مكاسب مستمرة.. الدولار يواصل صعوده مع قوة البيانات الأمريكية وزخم التفاؤل الاقتصادي

الدولار الأمريكي وتوقعات خفض أسعار الفائدة يشهدان ترقبًا حذرًا بين المستثمرين بعد صدور بيانات اقتصادية قوية مؤخرًا، حيث حافظ الدولار على مكاسبه الأسبوعية رغم تراجعه الطفيف مقابل العملات الرئيسية، في ظل حالة من الحذر تجاه التحركات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي وتأثير ذلك على سوق العملات وأسعار الفائدة.

تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية مع استمرار مكاسب الأسبوع

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا طفيفًا يوم الجمعة أمام معظم العملات الرئيسية، حيث انخفض بنسبة 0.18% مقابل الين الياباني مقتربًا من مستوى 149.52 ينًا، إلا أنه صمد محافظًا على مكاسب متتالية للأسبوع الخامس على التوالي، مما يؤكد قوته النسبية في ظل تقلبات الأسواق الحالية. بالمقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.27% أمام الدولار ليستقر عند 1.1698 دولار، لكنه يواجه ضغوط مبيعات قد تعصف بمكاسبه التي استمرت لثلاثة أسابيع متواصلة. كذلك، انخفض مؤشر الدولار الذي يعكس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات بنسبة 0.3% ليصل إلى 98.28 نقطة، لكنه ظل مرتفعًا للأسبوع الثاني على التوالي مما يعكس ديناميكية متجددة وتباين في التوقعات حول مستقبل سياسة الاحتياطي الفيدرالي.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على تحركات الدولار وتوقعات السوق

أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 0.6% خلال شهر أغسطس متجاوزة التوقعات البالغة 0.5%، ما يعكس استقرارًا ملحوظًا في النشاط الاقتصادي الوطني. وعززت هذه المعطيات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) بزيادة قدرها 0.3%، وهو مؤشر رئيسي لقياس التضخم ويُعتبر موثوقًا بين المستثمرين والمتداولين. بالإضافة إلى ذلك، تم تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني ليبلغ 3.8%، ما يدل على تعافي اقتصادي أقوى مما كان متوقعًا. وتوطد تأثير هذه المؤشرات القوية لتعزيز توقعات السوق حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحمل المخاطر الاقتصادية المستقبلية، مما دعم تحركات الدولار الأمريكي بقوة داخل سوق الصرف.

كيف تؤثر بيانات الاقتصاد الأمريكي على أسعار الفائدة والدولار الأمريكي؟

قال جون فيليس، استراتيجي الاقتصاد الكلي في بنك نيويورك، إن قوة البيانات الاقتصادية الأخيرة قللت من احتمالات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تضييق الفارق بين أسعار الفائدة الأمريكية وتلك في الاقتصادات الأخرى، وساعد على دعم ارتفاع الدولار الأمريكي في الأسواق. استمرت التدفقات الاستثمارية الكبيرة نحو الأسهم والأصول الأمريكية، مما يشير إلى بقاء مكاسب الدولار متواصلة على الأمد القصير. في المقابل، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين تراجعًا بمقدار 1.6 نقطة أساس لتصل إلى 3.647%، وانخفضت احتمالات خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر إلى 85.5% مقابل 92% قبل أسبوع، وفقًا لأداة CME FedWatch.

• ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 0.6% في أغسطس
• ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3%
• تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني إلى 3.8%
• تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة في أكتوبر إلى 85.5%

يبقى الدولار الأمريكي في مواجهة عوامل متناقضة تجمع بين قوة البيانات الاقتصادية التي تدعم سعر العملة، والتوجه الحذر للسياسة النقدية الذي يحد من زيادة مكاسبه بشكل كبير؛ ورغم استمرار تدفقات الاستثمارات نحو الأصول الأمريكية، يعكس موقف الاحتياطي الفيدرالي تعقيدًا واضحًا في تحديد وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المرتقب، ما يجسد حالة من الحذر والانتظار وسط تحليلات سياسية واقتصادية متشابكة.