50 عامًا.. الكشف عن لغز “عين إفريقيا” وأسباب بقاء غموضها مستمرًا

عين إفريقيا أو هيكل الريشات: التكوين الجيولوجي الفريد في صحراء موريتانيا هو نتيجة طبيعية ثمينة تشكلت عبر ملايين السنين بفعل عمليات جيولوجية بطيئة تحت سطح الأرض، وتعتبر من أهم السجلات لحياة الأرض القديمة وصخورها التي تعود لمليارات السنين، كما تحمل أثر النشاط البشري البدائي في المنطقة.

عين إفريقيا أو هيكل الريشات: تاريخ جيولوجي يعود إلى مليارات السنين

تمثل عين إفريقيا أو هيكل الريشات حلقة ضخمة في صحراء موريتانيا، شكلتها عمليات جيولوجية بطيئة دون انفجارات بركانية أو اصطدامات نيزكية كما كانت نظريات سابقة تشير إليها، بل برزت بفعل صعود الحمم المنصهرة ببطء تحت سطح الأرض منذ أكثر من 100 مليون سنة، في فترة تفكك قارة بانجيا. تظهر الصخور التي تشكل هذه البنية سلسلة زمنية تمتد إلى حوالي 2.5 مليار سنة، وهذا يجعلها سجلًا فريدًا لتطور كوكب الأرض عبر العصور المختلفة.
تشهد عين إفريقيا على فترات تواجد بيئات رطبة تحتوي على أنهار وبحيرات، وهي أدلة على أن المنطقة لم تكن دائماً صحراء قاحلة بل مرت بمراحل من المناخ المتغير، ربما حاضنةً لبيئات حيوية مبكرة كانت نواة للحياة في تلك الحقبات.

الأدلة البشرية وأدوات الصيد في عين إفريقيا أو هيكل الريشات

تحتوي عين إفريقيا أو هيكل الريشات على مواقع أثرية مهمة في حلقاتها الخارجية حيث عُثر على أدوات حجرية قديمة تشير إلى نشاط الإنسان القديم، الذي استغل الموقع لصناعة أدواته والصيد المؤقت من دون استيطان مستقر. تكشف هذه الأدوات التي غالبًا ما صُنعت من الكوارتزيت المحلي كيف استغل السكان البدائيون الجغرافيا الفريدة للمنطقة.
وقد أظهرت الأبحاث العلمية أن هذه المواقع تعكس فترة من التفاعل البشري المؤقت كانت تتمثل في نشاطات محدودة وموسمية، ما يعكس قدرة الإنسان البدائي على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة في هذه الحقبة.

• صناعة أدوات حجرية باستخدام المواد المحلية
• صيد متقطع وعدم استيطان دائم
• استغلال الموارد الطبيعية التكاملية

عمق الاهتمام العلمي وأهمية عين إفريقيا أو هيكل الريشات للحضارة والفضاء

لقد جذبت عين إفريقيا أو هيكل الريشات اهتمام العلماء ورواد الفضاء على حد سواء بسبب تركيبها الفريد وموقعها القاحل، الذي يخفي تعقيدات جيولوجية كبيرة. حيث تستخدم كمرجع جغرافي من المدار الأرضي بسبب تناظر حلقاتها وبنيتها المتمايزة.
تشير التحليلات الجيوكيميائية إلى وجود صخور نادرة المنشأ مثل الكربوناتيت والجابرو، التي تنشأ من مرحلة تدفّق الصخور المنصهرة من الوشاح الأرضي، مما يعكس مراحل متعددة لتشكل هذا الهيكل، الذي يعد لغزًا جيولوجيًا يحكي قصة الأرض منذ انبعاثات الصخور العميقة إلى التغيرات السطحية عبر آلاف السنين.