ألوان مذهلة.. غلاف المريخ الجوي يكشف لوحات طبيعية تأسر الأنظار

الغلاف الجوي للمريخ وتركيبه التفصيلي من خلال صور مسبار إكسومارس

لطالما كان الغلاف الجوي للمريخ مصدر اهتمام العلماء، لا سيما مع محاولاتهم المستمرة لاستكشاف الكوكب الأحمر وإقامة مستوطنات بشرية عليه، وفي الآونة الأخيرة، كشف مسبار إكسومارس للغازات التابع لوكالة الفضاء الأوروبية تفاصيل دقيقة تكشف عن التركيب المعقد لهذا الغلاف الجوي الرقيق المحيط بسطح المريخ.

استكشاف التركيب التفصيلي للغلاف الجوي للمريخ عبر مسبار إكسومارس

تمكن فريق العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية من بناء تصور شامل للغلاف الجوي للمريخ مستندين إلى صور دقيقة التقطها نظام التصوير السطحي الملون والمجسم (CaSSIS) على متن مسبار الغازات النزرة إكسومارس، وقد بينت هذه البيانات أن طبقات الغبار والغاز في الغلاف الجوي للمريخ متقاربة ورقيقة، وهو ما يشبه الطبقات المتراكمة في معجنات “ميل-فيي” الشهيرة؛ هذا التركيب الرقيق يعكس الطبيعة المعقدة للغلاف الجوي على الكوكب الأحمر، ما يتيح فهمًا أفضل لتفاعلاته الداخلية وتأثيرها على سطح المريخ.

مكونات الغلاف الجوي للمريخ وتأثيراتها على الطقس والكثافة

يتسم الغلاف الجوي للمريخ برقته النسبية؛ إذ يتكون بشكل رئيسي من ثاني أكسيد الكربون، مع نسب ضئيلة من النيتروجين، الأرجون، وبعض الغازات النزرة؛ ومع انخفاض كثافته مقارنة بالأرض، لا يظل هذا الغلاف جويًا مستقرًا بل يشهد نشاطًا يتمثل في عواصف غبارية متنوعة تؤثر على الظروف الجوية لفترات قصيرة؛ ومن خلال تحليل الصور الحديثة، يتضح أن الغلاف يحتوي على طبقات لا تتجاوز سماكتها عدة كيلومترات، تتوزع بين مناطق مرتفعة تتضمن حبيبات جليدية صغيرة على ارتفاع حوالي 40 كم، وغبار يزداد تركيزه على ارتفاعات أقل، كما أن التفاوتات اللونية الطفيفة بين هذه الطبقات تشير إلى اختلافات في التركيب الكيميائي وتركيز العناصر.

دور جسيمات الغبار والجليد في تنظيم الغلاف الجوي للمريخ

تلعب الجسيمات الدقيقة من الغبار والجليد دورًا محوريًا في التحكم بكيفية امتصاص وضياع الضوء الشمسي في الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤثر مباشرة على عمليات التسخين والتبريد في أجزاء مختلفة من الغلاف الجوي؛ ويتيح رسم خرائط دقيقة لترتيب هذه الطبقات بشكل عمودي للعلماء إمكانية تقديم توقعات أدق لتطور الجو المريخي على مدار اليوم، فصول السنة، وحتى عبر فترات زمنية طويلة تمتد عبر العقود؛ وبناءً على هذه الصور والتحليلات المعمقة التي نُشرت في مجلة Science Advances، تتوسع رؤى الباحثين حول ديناميكيات الغلاف الجوي للمريخ بشكل مدروس، مما يعزز فرص الفهم والتخطيط لاستكشافات مستقبلية.

  • تصوير تفصيلي للغلاف الجوي بواسطة نظام CaSSIS
  • بوصف التركيب الرقيق والمتقارب لطبقات الغبار والغاز
  • فهم تأثير الحبيبات الجليدية والغبار على امتصاص الضوء الشمسي
  • رسم خريطة عمودية لتوقعات الطقس المريخي زمنياً وموسميًا
العنصرالوصف
الثاني أكسيد الكربونالمكون الرئيسي للغلاف الجوي بنسبة كبيرة
النيتروجين والأرجونيحتوي عليهما بكميات ضئيلة
الطبقات الجليديةتوجد على ارتفاع 40 كم وتتكون من حبيبات جليدية صغيرة
الغباريرتفع بوضوح في طبقات أقل ارتفاعًا