المؤتمر الأول.. انطلاق حزب دونغ ناي لتعزيز الثقافة الوطنية 2025-2030

طلاب المقاطعة يعزفون على الحجر مساهمين في الحفاظ على القيم الثقافية التقليدية وتعزيزها تشكل جهود المحافظة على القيم الثقافية في دونغ ناي دعامة حيوية لبناء حياة ثقافية نابضة تتضافر مع تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمقاطعة؛ حيث تتزامن مع العديد من أنشطة الحفاظ على البيئة في الوقت ذاته، مما يعكس عمق التمسك بالتراث وتطويره عبر الأجيال.

الفنون التقليدية ودورها في الحفاظ على القيم الثقافية التقليدية وتعزيزها في دونغ ناي

تُعتبر الفنون الشعبية من الركائز الأساسية التي تجتمع حولها مجتمعات الأقليات العرقية في دونغ ناي، وهو ما يبرز جليًا في قرية لي ليتش 1 التابعة لبلدية فو لي، المعروفة بـ«القرية الخضراء وسط منطقة حرب خضراء»؛ حيث رغم التحديات، أفلحت بفضل البرنامج الوطني للبناء الريفي الجديد ومجهودات السكان في تحسين المستوى المادي والروحي. يؤوي هذا المجتمع الكبير من شعب تشورو المهرجان السنوي سايانغفا، الذي يشهد طقوسًا فريدة مثل عبادة إله الأرز، وعزف الأجراس، والشواء على أرز الخيزران، وصناعة النبيذ، بالإضافة إلى ألعاب شعبية حيوية كالرامية ورقصات الخيزران؛ ما يخلق حركة ثقافية ورياضية متجددة، ويتمركز فيها خمسة حرفيين من تشورو قادرين على أداء وتعليم فن الغونغ للشباب، محافظين على ست أغاني تقليدية تعبّر عن ترحيب الضيوف، ورحلات القرويين، وحمايتهم لوطنهم، إضافة إلى أغاني تحمل رموزًا أسطورية مثل طائر الفينيق.

ولا تقتصر هذه الأنشطة على فو لي فقط، بل تشمل معظم البلديات مثل ثانه سون ودينه كوان ودونغ تام وبوم بو وغيرها، مع تنوع مجموعاتها العرقية مثل ستينغ وتشو ورو وتاي، ما يعكس الاهتمام المتواصل بالحفاظ على القيم الثقافية التقليدية وتعزيزها، ما ينعكس في نشاطات ثقافية ومعيشية تسهم في بناء الهوية الجماعية.

التراث الثقافي المادي وغير المادي وأثره في تعزيز القيم الثقافية التقليدية في دونغ ناي

بين 2020 و2025، شهدت دونغ ناي تسجيل عدة تراثات وطنية غير مادية ذات أهمية بالغة، عَلَى سبيل المثال، نسج السلال والديباج وتقنيات صناعة النبيذ عند شعب ستينغ، إضافة إلى مهرجان سايانغفا لدى شعب تشورو، ما يؤكد الحرص على توثيق هذه القيم للحفاظ عليها أجيالًا متعاقبة، كما أوضح شيخ القرية ديو ليت في بلدية لا نغا، الذي نوّه بالدعم الحكومي والحزبي للحياة المادية والروحية للأقليات العرقية، وكيف أصبح جيل الشباب حاملاً لهذه القيم بثقة وفخر.

وعلى المستوى المادي، تُعد مقاطعة دونغ ناي من المحافظات التي استثمرت بشكل مكثف في ترميم وتجميل التراث الأثري، حيث شُيدت خطط لإعادة تأهيل 14 موقعًا أثريًا بتكلفة فاقت 131 مليار دونج منذ 2020، بالإضافة إلى خطة مقبلة للفترة 2024-2028 بقيمة 331.5 مليار دونج بهدف صون المواقع المتدهورة وتعزيز قيمها التراثية، مع توفير بيئة جاذبة للسياح والمواطنين على حد سواء.

كما تشمل خطة المحافظة للعام 2025 إنشاء ملفات للتراث الثقافي غير المادي، مثل مهنة طحن الأرز يدويًا لشعبي ستينغ ومونونغ في مقاطعة بينه فوك القديمة، ومهرجان لونغ تونغ لشعب تاي لتصنيفه وطنياً، مع ملف دُرِس لتصنيف آثار قاعدة إدارة أمن الجنوب الشرقي في تري آن، وتصنيف قرية بوم بو كتراث وطني؛ فيما استقبل متحف دونغ ناي ومواقعها الأثرية أكثر من 195 ألف زائر، تعرّفوا على معالم مثل معبد تران بين، وسجن تان هيب، وقلعة بين هوا، والبيت الدبلوماسي، وهيئة لوك نينه العسكرية، ما يعكس تزايد الاهتمام السياحي والتعليمي بهذا التراث.

دور التعليم والسياحة في تعزيز القيم الثقافية التقليدية ودعم مستقبل دونغ ناي

يُبرز تكامل الحفاظ على التراث الثقافي التقليدي مع تنمية السياحة المجتمعية والتثقيف، منهجاً راسخاً في دونغ ناي، حيث تحولت المهرجانات التقليدية إلى معالم بارزة ضمن برامج السياحة والتجارب الميدانية التي توفر فرصاً اقتصادية وثقافية للسكان، كما أُدرج التراث والعادات والفنون الشعبية ضمن الأنشطة اللامنهجية في المدارس بمشاركة أعضاء النقابات والشباب؛ فتتاح للطلاب فرص زيارة المواقع الأثرية، وتعلم العزف على الأجراس، والمشاركة في الرقص الشعبي، وتجربة الحرف اليدوية مثل نسج السلال والديباج وصناعة النبيذ.

  • تعزيز الإدراك الثقافي لدى الجيل الجديد
  • توفير فرص اقتصادية متنوعة للسكان المحليين
  • وضح الهُوية الثقافية للأقليات ونشرها داخل المجتمع

بهذا الأسلوب، لا يقتصر الأمر على تعميق فهم أبناء دونغ ناي لهويتهم التراثية فحسب، بل يرسخ لديهم أيضًا الشعور بالاعتزاز والمسؤولية في الحفاظ على القيم الثقافية التقليدية ونشرها، وخلق رافد مستدام يربط الماضي بالحاضر، ويرسخ أساسًا قويًا لمسارات التنمية المستقبلية.

وأكدت لي ثي نغوك لون، عضوة لجنة الحزب الإقليمية ومديرة إدارة الثقافة والرياضة والسياحة، أن المحافظة ستواصل توفير الدعم اللازم للحفاظ على التراث المادي والمعنوي، من خلال بناء أعمال ثقافية رئيسية، وترميم آثار التاريخ والثقافة التقليدية، بالإضافة إلى استغلال أشكال الفنون الشعبية بفاعلية بما يحفظ الهوية الثقافية للأقليات العرقية، ويلائم خطط التنمية السياحية المستدامة التي تهدف لها دونغ ناي. في إطار خطة التنمية للفترة 2025-2030، يبقى الحفاظ على القيم الثقافية والتاريخية التقليدية لأرض وشعب دونغ ناي من أولوياتها، إلى جانب تعزيز استغلال التراث كمورد روحي وثقافي هام، يُسهم في خلق حياة ثقافية جديدة، ويجذب السياح عبر معالم فريدة تحمل عبق الماضي وعزيمة المستقبل.