الذهب اليوم.. تحليل تفصيلي لأهم العوامل التي تحرك أسعار المعدن الأصفر عالمياً

الارتفاع المستمر للذهب العالمي وتأثير خفض الفائدة الأمريكية على أسعاره

شهد الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا للأسبوع السادس على التوالي، مستفيدًا من بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت وفق التوقعات، مما عزز توقعات استمرار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة، وهو ما أدى إلى استمرار توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تسيطر على الأسواق.

تأثير خفض أسعار الفائدة على الذهب العالمي ومستويات الأسعار الجديدة

ارتفع الذهب العالمي بشكل حاد خلال هذا الأسبوع، محققًا موجة صعود متواصلة لأكثر من ستة أسابيع، ليصل إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، مع زيادة تتجاوز 43% منذ بداية العام الحالي، في ظل تحركات متسارعة على صعيد أسواق المعادن الثمينة مدفوعة بعوامل الاقتصاد العالمي المتغيرة؛ وهذا الارتفاع جاء متأثرًا بقرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، المرفق بإشارات إلى المزيد من التخفيف النقدي مستقبلاً، حيث يزيد انخفاض الفائدة من جاذبية الذهب الأصول غير المدرة للعائد مقارنة بالأصول الأخرى.

وعلى صعيد الأسعار المحلية في مصر، جاءت أسعار الذهب بالجنيه المصري كالتالي:

العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة على الذهب العالمي في ظل خفض الفائدة الأمريكية

تأثر الذهب أيضًا بتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي، لا سيما رئيس البنك جيروم باول الذي أكد على أهمية موازنة المخاطر بين ارتفاع التضخم وضعف سوق العمل عند اتخاذ القرارات المتعلقة بأسعار الفائدة، مما يعكس تعقيدات المشهد الاقتصادي الحالي ويزيد من تقلبات السوق؛ وبينما يكافح الاقتصاد الأمريكي حالة عدم اليقين المتصاعدة، أشار باول إلى غياب مسار خالٍ من المخاطر لخفض الفائدة، في ظل التحدي المتمثل في كبح التضخم مع المحافظة على نمو سوق العمل، ما يؤثر بشكل مباشر على آفاق السياسة النقدية المستقبلية.

يضاف إلى ذلك التوترات المرتبطة بالتعريفات الجمركية الأمريكية، بعد إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية تبدأ من 1 أكتوبر، تشمل زيادة تصل إلى 100% على واردات الأدوية، حيث أسهمت هذه الإجراءات في تعميق حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والقلق بالسوق العالمية، مما دفع المستثمرين إلى زيادة تدفقاتهم على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وسط هذه التقلبات السياسية والاقتصادية.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على طلب الذهب العالمي من المستثمرين والمتداولين

جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الشهرية في الولايات المتحدة متوافقة مع التوقعات، رغم أن معدلات الدخل والإنفاق الشخصي كانت أعلى مما كان متوقعًا، إلا أن هذه البيانات لم تكن كافية ليغير الاحتياطي الفيدرالي خطته الحذرة لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب خلال أكتوبر، حيث يتوقع السوق احتمالًا يبلغ 88% لخفض الفائدة في ذلك الشهر، مع فرصة 65% لخفض إضافي محتمل في ديسمبر، مبرزة توجهًا متزايدًا نحو التيسير النقدي لدعم الاقتصاد وتخفيف ضغوط التضخم.

في الوقت نفسه، أظهر تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر، زيادة في عقود شراء الذهب الآجلة بمقدار 6030 عقدًا، إلى جانب ارتفاع في عقود البيع بمقدار 5691 عقدًا، ما يعكس نشاطًا مضاربًا متزايدًا من قبل متداولين أفراد وصناديق استثمار ومؤسسات مالية كبيرة، وهو مؤشر واضح على استعادة المحتمل لعمليات المضاربة على الذهب سواء في جانب الشراء أو البيع؛ ويرتبط هذا النشاط بشكل وثيق بالتوقعات المتصاعدة بشأن خفض أسعار الفائدة التي يعكف عليها البنك الفيدرالي الأمريكي، مما يعزز من مكانة الذهب كأداة استثمارية مفضلة في ظل بيئة مالية متقلبة.

• استمرار ارتفاع الذهب العالمي نتيجة توقعات خفض الفائدة
• تأثير تصريحات جيروم باول ومخاوف التضخم وضعف سوق العمل
• تداعيات التعريفات الجمركية الأمريكية وزيادة حالة عدم اليقين
• نشاط مضاربي الذهب وارتفاع عقود الشراء والبيع
• الأسعار المحلية للذهب في مصر وتأثرها بالتطورات الدولية