المريخ المائي.. أسباب اختفاء المياه من الكوكب الأحمر وتاريخ وجودها

الغلاف المغناطيسي للمريخ ودوره في حفظ المياه السائلة على سطح الكوكب الأحمر أمر حيوي لفهم تطوره وتحوله من كوكب يشبه الأرض إلى صحراء جافة وباردة؛ يشير اكتشاف حديث إلى أن المريخ كان يمتلك قلبًا داخليًا صلبًا محاطًا بنواة سائلة، تولد دينامو مغناطيسي حافظ على الغلاف الجوي والمياه من التبخر والاندثار عبر الزمن.

كيف تعكس أبحاث قلب المريخ الداخلي أهمية الغلاف المغناطيسي للمريخ؟

تلك الأبحاث المثيرة التي أجراها فريق جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وشملت بيانات من مسبار ناسا “إنسايت”، كشفت أن قلب المريخ الداخلي يشبه إلى حد كبير قلب الأرض، فهو صلب محاط بطبقة سائلة. هذه البنية تشكل أساس الدينامو المغناطيسي الذي بدوره يخلق الحقل المغناطيسي للكوكب، والذي يعمل كدرع يحمي الغلاف الجوي من الرياح الشمسية والجسيمات المشحونة. بغياب هذا الحقل، تذوى الغازات من الغلاف الجوي تدريجيًا، مما يؤدي إلى تراجع كثافته ويجعل المياه السائلة على السطح مهددة بالتبخر والاندثار في الفضاء. هذه الفرضية أكدت وجود ترابط وثيق بين توفر الغلاف المغناطيسي للمريخ وقدرته على الاحتفاظ بالمياه السائلة عبر الزمن.

كيفية استخدام بيانات مهمة إنسايت لرصد قلب المريخ والغلاف المغناطيسي للمريخ

قام الباحثون بتحليل أكثر من 1300 هزة زلزالية مسجلة بواسطة قياس الزلازل الدقيق في مسبار إنسايت المُرسل عام 2018، لتفسير البنية الداخلية للمريخ بدقة غير مسبوقة؛ ركزوا على 23 هزة بعيدة عن المسبار بمئات الكيلومترات لتحصيل معلومات نوعية عن تركيب النواة. باستخدام تقنيات تحليل بيانات متقدمة، قاموا بإزالة ضوضاء الإشارات واضعين نماذج ثلاثية الأبعاد لمحاكاة قلب المريخ وفهم حجم النواة وكثافتها، وكشفوا لأول مرة وجود نواة صلبة ضمن الطبقة السائلة المحيطة. هذه البيانات عززت فهم الغلاف المغناطيسي للمريخ وأهميته في حماية الكوكب من فقدان غلافه الجوي.

النتائج العلمية التي تؤكد تأثير الغلاف المغناطيسي للمريخ على الاحتفاظ بالمياه السائلة

أظهرت النتائج الجديدة بعد أن كانت النوى الداخلية للمريخ توصف بأنها سائلة بالكامل، أن النواة الصلبة تمتد نحو 613 كيلومترًا من مركز الكوكب وتتكون غالبًا من الحديد والنيكل وربما عناصر أخف كالكسجين، بينما النواة الخارجية السائلة تمتد من 613 إلى 1800 كيلومتر. رجّح الباحثون تباطؤ حركة السائل المحيط بالنواة الصلبة، ما أدى إلى ضعف الدينامو المغناطيسي للمريخ واختفاء الحقل المغناطيسي تدريجيًا؛ وبدون وجود هذا الحقل، فقد الغلاف الجوي جزءًا كبيرًا من غازاته نتيجة الرياح الشمسية والجسيمات المشحونة، مما قاد إلى تراجع المياه السطحية وتحول الكوكب لصحراء قاحلة وباردة. وأكد التنقيب العلمي هذا الترابط الحاسم بين تدهور الغلاف المغناطيسي للمريخ واحتمالية فقدانه للمياه، إلى جانب أهمية دراسة البنية الداخلية لفهم تطور الكواكب.

• الاعتماد على بيانات مسبار إنسايت كمصدر رئيسي
• تحليل الهزات الزلزالية للاستدلال على تركيب النواة
• تصميم نماذج ثلاثية الأبعاد لمحاكاة القلب الداخلي
• كشف وجود نواة صلبة ضمن النواة السائلة
• فهم علاقة الدينامو المغناطيسي بفقدان الغلاف الجوي والمياه