نجاح الأعمال.. عبد الرحيم حسن يوضح كيف تجسد الأعمال القديمة أخلاقيات المجتمع المصري

تطورت الدراما المصرية كثيرًا عبر السنوات، لكن الكلمة المفتاحية الطويلة التي يبحث عنها الجمهور هي: “أسباب ارتباط الجمهور بالدراما المصرية القديمة وجودتها”. هذا الارتباط يعكس تقدير المشاهدين للأعمال التي تحوي قيمة فعلية ورسالة ذات معنى عميق داخل إطار البيئة المصرية الأصيلة.

سر ارتباط الجمهور بالدراما المصرية القديمة وجودتها وأهمية قلم المؤلف الواحد

يرى عبد الرحيم حسن أن السبب الرئيسي في ارتباط الجمهور بالدراما المصرية القديمة يرجع إلى اعتماد تلك الأعمال على نص مكتوب كاملاً من قبل مؤلف واحد، يُقرأ بتمعن وتُجرى عليه بروفات مكثفة قبل التصوير، ما يجعل الحكاية متماسكة وقريبة من وجدان الناس، وتعكس أخلاقيات المجتمع المصري سواء في الخير أو الشر، داخل سياق بيئي واجتماعي أصيل. هذا التناغم خلق تجربة فنية متكاملة قدمت رسائل واضحة وقيمًا تربوية ترسخت في وعي المشاهدين، ما جعل هذه الأعمال تظل محفوظة في الذاكرة رغم مرور الوقت.

تأثير الانحراف عن طبيعة المجتمع في جودة الدراما المصرية الحديثة

أوضح عبد الرحيم حسن أن المشكلة الأساسية بدأت مع خروج بعض الأعمال الدرامية عن طبيعة المجتمع المصري، حيث استعارت موضوعات وأفكارًا لا تنتمي إلى واقع الجمهور، بل حاولت تقليد أنماط أخرى بعيدة عن البيئة الحقيقية للمصريين، مثل إدخال مشاهد العنف المفرطة داخل البيوت المصرية. وأشار حسن إلى تأثير ذلك السلبي على الشباب، موضحًا كيف أن فيلمًا مثل “إبراهيم الأبيض” للفنان أحمد السقا، كان له وقع مؤثر على الشارع، إذ قام بعض الشباب بتقليد مشاهد العنف بعد خروجهم من السينما، مما ساهم في تفشي ظاهرة غير محمودة داخل المجتمع. من هنا تتضح أهمية أن تعود الدراما المصرية إلى جذورها التي كانت تنسجم مع قيم المجتمع وتحتوي رسائل هادفة تعزز السلوك الإيجابي.

دور الفن في تعزيز القيم والحلول داخل المجتمع المصري وجودة النصوص الدرامية

أشار عبد الرحيم حسن إلى أن الفن في مصر كان ولا زال وسيلة فعالة في التربية وتعزيز القيم وحل الخلافات داخل الأسرة والمجتمع، مؤكدًا أن وظيفة الدراما لا تقتصر على عرض السلبيات فقط، بل يجب أن تقدم حلولًا واضحة تعكس الأخلاق والعدالة، تمامًا كما كانت الأفلام القديمة تنتهي بمحاكمة المجرم أو عقاب الشرير، ليخرج المشاهد محتفظًا عبرة مفيدة. وانتقد حسن أسلوب “الورش الكتابية” في صناعة الدراما المصرية، مشيرًا إلى أن التجارب الأوروبية تختلف، حيث تُقام ورش واسعة، يشارك فيها جميع الكتاب بأفكارهم حول موضوع محدد ثم تُراجع جماعياً حتى تُنتج نصاً متكاملاً، أما في مصر فتغيب التنظيمية مما يؤثر على جودة النصوص النهائية، ويصب في تراجع قيمة الدراما.

النموذجالخصائصالتأثير على الجمهور
الدراما المصرية القديمةكتابة نص واحد، بروفات مكثفة، رسائل أخلاقية واضحةترسيخ القيم، تثبيت رسائل تربوية، ارتباط وجداني
الدراما الحديثة غير المنضبطةمواضيع غير متجانسة، مشاهد عنف مفرط، ورش كتابية بلا تنظيمتقليد العنف، تراجع جودة النص، تأثير سلبي على الشباب
الورش الأوروبية المنظمةموضوع محدد، مشاركة جماعية، مراجعة منظمةتقديم نصوص متكاملة، محتوى فعال وجذاب

بالنظر إلى واقع الدراما المصرية، يظل الجمهور يبحث بشغف عن الأعمال التي تحمل رسالة فعلية وقيمة حقيقية، وتشكل انعكاسًا صادقًا لأخلاقيات المجتمع وثقافته، دون الانجراف خلف الظواهر السطحية أو تقليد أنماط دخيلة. العودة للكتابة المنظمة وسلم الإنتاج الدرامي القائمة على فهم بيئة المشاهد المصري تُمكّن الفن من القيام بدوره التربوي والثقافي على أفضل وجه.