أسطورة فاخرة.. تراجع السيارات الكهربائية الراقية يهدد مستقبل النقل الحديث

السيارات الكهربائية الفاخرة تواجه تحديات كبيرة في السوق العالمية، إذ تتزايد معاناتها بوتيرة أسرع من السيارات الكهربائية العادية نتيجة عدم قدرة الشركات على جذب المشترين الأثرياء بسبب مواصفات طرازاتها غير الواقعية، مما ينعكس سلبًا على حجم المبيعات وضعف الطلب المتواصل.

تراجع مبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة وتأثيره على الشركات العالمية

تُعاني السيارات الكهربائية الفاخرة بشكل واضح من أزمة تتجاوز التوقعات التي أطلقتها الشركات المصنعة؛ إذ تصاعدت وعود هذه الشركات خلال تقديم طرازاتها، لكنها اصطدمت بخيبة أمل حقيقية بسبب هبوط المبيعات وضعف الإقبال، وهو ما انعكس في إلغاء تأجيل بعض الطرازات وتوقف خطط إنتاج البطاريات، بالنسبة لشركات كبرى بحسب بيانات منصة الطاقة المتخصصة الصادرة من واشنطن. في المقابل، لم تتحسن حالة السيارات الكهربائية العادية كثيرًا، إذ تواجه أيضًا تحديات جمعت بين ضعف البنية التحتية للشحن، والعوائد المنخفضة لإعادة البيع، بالإضافة إلى مشكلات فنية في برمجة بعض الطرازات.

واقع شركات السيارات الكهربائية الفاخرة بين وعود الربح وخيبات السوق

شهدت شركات السيارات الكهربائية الفاخرة، مثل بورشه، ومرسيدس بنز، وأودي، ومازيراتي، وبوليستار، ولوسيد، وبي إم دبليو، وفيراري، نوعًا من الارتباك في أدائها، رغم الإعلانات الطموحة التي صدرت قبل سنوات. فبورشه على سبيل المثال تعهدت بتحقيق أرباح تزيد 20% من مبيعات سياراتها الكهربائية مقارنة بنظيراتها التي تعمل بالبترول، لكن الطلب على طراز تايكان تراجع بينما ارتفعت تكاليف التصنيع، ما دفع بورشه إلى إيقاف تصنيع بعض الطرازات وتأجيل أخرى فضلًا عن إعادة تركيز جهودها على السيارات الهجينة والتقليدية. وواجهت مرسيدس بنز صعوبة في تسويق طراز “إي كيو- إس” الفاخر بسعر 110 آلاف يورو، مع تراجع سهم الشركة في بورصة فرانكفورت 2.3% خلال العام الحالي.

وتصاعدت المنافسة في الصين مع دخول علامات مثل “شاومي” التي قدمت سيارات بأسعار وتقنيات منافسة لأودي، في حين تراجعت مازيراتي عن خطط تطوير سيارة رياضية كهربائية، مما أدى لانخفاض أسهمها في بورصة ميلانو بنسبة 35% بسبب تحديات السوق الأميركية. أما شركتا بوليستار ولوسيد، فلاتزالان تغوصان في خسائر متزايدة بسبب تفضيل المستهلكين للسيارات التقليدية، كما توضح الصورة في منصة “أوتوموتيف نيوز”.

التحديات الحالية وآفاق مبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة المستقبلية

تتشارك السيارات الكهربائية الفاخرة والعادية في عدد من التحديات التي تعيق نموها في السوق، منها ضعف البنية التحتية لشحن المركبات، وصعوبات برمجية في بعض الموديلات، بجانب انخفاض قيمة إعادة البيع، وهو ما يتفاقم مع المنافسة الشرسة من الشركات الصينية ورسوم الاستيراد التي فرضتها الولايات المتحدة في فترة إدارة دونالد ترمب. في المقابل، يبدو أن السيارات الكهربائية العادية تحقق نموًا بطيئًا لكنه مستمر، مدعمًا بطرازات الدفع الرباعي والهاتشباك التي رفعت من مبيعات شركات مثل سكودا، وفولكسفاغن، ورينو، أما بي إم دبليو فاضطرت لتخفيض الأسعار بأوروبا لتحفيز الطلب.

الشركةنسبة التراجع في الأسهم
بورشه25%
مرسيدس بنز2.3%
مازيراتي35%

على صعيد المبيعات، حققت بي إم دبليو ارتفاعًا بنسبة 16% في النصف الأول من 2025، مع اعتماد استراتيجية إنتاج متوازنة تشمل السيارات التقليدية والهجينة والكهربائية على خط واحد، إلا أن السوق الصينية أظهرت تفضيلًا ملحوظًا للسيارات العاملة بالبنزين- وفق تصريحات محلل السيارات ستيفن ريتمان، الأمر الذي يعكس فهمًا خاطئًا سابقًا لتفضيلات المستهلكين هناك. في الوسط الآخر، تبرز شركة فيراري التي تخطط لإطلاق أولى سياراتها الكهربائية بالكامل في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مع توقعات بأنها ستكون قادرة على تجاوز الصعوبات التي تعاني منها صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة.

  • ضعف بنية الشحن وتحديات برمجية في بعض الموديلات
  • تفضيل العملاء للسيارات التقليدية في أسواق معينة مثل الصين
  • ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة العوائد في إعادة البيع
  • المنافسة الشرسة من شركات السيارات الصينية المبتكرة