن لم تكن نادمة. أما متهمة أخرى استخدمت السم بسبب سوء المعاملة والإهانة أمام أبنائها، وكانت ضغوط الحياة وقلة الدعم الاجتماعي سبباً في تصرفها. هذه الحكايات تؤكد أن غياب تطبيق القاعدة الشرعية “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” يغذي التوتر ويؤدي إلى انفجارات العنف.

انعكاسات الخلافات الزوجية وأهمية تطبيق القاعدة الشرعية في الحفاظ على الأسرة

الخلافات الزوجية ليست مجرد مشكلة بين الزوجين فقط، بل تنعكس أبعادها على الأبناء والأهل، حيث يدفع الجميع ثمن الفشل في العلاقة، وغالباً ما يزيد تدخل الأهل دون إدراك منهم، ويزيد من تعقيد المشكلات. فعلى سبيل المثال، قد ينصح الأهل الزوجة بعدم خسارة بيتها رغم تراكم الخلافات، مما يجعل التوتر يصل لحدوده القصوى فتتحول الطاقة المكبوتة إلى عنف مدمّر قد يصل إلى القتل. ولتوضيح ذلك، يمكننا عرض عوامل تأزم المشكلات الزوجية كالتالي:

  • الإهمال وعدم التواصل بين الزوجين
  • الغضب والضغط النفسي المتزايد
  • تدخل الأهل بأساليب غير مناسبة
  • العجز عن اللجوء للطلاق الحسن كأسلوب لحل المشكلة

جدول توضيحي لبعض الوقائع:

الحادثةالنتيجة
زوجة الأب تسمم ستة أطفال بدافع الغيرةوفاة الأطفال
أب يقتل أطفاله الثلاثة وزوجته ثم ينتحرمأساة كاملة للعائلة
سيدة تضرب زوجها بالفأس بعد ضربه لهاسجن دائم ولا ندم

هذه المؤشرات ليست ظاهرة عامة بل تحذير خطير عن تبعات عدم تطبيق القاعدة الشرعية “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” التي تمنع الانفجار السلبي للعلاقات الزوجية. إن النصيحة التي يجب أن تظل حاضرة في أذهان الأزواج هي: إذا لم ترغب بالاستمرار في الحياة مع شريكتك، فالطلاق هو الحل الأكثر إنسانية وأقل ضرراً من العنف والقتل، فلا تدعوا الغضب يحكم مصيركم، ثم تصبحون نادمين على ما حدث.