ارتفاع اليورو.. توقعات بنوك وول ستريت تشير إلى مزيد من القفزات أمام الدولار

اليورو مقابل الدولار يتوقع بنوك وول ستريت استمرارية ارتفاعه في الأشهر المقبلة وسط تحولات استراتيجية بين المستثمرين العالميين للتحوط من تقلبات الدولار الأمريكي، حيث تشير التوقعات إلى تجاوز اليورو مستوى 1.20 دولار، مسجلاً أكبر موجة صعود منذ عام 2017 مدعومًا بتفاؤل متزايد حول اقتصاد منطقة اليورو وانخفاض محتمل في أسعار الفائدة الأمريكية.

توقعات بنوك وول ستريت بشأن استمرار ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأمريكي

تشير توقعات بنوك وول ستريت الكبرى مثل «جولدمان ساكس» و«جي بي مورجان» و«يو بي إس» إلى استمرارية ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الأشهر القادمة، وقد يصل إلى مستويات بين 1.22 و1.25 دولار، مع تراجع محتمل في عوائد الفائدة الأمريكية التي تقلل من جاذبية الدولار كعملة استثمارية. هذا الارتفاع يأتي بعد تسجيل اليورو ارتفاعًا بأكثر من 12% منذ بداية العام، مدفوعًا بالتفاؤل المتجدد حول اقتصاد منطقة اليورو والقلق المتصاعد من السياسات الاقتصادية الأمريكية، وبلغت العملة الأوروبية ذروتها عند 1.19 دولار في وقت سابق من الشهر الجاري، وهو أعلى مستوى لها منذ أربع سنوات.

العوامل الدافعة وراء صعود اليورو مقابل الدولار وأهمية التحوط

يُعزى جزء كبير من صعود اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلى زيادة عمليات التحوط من الدولار بين المستثمرين العالميين؛ حيث وصف المحلل بيتر شافريك هذا التحول بأنه «قمة جبل الجليد» في توجه عالمي يسعى لتحجيم المخاطر المرتبطة بالدولار. تقوم صناديق التقاعد الكبرى في عدة دول برفع مستويات تحوطها ضد الدولار، ما يزيد الضغوط على العملة الأمريكية ويعزز اتجاه اليورو. ويرافق هذا التوجه مواجهة بعض المصدرين الأوروبيين لتحديات على أرباحهم نتيجة ارتفاع اليورو، في حين يحذر البنك المركزي الأوروبي من تجاوز الدولار مستوى 1.20 مقابل اليورو، لما قد يسببه ذلك من ضغوط سلبية على معدل التضخم، حيث اعتبر توماس فيلاديك هذا المستوى بمثابة خط أحمر لصناع السياسات النقدية الأوروبية.

تباين توقعات البنوك الكبرى لوضع اليورو مقابل الدولار الأمريكي وتأثير أسعار الفائدة

بالرغم من التوقعات الإيجابية لاستمرار ارتفاع اليورو مقابل الدولار، إلا أن بعض المؤسسات المالية، مثل «سيتي بنك»، تخالف هذا التيار متوقعة هبوط اليورو إلى مستوى 1.10 دولار خلال 6 إلى 12 شهرًا، معتمدةً في تأرجح توقعاتها على تسارع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. هذا التخالف يأتي في ظل تغير فروق أسعار الفائدة بين أوروبا وأمريكا، حيث من المتوقع أن يؤدي التراجع في فروق الفائدة إلى زيادة موجات التحوط ضد الدولار، مما يدعم قوة اليورو.

• تزايد عمليات التحوط العالمي ضد الدولار يدعم صعود اليورو
• الخوف من تغييرات السياسة الاقتصادية الأمريكية يرفع جاذبية اليورو
• مخاوف المصدرين الأوروبيين من ارتفاع اليورو وتأثيره على الأرباح
• تحذير البنك المركزي الأوروبي من تجاوز الدولار مستوى 1.20 مقابل اليورو

إجمالاً، فإن التنبؤات تؤكد استمرار صعود اليورو مقابل الدولار نتيجة تضافر عوامل اقتصادية وتقلبات السوق العالمية التي تدفع المستثمرين نحو إعادة توازن محافظهم المالية بعيدا عن الدولار الأمريكي، في وقت تتباين فيه التوقعات لكن يبقى مستوى 1.20 دولار علامة رئيسية تحافظ على استكمال رحلة الارتفاع التي رافقت العملة الموحدة منذ عام 2017.